يا أبناء عد الفرسان اتحدوا وأعيدوا الطريق الى داخل مدينتكم وسوقها. بقلم: عبد الله أبو أحمد

 


 

 

بحكم بعدي عن الوطن لبضع سنين لم أكن على علم بمجريات بعض الأحداث التي تدور بمنطقة عد الفرسان، خاصة الصغيرة منها.  وفي الأيام القليلة الماضية عرفت بأن طريق الأسفلت قد اصبح على مشارف عد الفرسان وهذا شيء يخلج الصدر وجدير بالتهنئة والشكروالثناء على القائمين عليه، خاصة وان هذا الطريق يعتبر لبنة لطريق قاري يربط السودان بأفريقيا وبالتالي سوف يكون عائده على المستوى القومي والمحلي كبير جدا.

ولكن ما ازعجني كثيرا في هذا الموضوع هو ان هذا الطريق سوف لن يمر بداخل المدينة وبالتحديد سوقها العامر وهنا يكمن الخسران المبين وإن حدث فقريب جدا سوف نقول على مدينة عد الفرسان السلام.  ولكم في طريق نيالا كاس زالنجي الجنينة خير عبرة لمن يعتبر.  فبعد ان كانت مدينة كاس قبل هذا الطريق من الأفضل المدن الصغيرة اقتصاديا على مستوى ولاية دارفور الكبرى، اصبحت بعد أخراج الطريق عن سوقها أطلالا ينعق فيها البوم. والفرق بين عد الفرسان وكاس كبير، حيث ان مدينة كاس ومنذ ان خرج الإستعمار والى وقت قريب كان يتحكم فيها وفي مصيرها شخص واحد فقط لا أحد يجرؤ ان يقول له ثلث الثلثين كم والجميع يكنون له سمعا وطاعة عمياء بل اتخذونه ناطقا رسمياً بإسمهم طيلة هذه السنين.  وهذا الشخص هو المرحوم المصنور عبد القادر ( أبو منصور).  وأبو منصور هو الذي فرض قرار عملية اخراج الطريق من داخل المدينة بحجة ان العربات سوف تقتل ابناءهم.  والرجل قد يلتمس له العذر حسب قدراته المتواضعة - في هذا الجانب - وفهمه للموضوع من جانب واحد فقط. طبعا هذا لا يقلل من قدر الرجل فهو مشهود له بأنه الأكثر مطالبة وإنتزاعا لحقوق دارفور من المركز. ولو اجتمع جميع نشطاء ومثقفي دارفور سوف لن يضاحوه سياسياً في الدهاء.

ولكن ولحسن الطالع ان عد الفرسان لا يتحكم فيها وفي مصيرها شخص واحد.  كما يوجد فيها من العلماء والوزراء ومنهم من تقلد أرفع المناصب في الدولة ويعلمون جيدا المغزي من أقامة أي مشروع تنموي بهذا الحجم.  وللذكرى فقط اسوق اليكم بعض الفوائد البسيطة التي يجب ان يستصحبها اقامة أي مشروع وهي على سبيل المثال لا الحصر: فوائد إقتصادية وإجتماعية وخدمية وتنموية ......الخ، فكلكم يعرف هذه الفوائد وفي حالة هذا الطريق فإن عامل الزمن هو رأس الرمح  فخروج الطريق بعديا عن المدينة والسوق سوف يكلفكم كثيرا من النواحي المادية والزمنية. ومن الممكن جدا ان تكون تكلفة المشور والترحيل من المحطة الخارجية والى داخل السوق أو المدينة أكثر من تكلفة الترحيل من نيالا والى محطة عد الفرسان. فيجب عليكم الإنتباه لهذا الموضوع الهام والحيوي.  بالإضافة الى ان السوق نفسه سوف يضمر بفعل إنتقال بعض الخدمات الى المحطة (والإنتقال نفسه سوف يكون مكلف جداجدا).

ولكى لا تفقد مدينة عد الفرسان وأهلها هذه الفوائد المباشرة والأخرى غير المباشرة، أتوسل الى اهلي جميعا بان يتحدوا ويكونوا على قلب رجل واحد حتى يعود الطريق الى قلب مدينة عد الفرسان وسوقها حتى يكون رئتها التي تتنفس بها وقلبها الذي يظل يضخ فيها الحياة الى أبد الآبدين.

نحن نعلم وكلكم تعلمون ان هناك من ظل وعلى مر السنين يعمل جاهدا لوئد عدالفرسان حية.  نعم اقول حية لأنهم سوف لن يستطيعوا قتلها فهي جزء أصيل من تاريخ السودان وستظل ما بقي السودان في خارطة العالم، شاء من شاء وأبى من ابى. فتاريخ عد الفرسان معروف وإنكان لم يسلط عليه الأضواء إلا بإستحياءٍ وفي بعض الأحايين.

أهلي الأعزاء اقطعوا الطريق على هؤلاء وعلى بعض ابنائكم ضعفاء النفوس المغرر بهم، واستنفروا جميع ابنائكم - خفافا وثقالا- داخل وخارج السودان لهذا العمل الإستراتيجي. وأنتم بمقدوركم فعل ذلك والوصول بهذا الأمر الى أعلى مستويات سلطات إتخاذ القرار حتى تنتزعوا الطريق من خاطفيه، وإلا فلا تلوموهم ولوموا انفسكم.  اللهم قد بلغت اللهم فأشهد.

اختم هذا النداء بسؤال بسيط الا وهو لماذا يوافق هؤلاء على دخول الطريق الى داخل مدينتهم وسوقهم ويحاربون دخوله مدينة وسوق عد الفرسان؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

كسرة عسلة:

وان انسى فلا انسى ان اقتبس كسرة اخونا الظريف الفاتح جبرة، وأطعمها انا بكسرتي العسلة "أم كاس" والتي انست الأمبرراوي ربه، حين اكلها بالروابة ومسح يديه وهو في غمرة الإنتشاء فحمدها ولم يحمد الله حين قال " سكرا أي شكرا كِسرة".  أو ذلك الشخص الذي عطل رحلة عودة لوري أم دورور من حرازة الى عدالفرسان وعندما بحثوا عنه حول السوقوجدوه قد عجن، وبلغتنا هناك "رك" كمية من الكسرة العسلة بالروب وظل يأكل والناس على ظهر اللوري في انتظاره، وعندما سألوه وهو في ذلك الحال ، رد عليهم وبمنتهى البرود قائلا " خلوني نمتع" أي دعوني اتمتع - وكأنه كان يأكل باسطة بحليب كافوري المثلج في الزجاج،أيام الزمن الجميل.

فكسرتي العسلة هي يا أهلي تقول ما ذا حل بمصنع سكر كايا بعد الفرسان؟  وكم بلغ انتاجه الحالي الآن؟؟؟؟؟؟

ابنكم ابداً/ عبد الله أبو أحمد

Alkhabeerhcs15@gmail.com

 

آراء