يا مصر هل؟

 


 

عادل الباز
5 February, 2011

 


نهر من الجنون تدفق في أرجاء مصر. من ذاك النهر خرج أسوأ وأروع ما في مصر، يا لها من مفارقة لم ينتظرها أحد!!. كما تنفث البركين الزلازل نفثت مصر نيرانا تسارع ليهيبها وكادت أن  تلتهم روحها السمحة.
تدخل مصر اليوم لأشد أيامها توترا فيما سمي بجمعة الرحيل. ولست معنياً بنتائجها بقدر ما يتملكني الخوف من انزلاق مصر لفوضى شاملة مدمرة، ولو أن  مصر غرقت في فوضى فسيتزلزل   الشرق الأوسط  زلزلة  وتخرج أرض المنطقة أثقالها بشكل يكون معه ما جرى بالعراق نزهة. الآن الدنيا مرتعبة مما سيجري في أم الدنيا،  اليوم إذ تنفتح الاحتمالات على أقدار شتى.
 إذا توجه المتظاهرون إلى قصر الرئاسة فمن المؤكد أن  مجزرة ستقع و هذه المرة لن يكون بمقدور الجيش تفاديها،لأن حراسة الجيش لتلك المنطقة ليس كمثل حراسته للمتحف القومي، فهذه منطقة خطرة لا يمكن السماح بتفجيرها أو حتى الاقتراب منها. الاحتمال الآخر هو أن  تنفجر الأوضاع من داخل المظاهرة من بعض العناصر التي يمكن أن  تسعى لتخريبها، وهنا يمكن أن  نشهد محزرة حقيقة أكثر دموية مما جرى يوم الأربعاء الماضي.
الاحتمال الثاني: أن  تسعى الجهات الرسمية لتفريق المظاهرة في اتجاهات مختلفة، وهنا يمكن أن  نشهد حرب شوارع حقيقة في حواري القاهرة إذ لا يمكن لأحد أن  يسيطر على الشارع. فإذا كان الآن وفي منطقة محصورة لم يستطع أحد أن  يسيطر على ما يدور بين ميدان التحرير وعبد المنعم رياض فكيف إذا امتد الحريق بطول شارع صلاح سالم ابتداءً من التحرير.
الاحتمال الثالث: وهو الأكثر أمنا ونتمناه أن  يحدث. هو أن  يحصر المتظاهرون أنفسهم في ميدان التحرير ويواصلون احتجاجاتهم السلمية التي بدأوها في الخامس والعشرين من يناير ليمضي يوم الجمعة صاخبا و لكن بسلام تام.
كانت مصر تنام لياليها فوق ثرثرة الفضائيات وحكاياتها، الآن حين انقلبت الصورة  أصبحت مصر هي الحكاية وموضوعاً لثرثرة الفضاء (اللي ما يشتري يتفرج). من يرضى أن  تتحول مصر إلى حكاية وهي التي كانت تمتع العالم بحكاويها  المدهشة؟ من يرضى أن  تصبح مصر فرجة وهي التي ظلت على دوام التاريخ تصنع الفرجة الممتعة  وتهديها للعالم. مصر المحروسة بأوليائها  وألف مئذنة  بإذن الله ستعبر محنتها لتعود تغني وترقص وتهدي لشعبها حياة جديدة.

 

 

آراء