ما وراء الكلمات
(1)
كثيرة هي الوسائل التي تساعد الحكومات في الهاء شعوبهم وصرفهم الى قضايا انصرافية لا تسمن ولا تغني من حل، وقد تكون وسائل الالهاء، سياسية أو ثقافية أو رياضية، كما كان يفعل النظام البائد، ولكن في ايامنا هذه ظهرت طريقة حديثة، لالهاء الناس عن قضاياهم، فاخترعوا أو استحدثوا مايسمى القونات أي المؤديات، اللواتي انتشرن وبصورة كثيفة على منصات التواصل الاجتماعي، وشغلن الناس وملأن الدنيا ضجيجا، ولم نعرف من هذا العبقري الذي اخترع واستحدث هذه الطريقة في الإلهاء؟، وأنا أخشى أن نستيقظ يوما ونجد مواقع التواصل الاجتماعي، وقد احترقت عن بكرة أبيها، بسبب الاشتعال (الذاتي) الذي تمارسه القونات!!، ألم تسمع قولهم (مواقع التواصل تشتعل، بسبب القونة فلانة).
(2)
السيد المبجل جبريل ابراهيم، رئيس حركة من حركات الكفاح المسلح، بعد التحية وسلامة الوصول إلى أرض الوطن، حيث سخونة الأجواء، وتناسل الأزمات وانعدام كثير من الخدمات، التي كانت متوفرة لكم في المنافي الدافئة أو الباردة، نقول لك، ان كنت تحب الرئاسة وليناك علينا (يعني الرؤساء السابقين والحاليين أحسن منك في شنو)؟ وان كنت تحب المال (وماتحاول تقنعنا انك لا تحب المال)!جمعنا لك من أموالنا حتى تشبع ولكن بشرط أن (تنقطنا) بالسكات، وتدع لجنة إزالة التمكين وتفكيك النظام البائد واسترداد الأموال المنهوبة، تواصل في أعمالها العظيمة ولا نعرف لماذا النباح على هذه اللجنة، التي هي ضرورة من ضروريات ثورة ديسمبر المباركة، والتي سينتهي أجلها بنهاية الفترة الانتقالية، فهذه اللجنة هي مركز ثقل الثورة، وقلبها النابض، فلماذا تستعجلون تفكيكها، ؟مع العلم انها لم تفكك إلا القليل من صواميل نظامكم البائد، ياجو أصبر علينا شوية.
(3)
الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، أفضل المخلوقات وأعظمها، كان يمشي في الأسواق، ويتفقدها، ويرى كيف حالها وأحوال من يدخلون ويتعاملون مع تلك الأسواق، وفي قصة بائع التبن المغشوش، دليل على ذلك، ولكن مابال ولاة أمورنا، الولاة المدنيون، في حكومة الثورة الديسمبرية لا يدخلون إلى الأسواق، في عموم مدن السودان؟، ليروا بعيونهم، وبعيداً عن زجاج عرباتنا المظللة، وبعيداً عن التقارير التي ترد إلى مكاتبنا المكيفة، ويروا أن الفوضى صارت اسلوباً للبيع والتجارة ، واللامبالاة والاستهتار بصحة المستهلكين صار(مانشيت عريض) فالكل صار يعرض بضاعته على قارعة الطريق وعلى الأرصفة، أيها الولاة ، نعلم أن لا مقارنة بين الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، وبينكم، ولكن حاولوا التشبه بأفعاله، ام انكم تريدون أن تكونوا مثل القياصرة والأكاسرة والملوك والأمراء؟الذين يترفعون عن الدخول الى الأسواق؟، بالمناسبة الدخول لأي سوق بأي ولاية كانت، أصبح يحتاج إلى خارطة طريق، وبوصلة، حتى تعرف مداخل ومخارج السوق!!!
***********