وادي حلفا الفشل والفساد .. !!بقلم: نور الدين عثمان
منصات حرة
* عندما نتحدث عن الفشل واهمال الانسان في المحليات ﻻ يمكن ان نتجاوز محلية وادي حلفا ، المحلية المصابة بلعنة الفشل ، ليس السبب في انسانها وﻻ في قدرات انسانها وﻻ في وعي انسانها وﻻ في تعليم انسانها ، فمحلية وادي حلفا لها تاريخ عريق في انجاب العمالقة في كل المناحي ، ونذكر للمثال ﻻ الحصر المبدع خليل فرح ، الجيلي عبد الرحمن ، محمد وردي ، البﻻبل ، نجم الدين محمد شريف ، ابو سليم ، فاروق كدودة ، فتحي المصري ، عمر محمد عثمان ( مدير لجامعة الخرطوم ) ، سعاد ابراهيم احمد ، وجميعهم يحملون درجات الدكتوراه والاستاذية ، وليس فقط هؤﻻء فهذه المحلية خرجت الأفذاذ في كل المجالات العلمية من الطب والهندسة وعلوم الادارة والسياسة واثبتوا جدارتهم بين ابناء الشعب السوداني ، والحديث يطول عن محلية وادي حلفا ( حلفا ، السكوت ، المحس ) هناك رواد مهنة التعليم و حملة مشاعل العلم لكل انحاء السودان ، وكان عندما يذكر التعليم تذكر المنطقة النوبية ولكن دعونا نتحدث عن اليوم وﻻ حرج ... !!
* اليوم عندما نتحدث عن الفشل والجهل نذكر وادي حلفا ، تخيلوا محلية بهذا التاريخ وهذه العراقة يعين لها معتمد فاقد تربوي ، معتمد لم يكمل حتى المرحلة الابتدائية ، تخيلوا الاستهداف الواضح للمنطقة وتاريخها ، معتمد بالكاد يكتب ويقرأ ، وكل قدراته ومهاراته وكفاءته انه مؤتمر وطني مبين ، وطاعته العمياء للوالي والحزب ، وﻻ يخالف لهم امرا ، هذا هو معتمد وادي حلفا ، ﻻ طاعة لمواطن في معصية الحزب والوالي .. !!
* النتيجة الطبيعية اليوم في المحلية فشل في بناء المشاريع الزراعية ، فشل في اكمال الخدمات الاساسية من كهرباء ومياه ، حتى اللحظة هناك قرى ﻻ تعرف اختراع الكهرباء ، تفشي السرطانات ، تدهور التعليم ، تﻻشي الاندية الرياضية التي كانت تشع بالنشاط الثقافي والتي كانت تعالج الظواهر السالبة عبر العمل الثقافي والابداعي ، في الصحة حدث وﻻ حرج المرضى يموتون بالعشرات وهم في طريقهم الى الخرطوم ، محصول البلح يتعرض للانقراض بسبب الاوبئة والحريق ، المنطقة يتهددها الاغراق ببناء سدي دال وكجبار ، واليوم شهود عيان يتحدثون عن نفوق الاسماك وموت الطيور والحيوانات بسبب استخدام الزئبق والمواد السامة المضرة بالبيئة كالسيانيد في التنقيب عن الذهب ، وتسببت هذه المواد في ارتفاع معدﻻت الاصابة بالسرطانات والحساسية والفشل الكلوي والمحلية ﻻ قرار لها وﻻ تمنع ، بل اصبحت تمنح اراضي التنقيب لمن يدفع اكثر ، اشتركت في التنقيب يوم للمحلية ويوم للمستثمر ، وﻻ نصيب لمواطن المنطقة صاحب الثروة ، بدات تظهر ظواهر دخيلة على المجتمع جاءت مع الدهابة ، ظهرت السرقات ، حتى انعدم الامان في قرى لم تكن تعرف قبل الانقاذ اغﻻق ابواب المنازل ، وكل من عاش هناك يشهد ، وكل هذا بسبب الفشل الاداري والوﻻء السياسي وانانية المصالح وفشل الوحدات الادارية والطاعة العمياء للمركز حتى ضد مصلحة المنطقة ، نحتاج فعﻻ لاعادة نظر وترتيب للمنطقة وقيادتها ، فالاجيال الحالية في حوجة لمعرفة تاريخ محليتهم قبل فوات الاوان فربع قرن كافية لمحو كل تاريخها دون اثر .. !!
مع كل الود
صحيفة الجريدة
نورالدين عثمان
manasathuraa@gmail.com