وحدة أيه وشباب ايه الأنت جاى تقول عليه يا سادة الرئيس؟ … بقلم: تاج السر حسين

 


 

 


royalprince33@yahoo.com
وأنت يا سيادة الرئيس ضابط متخرج لتوك من الكليه الحربيه التى كانت تعرف (بمصنع الرجال)، ويمنع فيها اعفاء (اللحى) حتى تعكس مظهرا سودانيا خالصا لا (اخوانيا) وضعت يدك على كتاب الله وأديت القسم بالمحافظه على حدود الوطن وحماية الدستور، فهل فعلت ذلك يا سيادة الرئيس؟
الا تمنع القوانين العسكريه انتماء اى ضابط فى الجيش الى حزب من الأحزاب؟
فلو كنت ضابطا قوميا يا سيادة الرئيس لا تنتمى الى حركة (الأخوان المسلمين) هل كنت سوف تغض الطرف عن انفصال جزء عزيز من وطننا بالأصرار على الشريعة الأسلاميه التى لا تطبقونها الا من اجل خداع الشعب والبقاء فى كراسى السلطه؟ والتى يختلف عليها كنظام للحكم الشماليون المسلمون أنفسهم، دعك من اصحاب الديانات الأخرى؟
شباب أيه يا سادة الرئيس الذى تطلب من حكومة الجنوب أن تفتح لهم الأشارة الخضراء وأن تسمح لهم بالعمل من أجل الوحده الكاذبه لا الجاذبه ؟ وهل فعلا هم ذاهبون من أجل الوحده أم من أجل تزوير الأستفتاء كما تم تزوير الأنتخابات و(خجها)، تلك الأنتخابات التى كنا نؤمل فيها كثيرا وأن تأتى لنا بنظام جديد (يكنس) نظامكم (سلميا) ويؤسس لدولة مدنيه اساسها المواطنه،لا تفرق السودانيين بسبب المعتقد الدينى أو القبيله أو الثقافه؟
هل هم ذاهبون فعلا من أجل دعم الوحده يا سيادة الرئيس، وقرار الوحده (مرمى) فى أحد أدراج مكتبك فى القصر الجمهورى بالخرطوم؟
وهل تعرف ما هو قرار الوحده يا سادة الرئيس وتعلنه بشجاعه حتى اذا لم تكن مقتنعا به؟
قرار الوحده هو كلام أبن السودان البار (الوحدى) الراحل المقيم / جون قرنق، الذى قال فيه "أن وحدة السودان تتحقق بابعاد الدين عن السياسه"، لا بشباب من أجل الوطن يسافرون الى جوبا ومعهم المال والسلاح!
المال لكى يشتروا به الضعفاء والبوساء والسلاح لكى يسلحوا به الخوارج والمتمردين لمقاتلة الذين يدعون لوحدة حقيقيه على اسس جديده، والتى تؤدى الى سودان جميل وهى ذات الوحده التى قال عنها المتشدد د. نافع على نافع ، (وحدة قرنق دى اخير منها الأنفصال)!!
وعن اى وطن تتحدث يا سيادة الرئيس والوطن تفتت وتمزق وأنعدمت فيه الرحمه و(الحنيه) والموده واصبح الأخ لا يهمه ما يجرى لأخيه من مصائب، وربع مواطنى البلد تحولوا الى مغتربين ومهاجرين وحملة جوازات دول أخرى، وكوادرك يا سيادة الرئيس بدلا من أن تهيئ لهم الجو للعوده للوطن بافشاء الديمقراطيه الحقيقيه والسلام والعداله والمساواة وفرص العمل والتجاره دون مضايقات، تلك الكوادر التى ترهقهم داخل الوطن هى ذاتها التى تساعدهم فى البقاء بالخارج وتساهم معهم فى تأسيس المدارس لتعليم ابنائهم وهم يعانون فى توفير لقمة العيش، ومن وقت لآخر ترسل لهم مكاتب المؤتمر الوطنى (حقائب) رمضان التى تحتوى على السكر والزيت والأرز!
عن اى وطن تتحدث يا سيادة الرئيس وعن اى وحده وعن اى شباب ؟ ولو كان هنالك شباب مزود بالمعرفه يدرك ما يدور فى بلده من تردى اخلاقى وفساد مالى وديون وصلت الى 38 مليار دولار، وميزانيه مخصص منها 77 % للأمن والدفاع والشرطه لأقتلعكم بأسنانه من السلطه!
ثم بعد كل هذا تريد من شعب الجنوب أن يتحمل معكم جزء من تلك الديون التى بذلت من اجل التسليح وقتل الأبرياء باسم الجهاد، والباقى نهب وظهر فى العمارات الشاهقه فى الخرطوم ودبى والقاهره وما خفى أعظم!
ولماذا تفاوضون الجنوبيين عن بترولهم بدون خجل أو حياء واذا التزموا اليوم بنصيب لكم حتى يتخارجوا من الدوله الظالم أهلها، هل يستمرون الى ما لانهايه يدفعون اتاوات من ذلك البترول؟
ومتى كانت (ابييى) شماليه يا سيادة الرئيس ؟ أم تريدون أن تستخدموا هذا (الكرت) من أجل اشعال فتيا الحرب واراقة الدماء من جديد على طريقة (شمشون) على وعلى اعدائى، فنحن اهل شمال السودان نعترف بأن (ابيى) منطقه تابعه للجنوب، ولا علاقة لها بالشمال الا من حيث المرعى الذى تذهب له بعض قبائل الشمال ومنهم (المسيريه).
وعلى كل أنه لأمر جيد يا سيادة الرئيس أن تخرج بعد يومين وبعد أن توقع قرار اعادة الصحيفة العنصريه (الأنتباهة) للحياة، لتعلن لأهل السودان بأن الجنوبيين سوف يكونوا أمنين فى الشمال وأن ممتلكاتهم لن تمس، لعل الغيره اصابتك من الأعلان الذى سبقك عليه (نائب الرئيس الأول) بدون اعباء (سلفاكير)، وطمأن فيه الشماليين المقيمين فى الجنوب بأنهم سوف يكونوا آمنين ولن يسمح بالتعدى عليهم من أى جهة!
ولو كنت وحدويا بحق ياسيادة الرئيس وتعمل من أجل الوحده بصدق لا بارتداء (الريش) لأعلنت بكل شجاعه عزل وزير الأعلام ومعه مستشارك (الهمام) الأول لأنه صرح بعدم اعطاء (حقنه) للجنوبيين بعد الأنفصال، والثانى بتعبيته للشباب والطلاب للأستعداد للحرب، ولعله نسى أن يقول (للجهاد) فى هذه المره، ولشكلت لهم محكمه سريعه، على الأقل لكى تقنع من يتدثرون برداء الوطنيه امثال السيد/ محمد عثمان الميرغنى، ومن يرفضون (الأستقطاب) أمثال السيد/ الصادق المهدى، أن تنفيذ العداله بواسطة قضاء سودانى داخل السودان ممكنه !!
عن اى وحده تتحدث يا سيادة الرئيس، بعد أن اصبح مهرها غال جدا، وهو أن تعمل بما عمله قائد سبقك فى الجيش السودانى هو الفريق /ابراهيم عبود حينما صعبت الأمور وتعقدت ورأى أن البلد ذاهبه نحو هاويه، رفض الأستجابه لنداءات الحرب والأقتتال وسفك الدماء وتقدم باستقالته ومعه مجلسه العسكرى فحفظ  بذلك دماء ابناء الوطن، ولذلك غفرت له جميع خطاياه.
الآن امامك يا سيادة الرئيس الفرصه لتكرر نفس الفعل وأن تعلن فشل المشروع الحضارى بكل شجاعه ودون استكبار، وأن وتسلم البلد لحكومه قوميه مختاره من شخصيات وطنيه لا (مايويه) أو (شموليه) مثل مفوضية الأنتخابات .. شخصيات لا أختلاف عليها قادرة على قيادة البلاد لهذه المرحله ليس من بينهم ا السيدين / محمد عثمان الميرغنى، أو الصادق المهدى لأنهما من تسببا فى بقاء نظامك حتى اليوم بمعارضتهما الناعمه واللينه وفى كل صباح يوجه لهم المتطرف نافع على نافع شتيمه واساءة، وهم فى مكانهم متمسكين بدعم الأنقاذ ومساندتها كالحبيب الذى لا يتذوق طعم السعاده الا بتعذيب حبيبه!
وبعد ذلك عليك يا سيادة الرئيس أن تضع نفسك تحت تصرف قضاء سودانى عادل من بين الذين ذبحتهم بسيف الصالح العام وكلى ثقه بأنهم سوف يؤمنون لك محاكمه عادله على تهمة الأنقلاب على السلطه والنظام الديمقراطي فى 30 يونيو 1989 لا كحال الضباط الشهداء الوطنيين الشرفاء الذين اعدمهم نظامكم الدموى فى اواخر شهر رمضان الكريم دون محاكمه.
وهذه المحكمه بالطبع لا علاقه لها بالجرائم ضد الأنسانيه أو جرائم الحرب والأباده فتلك موضوعوها فى يد الشيخ (اوكامبو) وحده ومعه مجلس الأمن ولا دخل لنا بها، ولا تسقط اتهامتها بالتقادم.
على ن توكل لهذه الحكومه القوميه مهام عاجله تتلخص فى محاولة تحقيق الوحده فى هذا الزمن المتبقى باعلان السودان دوله مدنيه اساسها المواطنه تحترم كافة الأديان ولا تميز بينها ولا تدخلها فى السياسه.
هذا هو مهر الوحده يا سيادة الرئيس لا شباب من اجل تزوير الأستفتاء وشراء ذمم البسطاء!
 

 

آراء