يوميات موت مجاني في دفتر الحرب اللعينة (2-2) .. بقلم/عمر الحويج

 


 

عمر الحويج
9 December, 2023

 

(ومضات توثيقية لحرب عبثية)

ومضة : (1)

إعتادت أذني :
على إسمها .. الدانة
على رسمها .. الدانة
على جرمها .. الدانة
على فتكها .. الدانة
على حرقها .. الدانة
إلى أن جاء يوم زارتنا الدانة .. ولم نرحب بها
إلى أن جاء يوم زارتنا الدانة .. و لم ترحب بنا
كنت جالسة أرتب لشاي الصباح .. وأطفالي الثلاث بقربي وحولي
زارتنا الدانة .. ولم ترحب بنا
زارتنا الدانة .. ولم نرحب بها
لأني حين نظرت لم أجد كاسات الشاي المرصوصة أمامي
وجدتها كاسات الشاي المرصوصة أمامي .. أشلاء
نظرت .. وجدت أطفالي الثلاث بقربي وحولي أشلاء
أشلاءهم إختلطت .. بأشلاء كاسات الشاي
بدأت دموعي
تذرف ..تنزف
لم أجدها دموعي
جفت سريعاً .. دموعي
إختفت .. دموعي
لم ..تعد تذرف .. دموعي لم تعد تنزف
فقد وجدت نفسي مع أطفالي وكاسات الشاي كلنا عدنا أشلاء
زارتنا الدانة ولم نرحب بها
زارتنا الدانة ولم ترحب بنا
زارتنا الدانة .. وقد شربت شاي الصباح .. معنا .
كان ملغوماً وملقوماً .. بدمائنا
بأشلائنا وكاسات الشاي .. المرصوصة
أمامنا ..
بأشلاء أطفالي الثلاثة .. بقربي وحولي
وبأشلائي .. أنا أمهم .
***
ومضة : (2)
حنجرة الطرب :
في صباحها التحنان والحنان أَعْلَّت من طبقات صوتها الرنان
في صباحها الريان فراشة تتجول في بستانها الرويان .
حين كانت تدندن بأغنيتها الحبيبة إليها
لأنها تحمل نعومة إسمها وجمال رسمها وحلاوة لحنها الفتان :
"الشادن الكاتلني ريدو
هلك النفوس والناس تريدو .. يا شادن الفنان .
مالو لو يرحم مريدو .."
أُعجبت إحدى (الدانات) عابرة الفضاءآت الحزينة
بهذا الصوت الملائكي ، الملئ بالحنين والشجن .
فقررت أن تستأثر به لوحدها دون الآخرين ،
فأخذتها إليها وخرجت ، ولم تعد بها حتى الآن .
فمن يجدها فليغني معها :
"شادن الفنانة الكاتلنا ريدا"
مالو الدانة ..
"مالو لو رحمت مريدا"

***
ومضة : (3)

حنجرة الدراما :
إنطلق صوت حنجرة الدراما الذهبية .. عالياً
لا .. للحرب
مستعيداً صوت تلك الدرامية .. مباهياً
لحظتها إنطلق صوت القذيفة العبثية اللعينة .. مغالياً
التقى الصوتان في فضاء المسرح الدرامتيكي .. ناعياً
(صفعة صوت القذيفة العبثية .. معائباً)
أسكت صوت صفقة الإعجاب للحنجرة الذهبية .. باهياً)
قالت معه .. لاتحفروا لي قبراً
سوف أرقد فوق ذات نهري معهدي فيوضاً ممسرحاً .. ومسرحاً
رائعاً .. ورائداً .
خالداً .. وأبداً .
***
ومضة : (4)

في زمان مضى : بأدبه الجم كان يحث أهل منزله عدم رمي النفايات أمام
أعتاب باب داره .
في زمان أتى : كان بذات يديه يحمل النفايات بحماس إلى مزبلتها من أمام
أعتاب باب داره .
في زمان حاضر : وجدوه حين إفتقدوه بعد قذيفة جثة مهترئة أمام أعتاب باب داره .
في الزمان الآني : إحتاروا فلم يجدوا حلاً في مؤاراته الثرى غير قبره أمام
أعتاب باب داره .

كتب أحد دعاة الحرب من جيرانه في ذات باب داره :-
"لم يجد وقتاً كافياً ليقول لأهل بيته لاترموا النفايات أمام عتبة الدار" .
omeralhiwaig441@gmail.com

 

آراء