وداعا … بقلم: حسن فاروق

 


 

حسن فاروق
10 February, 2011

 

أصل الحكاية

لم أفهم سر أجواء الفرح التي عمت جلسة مجلس الوزراء أمس الأول يوم الاعلان الرسمي لإنفصال الجنوب عن الشمال لم أفهم سر الابتسامات المتبادلة بين الحضور في الجلسة ؟ لم أفهم سر الاحضان المتبادلة بين المسؤولين أو بعضهم في هذه الجلسة التي أعلنت إنفصال جزء عزيز من الوطن حتي ولو كان هذا الإنفصال نتيجة إستفتاء تم الإحتكام فيه لإرادة أبناء الجنوب فالمشهد في مجمله لايحتمل توزيع الإبتسامات سواء من هذا الجانب أو ذاك .. ولاأعلم ماهي الرسالة التي أرادوا توصيلها لنا ؟ هل أرادوا منا التعامل مع هذا الواقع المفجع علي أنه أمر عادي ؟ المؤكد أن الكثيرين لن يتعاملوا مع الامر بهذه البساطة التي أرادوا لنا أن نتقبل بها الامر ؟ كثيرون لن يقبلوا بسياسة الامر الواقع وسيظل سؤال من المستفيد الاول من الانفصال؟ ومن الذي أوصلنا إلي مرحلة تفتيت الوطن وتشظيه ؟ هو السؤال المجاوب عليه يمكن أن تجعل شهوة السلطة الغاية مبررا لكل الوسائل المتاحة وغير المتاحة.
عموما المشهد الاحتفالي كان مناسبته الفراق وللفراق معانيه وتعابيره وطقوسه المعروفة عندنا والتي لاتشبه بكل تأكيد مشهد مجلس الوزراء الذي لم يكن جميلا وقد يقول قائل هنا الجنوبيون اعلنوا فرحتهم بالدولة الجديدة وملأوا الدنيا ضجيجا وصخبا بهذه المناسبة فما الذي يجعلنا نغضب وهم فرحين ؟ القضية في تقديري لايمكن إختزالها في هذه الكلمات السطحية لأن السياسة المحسوبة علينا هي التي فرضت الانفصال لهذا الجزء العزيز من الوطن بسياسات معروفة ومعلومة للجميع ويجاهر بها أبناء الجنوب من خلال وسائل الاعلام المختلفة ويتناولها الكتاب والصحفيين من خلال كتاباتهم وتقاريرهم الصحفية وحتي السياسيين يعربون عن غضبهم وحزنهم علي الانفصال ويعتبرونه جريمة يجب المحاسبة عليها مثلما جاء علي لسان الاستاذ محمد إبراهيم نقد سكرتير الحزب الشيوعي السوداني من خلال التصريح المنشور علي لسانه بصحيفة (الاحداث) أمس .
لذا هذا اليوم عندي وعند الغالبية في تقديري هو يوم حزن ويوم يجب أن تنكس فيه كل الرايات وتتوشح كل المدن والقري بالسواد .. فليس هناك مايفرح حتي توزع الابتسامات بهذه الطريقة المستفزة وإن كان هو تأكيد آخر علي الفشل حتي في إدارة يوم حزين .. فقد ذكرني هذا المشهد بعدد ليس بالقليل من المطربين والمغنيين السودانيين عندما يتغنون بإغنيات كلماتها حزينة تجد إبتسامة الفنان تملأ الوجه من أوله إلي آخره ..    
hassan faroog [hassanfaroog@hotmail.com]
 

 

آراء