يفتح الله: جرائم الانقلاب ليست للنسيان !!

 


 

 

جرائم انقلاب 25 أكتوبر الدموي ليست للنسيان ولا تسقط بالتقادم أو بالاتفاقيات.. فهي جرائم جسيمة تتعلق بأرواح شهداء وإصابة ابرياء بالشلل والعمى وبتر الأطراف وبمفقودين ومشردين ونازحين.. وبإهدار مقدرات وطن وتعطيل مسيرته للوراء بمقدار مائة سنة..!
لقد بدأ هذا الانقلاب عهده المُجرم بالتعدي على المواطنين واستخدم في ذلك مؤسسات الوطن النظامية وآلية الدولة..كما استخدم مليشياته وأشهر في وجه المواطنين أسلحة فتّاكة غير مشروعة ولم يتورّع عن قتل المواطنين والصبايا والأطفال في مختلف أطراف البلاد، وفي حملات ترهيبية نتجت عنها شروخ نفسية عميقة الغور وتأذى من هولها ومات بسببها آباء وأمهات واخوة واخوات..كما نتجت عن جرائمه تشريد عشرات الآلاف في انحاء الوطن بسبب التقاعس المقصود عن حماية السكان والتغاضي عن واجبات حماية الأهالي...!!
وهناك نوع آخر من جرائم إهدار الكرامة الانسانية والقيام بمئات الاعتقالات العشوائية واقتحام المستشفيات ومنع العلاج عن المصابين؛ واخطر من ذلك ممارسة التعذيب داخل السجون والحراسات وفي مواقع مجهولة (بما في ذلك الاغتصاب) وممارسة الابتزاز واشانة السمعة والاخفاء القسري..!
وعلى صعيد آخر تضمّنت جرائم الانقلاب تعطيل العدالة وتقويض عمل النيابات والتدخل السافر في الأحكام القضائية والتفريق بين المواطنين.. واستقبال المحتجين السلميين بالمقذوفات القاتلة والسامة والمجنزرات والمصفحات..بينما يتم استقبال مجموعات الفلول التي تحمل العصى والبنادق وقضبان الحديد بالورود و(السندوتشات) وزغاريد المجندين النظاميين..!!
ومن جرائم الانقلاب ذات الآثار الفادحة على الوطن وعلى حقوق المواطنين طرد العاملين المؤهلين من مناصب الخدمة المدنية بلا قانون..وتسكين آخرين بسبب انتمائهم للانقاذ والاخونجية ومكافأة على تأييدهم للانقلاب..وهي اجراءات بالغة الضرر ستنتج عنها آثاراً تخريبية عميقة يصعب جبرها..علاوة على تبديد موارد الدولة وفتح الباب واسعاً للفساد واللصوصية والنهب..!
ومن المخاطر الكبرى في قائمة جرائم الانقلاب تغذية الانفلات الأمني (بل صناعته) ونشر السلاح في أيدي لا تخويل لها بحمله..وما الصمت عن انتشار (تدشين الكتائب المسلحة) خارج سلطة الجيش الرسمى إلا إشارة دامغة على تواطؤ الانقلاب مع الفرق الإرهابية المسلحة..فهل يحتاج الأمر إلى بيان خطورة هذا المسلك الاجرامي..؟! لقد اصبحت الجماعات الارهابية تعلن بالصوت والصورة عن تكوينها وأمكنة تدريبها ويخطب خطباؤها بملء أشداقهم في مجاميع مجهولة من الملثمين..والانقلاب لا يحرّك ساكناً...!
لقد أصبح الانقلاب يتعامل مع الشعب وفي ادارة الدولة بإسلوب العصابات والقبضايات ومافيا الجريمة المنظّمة بعد أن أطفأ مصابيح المساءلة وأفسد مناخ الاعلام وقام بتلويث المؤسسات الإعلامية المملوكة للدولة من إذاعات وقنوات فضائية ووكالات أنباء..وحدّث ما شئت عن جرائم الانقلاب المالية في التبديد والاعفاءات والمحاباة ..إلخ وكل هذا لا يمثل سوى بعض جرائمه..فهناك جرائم أخرى لا تقل خطوة..وسيوالى الشعب بمنظماته المدنية رصدها واحصاءها والتذكير بها..فهي جرائم غير قابلة للنسيان ولا يمكن الصمت والتغاضي عنها أو المسامحة فيها..! لا أحد يملك هذا الحق.. إنها حقوق وطن ودماء شهداء..!!

murtadamore@yahoo.com

 

آراء