(وهمة ساي) ولا شنو!!

 


 

كمال الهدي
2 December, 2019

 


تأمُلات

• الشعب الذي احتفى أمس الأول بصدور قانون حظر حزب المؤتمر اللا وطني وتفكيك التمكين ليس غافلاً.

• وهذا الشعب يدرك جيداً أن تفكيك عصابة المجرمين ما كان يحتاج لقانون أصلاً.
• ويؤمن الشعب الثائر بأن تفكيك هذا الحزب الإجرامي كان من المفترض أن يبدأ في الحادي عشر من أبريل، يوم سقوط الطاغية، وقبل أن تتشكل حكومة الثورة الإنتقالية نفسها، طالما أن أعضاء المجلس العسكري الانتقالي قد رددوا مراراً أنهم يقفون مع الثوار في صف واحد.
• لكن الشعب تجاوز عن كل ذلك، وأحتفى مع حكومته الانتقالية أمس الأول عندما أجاز المجلسان القانون الذي عكف عليه الوزير الثوري نصر الدين عبد الباري.
• وما احتفاء الشعب بالقانون إلا درجة من درجات الدعم لحكومة يصبر عليها الثوار بإعتبار أن التركة ثقيلة والفساد لا حدود له.
• لكن هذا الشعب الصابر لن يقبل بمجرد وعود كل يوم دون أن يرى على أرض الواقع ما يؤكد وجود التناغم بين المكونين المدني والعسكري في حكومة الثورة، أو يلمس الرغبة الجادة في إنهاء كل مظاهر الفساد.
• فلا يعقل أن يتناقل الناس بسرور وحبور قانون التفكيك صباح يوم الجمعة ليُفاجأوا في اليوم التالي برئيس حزب المفسدين ضيفاً على قناة الجزيرة وهو يردد ذات الأسطوانة المشروخة عن الإقصاء.
• ولا يُقبل أن تطالع ذات الجموع المحتفية بالقانون صبيحة الأحد أعمدة اسحق والطيب مصطفى وغيرهما وهم ينتقصون من خطوة اجازة القانون المذكور.
• ولا يُستساغ أن تستمر صحف الخرطوم في إجراء الحوارات مع الفاسدين الفاشلين والمجرمين الذين نهبوا البلد واكتنزوا الأموال على حساب هذا الشعب.
• فقد تابعنا بالأمس حواراً بإحدى هذه الصحف مع شقيق الطاغية المخلوع، اللص الكبير العباس البشير حدثنا فيه عن نزاهة شقيقه الذي زعم أنه لا يملك بيتاً حتى يومنا هذا، بالرغم من اعتراف الطاغية نفسه بإمتلاكه لعدد من العقارات.
• لو اقتنعت هذه الصحف بجدية حكومة الثورة في تفكيك نظام المفسدين لما تجرأت بإتحافنا كل يوم بمثل هذا الغثاء والكلام المستفز.
• كيف سيكون التفكيك ورئيس الحزب الذي يفترض أنه صار محظوراً يتمتع بكامل حريته، بل ويجادل وينفث السموم عبر الفضائيات!!
• وكيف يكون التفكيك وأبواق النظام القديم ما زالوا يتبجحون ويحرضون ضد حكومة الثورة!!
• كيف يحدثوننا عن الحظر والداعشي محمد الجزولي يخطب في الناس مُحرضاً على مناهضة قرارات حكومة الثورة ويتحدي ويزبد ويرغي!!
• أين حديث وزير الأوقاف عن ضبط الخطاب الديني من مثل هذا!!
• كيف نتوقع تفكيك دولة المفسدين والأجهزة الأمنية ما زالت تفتح لهم المجال لكي يعبثوا بحياة السودانيين ويضيقوا عليهم ويخفوا ويعدموا السلع!!
• مللنا سماع عبارة (عليكم بالصبر).
• فبعد إصدار قانون بالحظر لم يعد هناك متسع للصبر.
• الأمر الطبيعي والمفهوم هو أن تسكت هذه الأصوات النشاز بمجرد إجازة قانون يحظر الحزب الفاسد الذي ينتمون له أو يناصرونه.
• وإلا يصبح الحديث عن قانون حظر حزب المؤتمر اللا وطني وتفكيك دولة التمكين مجرد (وهمة ساي).
• فنرجو ألا يحاول البعض (خم) هذا الشعب الذي قدم كل ما عنده من أجل انجاح ثورته.
• واهم من يظن أن السودانيين سيقبلوا بعد اليوم بمجرد وعود لا تنزل لأرض الواقع.
• فلو كانوا يقبلون بالوعود، لما قدموا كل هذه التضحيات الجسيمة على مدى سنوات عديدة، ولأنتظروا آخر وعود (الساقط) البشير ليروا ما هو فاعل بهم وببلادهم بعد ثلاثين عاماً من الدمار والخراب.
• لا يتوقع الناس انفراجة اقتصادية كاملة في ظرف أيام، أو شهور، لكنهم يريدون أن يروا خطوات جادة لإسكات أصوات هؤلاء السفلة والقبض على كل المجرمين.
• لا نريد أيضاً أن نسمع عبارات مثل " ليس هناك شكاوى أو دعاوى ضد فلان أو علان من هؤلاء المجرمين"، فقانونكم الذي أجزتموه بأنفسكم يمنع أي مجرم منتمِ لحزب الفاسدين من رفع صوته.
• ثم أنك أيها الوزير الثوري تنتسب لحكومة جاءت بعد مخاض عسير وتضحيات كبيرة، فلماذا لا تتولى بنفسك، أو تبعث بأحد المقربين لك لفتح بلاغات ضد كل من استحق أن يكون وراء القضبان، بدلاً من عوار الحديث عن عدم وجود بلاغات ضدهم.
• لديكم ألف وسيلة ووسيلة لإعادة الحقوق لأصحابها والزج بالمجرمين في السجون على جناح السرعة فلا تضيعوا وقتنا فيما لا طائل من ورائه.

kamalalhidai@hotmail.com

 

آراء