وزير الاعلام والفرعون

 


 

 

 

ظهر الوزير ولأول مرة في تاريخ الحكومات السودانية مسؤول في الحكومة بمظهره وهيئته بالكامل ينتقد مصر بلسان حال الحكومة السودانية ليس كما درجوا ان يسطرون المقالات النارية بأسماء مستعارة ويدفعون الأسماء النكرة من الصحفيين يقولون كل ذلك الهمس الذي يقال في الظلام .
ولما تعودنا عن ان رغبات الحكومة المصرية في السودان قضايا غير خاضعة للنقاش لان في عدمه التصدي يأتي من داخل البيت والآن نعيش عصر العصيان علي المألوف نعم ان جملة من القضايا تداخلت وانفجرت في وقت واحد جعلت من الصعوبة معرفة مصدر الحقيقي للتمرد فالسيد الوزير طويل العمر ادهشنا كثيرا عندما استرق الجميع السمع و وبلهفة الصبر ما يريد قوله وكان التوقع هو القرارات التي اتخذتها الحكومة لاسترداد الحلايب منها اعلان الحرب ولكن المفاجأة كانت غالي والطلب رخيص عندما قال ان فرعون موسي من عندنا وكان سوداني الجنسية وليس مصريا والعجب مبلغه فان الوزير الهمام اذا أراد التنازع للتأريخ المشار اليه كان من الاجدي ان يقول موسي هو الذي من عندنا بدل الفرعون لان ذلك لا يغير في المعني شيئا سوي إبراز الوجه الجميل ثم ما حاجتنا لفرعون في الأصل اذا كان علي راسنا الْيَوْمَ فرعون لم نسمع منه ان قال أنا ربكم الاعلي ولكنه فعل ما لا يفعله فرعون الوزير فان افعاله يتواضع ما فعله فرعون موسي خجلا فقط هذا الأخير جاء في اخر الزمان بعد انتهت مهمة الأنبياء والرسل وإلا كان لانشقت به الارض وابتلعته هو ومن معه ويتقدمهم السيد الوزير وبقية العقد الفريد من حاشية السوء .نحن نعيش في عهدهم لنري العجب كيف لنا ان نحلم بحق لم نعمل له عندما كلفناهم بكتابة تاريخنا ليس عجزا مننا بل زهدا عن تاريخ لم يساهم اجدادنا في صناعته في الظن انه سيكون حجة علينا . نعم لم نتنكر لماضينا فقط بل بدأناها من يوم وطأت العرب اقدامهم وما قبل ذلك لم يتم خلق السودان كيف لنا ان ننازع فرعونا عاش في وقت لَيس ما يؤكد ان العرب كانوا في الوجود في الأساس فان الاخوة المصريين مع انهم عصارة شعوب الدنيا مع ذلك لم يتنكروا ما وجوده في باطن الارض وما فوقها وعملوا علي محافظة آثارهم واستثمروها بأنفسهم ليس ان تبدأ منها البدعة في استثمار الاثار فعل لم يسبقه الاولين ولا الاخرين من شعوب هذه المعمورة ولكن تزول أسباب العجب في الأمة التي تبيع ابنائها بدارهم معدودات وتعرض ارض الوطن كله للبيع لسداد ديونها حانت الاجل وما الاثار الا اخر ما خطر في بالهم وانا أجزم بان السيد الوزير لم يسمع بوجود الاهرامات في السودان قبل زيارة السيدة موزة أميرة الأميرات وكذلك الحال اغلب السودانين فان حكامنا لا يَرَوْن أنفسهم الا في كوفة والحجاز فيما -عدا ذلك امر ليس ذات البال وبل ذهب البعض ابعد من ذلك بحرمة الاثار ولم يروق لهم الهم قبل ان يرونها هامدة علي الارض بدعوي الحرمة هو فعل لم يفعله المصريون الذين فصلوا لنا كل شيء تفصيلا حتي الطوائف الدينية التي اخذنا منها الصور طبق الأصل ليس هناك في كل الطوائف بين ظهرانيهم باختلاف درجات التشدد من دعا الي هدم الإهرام وكسر التمثال والسيد الوزير لا يعلم شيئا من حضارة السودان فان اردت ابحث عنها من تحت الماء فان الذي تجده ذلك هو فرعونك


mohamedfasher@icloud.com

 

آراء