يا سآئق

 


 

فيصل بسمة
20 June, 2021

 

قيل أن رجلاً و بعد أن فرغ من تناول الموية المجنونة (الخمر) خرج من الحانة قاصداً داره ، و يبدوا أن الرجل قد أفرط كثيراً في شرب الموية المجنونة حتى عجزت رجلاه عن حمله و السير به فكان أن وقف على جانب الطريق يبحث عن فضل ظهر ، و بعد حين أتت عربة كبيرة فأشار الرجل المخمور إلى سآئقها فتوقفت العربة ، بعد التوقف حيا سآئق العربة الرجل المخمور بإسمه و ناداه:
تفضل يا أستاذ...
أجلس السآئق الرجل المخمور إلى جواره في مقدمة العربة و بعد ذلك إنطلقت العربة في سيرها ، و أثنآء سير العربة في الطريق طلب الرجل المخمور سيجارة فاستجاب السآئق للطلب في أريحية ، و بعد الفراغ من التدخين طلب الرجل سفة تمباك فكان له ما أراد.
و كان الرجل المخمور أثنآء سير العربة يتلفت كثيراً و يتحسس ثيابه و مؤخرته ، و كان يبدو عليه الإنزعاج و التقزز ، و كان يتسآءل مرراً في إمتعاض:
إيه الريحة الوسخة دي؟...
إيه العَفَانَة ده؟...
و كان أحياناً يخاطب سآئق العربة مباشرةً:
إزاي إنتا قاعد في القرف ده!!!...
إزاي إنت قاعد في العفن ده!!!...
و عندما بلغ الضيق بالرجل المخمور غاياته سأل السآئق في تسلسل درامي:
بصراحة في حدِ فِسَا (ضرط)؟...
في حدِ وَسَّخ؟...
في حدِ خِرَا؟...
و كان سآئق العربة يستمع و يراقب و هو يبتسم ، و عند بلوغ العربة مكان سكن الرجل المخمور أخبر السآئق الرجل المخمور قآئلاً:
وصلت بيتك يا أستاذ فلان...
نزل الرجل المخمور و شكر السآئق على كرمه و تفضله بتوصيله ، و قبل أن ينصرف الرجل إلى داخل بيته رجع قافلاً نحو العربة و اقترب من السآئق و همس إليه قآئلاً:
بصراحة إنت أكلت إيه؟...
جزم!!! و لا إيه!!!...
لا... لا... أكيد إنت ماكل صِرَم!!!...
و مش قلنا بلاش من البليلة و اللوبة و الفاصوليا!!!...
بعدين لما تصل البيت ما تنساش تروح الأدب خانة (المرحاض) على طول... لاحسن توسخ في نفسك!!!...
ضحك سآئق العربة بصوت مسموع و صاح في أحد معاونيه أن يساعد الرجل المخمور في الدخول إلى بيته.
بعد إبتعاد العربة إتضح أنها عربة تخص السلطات البلدية في المدينة و تختص بنقل المخلفات الإنسانية (الخرآء) ، و كان الذين يقومون بتلك المهمة الشآقة الصعبة تطلق الناس عليهم أسمآء (ناس العِيفُونَة) أو (ناس الأَلطَة).
هذه الواقعة مهداة إلى الذين (يركبون الموجة) مع الجماعة الإنقاذية المتأسلمة (الكيزان) الذين يحاولون إجهاض الثورة و كذلك إلى المكون المدني في السلطة الإنتقالية من غير المتمردين (ناس الحركات المُصَلَّحَة) حتى يحذروا أن تعلق الروآئح النتنة في ثيابهم أو تتسخ.

فيصل بسمة

FAISAL M S BASAMA

fbasama@gmail.com
////////////////

 

آراء