والعاقبة لحلايب وشلاتين..!! بقلم: اسماعيل عبدالله

 


 

 

نُحي قائد جيشنا الساعي لحسم صلف وغرور الجار الشرقي المعتدي على عزة وكرامة وإنسانية الإنسان السوداني، بارتكابه لجرم الاعتداء السافر على جنودنا الأسرى بطرفه وإعدامهم، في سابقة خطيرة تتنافى مع الأعراف والقوانين الدولية الحامية لحق الأسير، فبعد هذه الغضبة نأمل أن ينتفض قائدنا المقدام لاسترداد حلايب وشلاتين المغتصبتين من قبل الجار الشمالي، لقد طال أمد وقوع هذا الجزء العزيز من التراب السوداني تحت وطأة الاحتلال المصري المستبد والغاشم، إنّ عدم اكتراث النظام (البائد) لحسم ملف قضية هذا المثلث المحتل، أدّى لاستمراء الجانب المصري لهذا الركون والاستسلام الذي تبديه حكوماتنا، وسعى لاستقطاب المواطنين السودانيين الذين يقيمون بهذا الجزء العزيز والمحتل من الأراضي السودانية، فقد نقلت القنوات القاهرية لقاءات عديدة أجريت مع المواطنين بحلايب وشلاتين، الذين ما زالوا يأملون في عودتهم لحضن وطنهم الذي هو بمثابة البحر للأسماك، التي لا تقدر على العيش خارجه على اليابسة، كان هؤلاء المواطنون الحلائبيون يهربون من أمام عدسات الكاميرا، خجلاً وحياءً من أن يقدموا كلمة واحدة تجر عليهم لعنات إخوتهم الباقين في وطنهم المستقل ذي السيادة، فلسان حال مواطني حلايب وشلاتين يصيح وينادي وامعتصماه (وابرهاناه)، لعل وعسى أن يسمع قائدنا الهمام ويستجيب لصيحة هؤلاء الواقعين تحت ذل البوت المصري.
لا شك أن النظام (البائد) وحده يتحمل وزر تقطيع أوصال الوطن المليوني وقضم لحمته وتقسيمها لجنوب وشمال، كما يتحمل ذنب احتلال الأراضي السودانية - الفشقة وشلاتين وحلايب، التي لم يجرؤ على دخولها جار قريب ولا صديق بعيد طيلة حقب الحكومات السابقة لمنظومة الإنقاذ، فاحتلال مصر لحلايب وشلاتين جاء نتيجة لخطل وتهور الانقاذيين، الذين أدخلوا البلاد في سلسلة طويلة من العقوبات والمحظورات الدولية، بعد محاولتهم اليائسة والفاشلة لاغتيال رئيس دولة عضو بالأمم المتحدة - الراحل الرئيس المصري الأسبق محمد حسني مبارك، التي جرّت على البلاد سخطاً عالمياً وإقليمياً أغرى الجارين وشجعهما على احتلال الفشقة وحلايب وشلاتين، فلولا سوء إدارة الإنقاذ للملف الدبلوماسي لما فُتحت أبواب الإبتزاز الإقليمي والدولي على مصاريعها، ولما حشر الجيران أنوفهم في هذه البقاع الفاحشة الثراء بالمعدن الأصفر، فتصور يا محمد أحمد المغلوب على أمرك فداحة ظلم ذوي قرباك الذي حاق بك..!!، لقد حرموك التنقيب عن الذهب في أرضك ومنعوك زراعة أخصب أرض من أراضي ولاية القضارف المشهورة بالانتاج الزراعي الوفير، فيا سعادة القائد الأعلى لجيشنا الوطني المقدام، إن لم يتم تحرير حلايب وشلاتين فليركن الجيش في ثُكنته، وليهب الشباب المقاوم لحمل لواء التحرير وليتقدم الصفوف، فلحمة الوطن لا تتجزأ والاعتداء على حلايب لا يقل أهمية من احتلال الفشقة.
أعيدوا جيشنا المتواجد باليمن الشقيق، فالأولى أن يقاتل لتحرير الأراضي السودانية، وليس من العزة والكرامة الوطنية أن تكون البلاد مخزون استراتيجي للمورد البشري من الجنود المرسلين لخوض الحروب بالوكالة، استمعت لحديث صلاح كرار الذي يتباهى فيه باستبسال جيشنا في المكسيك وتكريم الفرنسيين لكتيبته التي شاركت هناك ورمزها محمد الماظ، وكذلك أفادنا سعادة العميد الركن الذي كان أحد أركان إنقلاب الثلاثين من يونيو، بأن جيشنا الباسل كانت له صولات وجولات بجزيرة القرم الروسية عندما كان تابعاً للمستعمر، وفي هذا الخصوص هنالك سؤال مُلح نود أن نطرحه على سعادة العميد الركن صلاح كرار، متى يتفرغ جنودنا البواسل لحماية أرضهم ودستور بلادهم؟، لماذا التفاخر الدائم بخوض أشاوسنا لحروب سيناء والقرم والمكسيك واليمن وغيرها؟، تلك الحروب التي لا ناقة لقواتنا المسلحة فيها ولا بعير، إلى متى يؤدي قادتنا دور الحارس الأمين والخفير الهميم الحامي لحمى سيادة الأوطان الأخرى؟. علينا بالتماسك داخلياً قبل خوض غمار الحروب القارية والإقليمية، وضرورة الضرورات أن يتم التوافق الوطني الداخلي فعلاً وليس قولاً، فاشتعال الحروب تحت الظلال الشحيحة للجبهة الداخلية المضعضعة وغير المتماسكة، له عواقب وخيمة ونتائج كارثية، يدفع ثمنها الشعب والحكومة والمعارضة، فلملموا جراح الداخل تفلحوا.

اسماعيل عبدالله
ismeel1@hotmail.com
28 يونيو 2022

 

آراء