وصية الترابي … بقلم: شاكر عبدالرسول

 


 

 


shakirabdelrasool@yahoo.com

    لو تركنا جانبا بعض الاصوات المعارضة او المؤيدة للترابي بعد وفاته, وانتقلنا مباشرة الى مكان اخر اهم وهي " خيمة العزاء" هنالك نجد شيئا غير عادي يتردد بكثرة في افواه الزوار والحضور وهي
    "وصية الترابي " البعض طالب علنا بسرعة تنفيذ الوصية, لعل من بينهم القيادي الفلسطيني خالد مشعل. السؤال هو هل ترك الدكتور حسن الترابي وصية؟
    في التاريخ ترك الرسول الكريم وصايا عديدة, وكانت اخرها خطبة " حجة الوداع" الميزة في تلك الوصية بان الرسول الكريم القاه علنا , كل الاشخاص الذين حضروا الموقف سمعوا وشاهدوا مباشر الرسول الكريم يرفع يديه الى السماء ويقول " اللهم اني بلغت فاشهد" بهذا المفهوم الوصية كانت ليست سرية.وفي زمن اخر ايضا كتب الملك الشاعر المعتمد بن عباد قصيدة مؤثرة يرثي بها نفسه ثم كَتبت على قبره بعد وفاته, وبالمقابل  مواطنه ابن خفاجة الاندلسي ايضا ترك ابيات من الشعر واوصى بكتابتها على شواهد قبره بعد مماته.وفي دنيا البشر ايضا هنالك  امثلة لاشخاص اوصوا خيرا بحيوانات  اليفة رافقتهم في رحلة الحياة, كانت بالنسبة لهم اكثر صدقا و وفاءً من بني جلدتهم.
    وصية الرسول الكريم كانت علنية , الرجال والنساء كلهم سمعوها.و الملك المعتمد بن عباد معروف بانه مرْ بظروف الحرب والحصار والاسر والسجن وفقد الاحبة , والشاعر ابن خفاجة يَعرف بانه كان لديه " فوبيا" من حاجة اسمها الموت. اما الدكتور الترابي واضح بانه واجه الموت وهو في مكان العمل , مثله في ذلك مثل اي مسلم يخرج من بيته ويقصد مقر عمله ويواجه المنايا في اية محطة من المحطات.نرجع مرة ثانية الى تلك الخيمة ونسال هل فعلا ترك الدكتور الترابي رحمة الله عليه وصية؟ نعلم يقينا في تلك الخيمة لا يوجد رجال من امثال:  تميم الداري , ابن عمر , وابن عباس وابي هريرة رضي الله عنهم جميعا , وهذا لا يمنعنا بان نحسن الظن ونقول في تلك المدرسة ايضا يوجد رجال تميزوا بالصدق والتجرد , وفي المقابل هنالك اخرين وهبهم الله بخيال واسع , لا يوجد شئ في الدنيا يمنعهم من ان ينسجوا القصص من وحي خيالهم ويصبغونها بطابع الواقعية, للاسف صوتهم هو الاعلى. فتشوا عن المحبوب عبدالسلام , اين اختفى في هذه الايام؟ هل ترك حسن الترابي وصية؟
    الوصية في  مثل هذه الحالة يتطلب من صاحبها بان يتهيأ ذهنيا ونفسيا , ويتجرد من الدنيا, وينتقل الى يوم الحساب , ويضع نفسه " فردا" امام الخالق العادل, ثم يكتبها. لو فعلا الدكتور حسن الترابي وصل الى تلك المرحلة في لحظة من لحظات حياته وكتب وصية, بلا ادنى شك تلك الورقة قد تغير مجرى الاحداث.حواري الترابي هم اليوم اكثر الناس حاجة الى مثل تلك الوصية ,ليتخذوها بمثابة حبل يتسلقون بها لعبور النهر.اتركوا المعارضبن والمؤيدين في جدلهم البيزنطي ,وابحثوا عن المحبوب , هل ترك حسن الترابي وصية ؟ لماذا في ذلك المكان اليوم لا حديث غير الوصية؟ 

 

آراء