ورمضان كمان ياريس … بقلم: د. عبد اللطيف البوني

 


 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

حاطب ليل

 

نعيد اليوم ذكرى طرفة الراحل المقيم الاستاذ محمد توفيق صاحب الجمرات عندما اعتلى المنصة وهو يخطب في رهط من اهل دائرته التي ترشح فيها في انتخابات 1986 قائلا سوف نكنس اثار مايو وسوف نوقف العبث باسم الدين وسوف نلغي قوانين سبتمبر وسوف... وسوف... فصاح فيه احد الحضور الذين اطربهم حديثه و(رمضان كمان يامهمد) اما مناسبة الرمية فهي القرار الذي اصدره السيد رئيس الجمهورية يوم الاثنين الماضي والقاضي بمنع الوزراء ووزراء الدولة من تراس مجالس الادارات بالهيئات والمؤسسات والشركات الحكومية على ان يقوم بهذة المهام الاشخاص ذوي الكفاءة والخبرة وفي تقديري ان هذا القرار قد تاخر كثيرا ولكن ان تاتي متاخرا خيرا من ان لاتاتي نهائيا

ليت انه جاء في القرار منع الوزراء ليس من رئاسة مجالس الادارات بل من العضوية ايضا قد يقول قائل ان هذا معلوم بالضرورة فالوزير اما ان يكون رئيسا او لايكون ولكن لو تعملون ان هناك مجالس ادارات بها اعضاء وزراء ومكافاتهم تسيل لعاب ازهد زول في الدنيا وليت القرار جعل المنع عاما وليس من المؤسسات الحكومية او تلك التي للدولة فيها اسهم فالوزارء اثناء فترة (استوزارهم) ينبغي ان يكون شغلهم الشاغل وزراتهم ولكن بيني بينكم اذا دخل معظم الوزراء في اجازة مفتوحة لن يتاثر دولاب الدولة ونذكر هنا حكومة الولاية التي حجت كلها ماعدا وزير الصحة وكيف ان عاصمة الولاية نامت مرتاحة البال بدون صفافير وكيف ان الاسعار تدنت فمشكلة الوزراء الذين يدخلون مجالس الادارات انهم سوف يسخرون امكانيات الدولة لمصلحة المؤسسة المنتمين اليها لانه عندهم فيها (ظروف ) معتبرة لذلك يكون من الاوفق منعهم من جميع مجالس الادارات حكومية وغير حكومية

اجمل مافي القرار الجمهوري انه حصر رئاسة مجالس الادارت في ذوي الكفاءة والخبرة في المجال المعني وهذا يعني ان هذا القرار اذا نفذ فان الكثيرين من رؤساء هذة المجالس سوف يركبون التونسية لان مجالس الادارات القائمة الان عباراة عن مجالس علاقات خاصة بالمديرين والرؤساء لايراعى فيها الا سياسة شيلني واشيلك اي امسك لي واقطع ليك انا اعينك هنا وانت تعيني هناك او انت رئيس المجلس توافق على كل السياسات التي يقترحها الجهاز التنفيذي وتشيد بها وتستلم (ظرفك) وتذاكرك واكرامياتك من (سكوتي) وقد تبدا علاقة رئيس مجلس الادارة بالمؤسسة يوم تعييينه في هذا المنصب

في زمن مضى كانت مجالس الادارت هذة غير معروفة للعامة لانها تعتمد على المهنية البحتة وكانت تكليف حقيقي ولكنها في الفترة الاخيرة انتشرت وكثرت واصبحت مدخلا للغلف والهبر وبدليل انك تجد بعضهم اليوم عضو في كذا مجلس ادارة واخر عضو في بضع مجالس ادارة وكتب احد الزملاء عن احدهم بالاسم وكشف انه يتمتع بعضوية اكثر من عشر مجالس ادارات وكل واحدة من هذة الموسسات تحتاج لخبرة مختلفة عن الاخرى وقدر دخله الشهري من هذة المجالس بما فوق المائة مليون جنية واحيانا تاخذ عضوية مجالس الادارات طابع الشلة فهناك شلة للشركات وشلة للبنوك وشلة للماعارف ايه وعلى طريقة حبيبي اكتب لي وانا اكتب ليك اي انت عيني هنا وانا بعينك هناك فليت القرار كمل جميله منع الجمع بين مجلسي ادارتين ومافوق لابل ليته طلب مراجعة كل مجالس الادارات وميزانياتها ولا اقول لكم حاجة ليته كان هناك قرارا يمنع اي شخص ان يصرف مبلغين من خزينة الدولة نهائييييييييي وساعتها سوف ينغلق بابا للفساد كبير

abdalltef albony [aalbony@yahoo.com]

 

آراء