وبدأت حرب الأستنزاف بين الجارتين .. والمحرض (الذكي) يتفرج

 


 

 

 

=============

وكما أراد ، وخطط لها، نجح ( المحرض الذكي) في اشعال نار الفتنة بين الجارتين الشقيقتين، أثيوبيا والسودان، لتبدأ حرب الاستنزاف علي الشريط الحدودي المتنازع عليه منذ فترة طويلة، ولكنه يلتهب الان بفعل ( التحريض) و(التحميش) الذي يحدث في التوقيت الخطأ الذي اختاره بعناية صاحب اامصلحة الحقيقية من هذا الخلاف..اذ المعروف أن حرب الاستنزاف هي حرب غير مكتملة القصد منها الانهاك لطرفي الصراع دون حسمها .
حرب الاستنزاف، سوف تضعف قوة الطرفين، وتجعل كل طرف مشغولا بامور الحرب ، أكثر من انشغاله بالتنمية ، فتتوقف بذلك عجلة الانتاج وتحسين أوضاع المعيشة في السودان ، بعد نجاح ثورته الشعبية، وكذلك الحال لاثيوبيا وتوقف كل مشارعها التنموية بما في ذلك مشاريع سد النهضة..ذلك ان ترك الحبل علي الغارب للدولتين، قد يؤدي الي التقارب ببنهما أكثر وأكثر بسبب المصالح المشتركة، وربما أدي الي التكامل في أشياء كثيرة ، أقلها تقارب المواقف السياسية في الشئون الأقليمية والدولية ، مما يخلق قوة منافسة تهدد مكانة دول أخري في القارة الأفريقية.
ما يجري علي الحدود السودانية الأثيوبية من مناوشات، ليس بالامر الجديد وتعرفه قبائل تلك المنطقة ..وأشهرها حرب( الجواسيس) و(دعم الجماعات المسلحة) في ثمانينات القرن الماضي ..حيث كانت أثيوبيا ( الشيوعية) بقيادة ( مانجستو ) تقوم بتسليح المتمردين السودانيين، بينما تقوم حكومة ( مايو) ، بقيادة ( جعفر نميري) بمساعدة القبائل الأثيوبية المتمردة ، خاصة في اقليم ( تيغراي).
وفي تسعينات القرن الماضي، قامت حكومة ( الانقاذ) ، بدعم الجماعات الاسلامية الأثيوبية المتشددة ، بينما دعمت أثيوبيا المعارضة السودانية
ثم جاءت المناوشات الأخيرة ، خلافا لكل التوقعات ، حيث كانت العلاقات السودانية الأثيوبية في أحسن حالاتها علي الاطلاق ...ولعل ذلك ما أزعج وأقلق أطراف أخري تراقب وتهمها مسارات تلك العلاقات.
و من خطورة التطورات الحدودية الاخيرة ، أنها تأتي في الوقت الأمني الحرج للدواتين...فاثيوبيا تعاني من أضطرابات داخلية كثيرة تهدد وحدتها الوطنية؛ بينما لازالت اتفاقية السلام في (جوبا) الموقعة بين السودان والحركات المسلحة ، غير مكتملة في غياب حركتي: ( الحلو) و( عبدالواحد محمد نور)، وبالتالي يمكن لكل بلد أن يعود بسهولة الي النمط القديم في تبادل زعزعة الاستقرار كما تذهب بعض التوقعات السياسية.
غير أن الأكثر خطورة من كل التطورات المحتملة في هذه الخلافات الحدودية، أن تحدث غارة جوية ( مجهولة المصدر) بضرب وتدمير (خزان سد النهضة) ، ويصبح السودان هو المتهم الأول ، وصاحب المصلحة، باعتباره في حالة حرب مع أثيوبيا، ولن تنفعه كل المبررات التي تنفي قيامه بذلك؛ بينما يظل(المحرض الذكي) بعيدا كل البعد عن الاتهامات..وربما كان الدولة الاولي التي ( تدين) هذا العمل الارهابي الفظيع!!!
تري هل يدرك أهلنا ( الطيبين) في السودان خطورة هذا الوضع...وتصور كل تلك السيناريوهات المتوقعة..أم لا زلنا مخدرين بحلو الكلام ومعسوله الهجين؟
د.فراج الشيخ الفزاري
f.4u4f@ hotmail.com

 

آراء