١ + ١ لا يساوي ٢ في كل الأحوال

 


 

 

في علم الرياضيات ١ + ١ يساوي ٢ دون جدال لطالما الاثنان بالموجب ولا هنالك نظرية اخرى نقيضة لذلك اما في العلوم الادارية والاجتماعية والاقتصادية والطب والسياسة قد يكون الناتج 2 او. اكثر او اقل من 2 وللاستدلال على هذه الفرضية فلنفترض ان هنالك مهمة افراغ حمولة سكر من الشاحنة فان كان من يقوم بالمهمة شخص واحد فقد يستغرق عملية الإفراغ ساعة من الزمن ٦٠ دقيقة لان العامل الواحد سيصعد الي الشاحنة ويقوم بإنزالها مائتين مرة اما ان كانً من يقومون بمهمة الإفراغ شخصين سيكون احدهم داخل الشاحنة ويناول من هو على الارض وهنا يكون الإنجاز اسرع وقد يستغرق العمل ٢٠ دقيقة فقط مما يؤكد ان ١ + ١ في هذا المثال يساوي ٣ ولو كان اجر الإفراغ للشاحنة الواحدة فقط مائة جنيه فسيحصل كل واحد منهم خلال ٦٠ دقيقة ١٥٠ جنيه بدلا من ان يحصل على ١٠٠جنيه عندما يعمل كل واحد منفردا وهذا يبرهن ان ١ + ١ يساوي ٣ في الزمن والقيمة المادية كذلك

ومثال اخر لدينا في القرى وأرياف السودان عندما يحين موسم حصاد القمح يتفق بعض المزارعين لعمل نفير لتسريع الحصاد ويعملون بروح الفريق الواحد حيث يتوفر بينهم الخوة الصادقة والمصلحة المشتركة فيتفق الاربعة على العمل الجماعي ويخصصون لكل واحد منهم يوما محددا فتجدهم خلال أربعة ايّام يكملون من حصاد كل الحواشات بينما كان اذا عمل كل مزارع لوحده قد يستغرق اقل تقدير عشرة ايّام عمل متواصل فهنا ينطبق ان أربعة اشخاص ينجزون عملا في ٤ ايّام قد يستغرق ١٠ ايّام في الحالة الفردية وفِي هذه الفرضية ١ + ١ = ٢.٥

وفِي المجال الطبي الطبيب يحرر الروشتة في كثير من الأحيان بناءا على الحالة المادية للمريض فان كان حال المريض ميسورا او لديه بطاقة تامين طبي فيحرر له وصفة تحمل نوعين من الدواء اذا اجتمعا قد تسرع زمن المعالجة في ٣ ايّام بينما اذا استخدم المريض نوعا واحدا قد يستمر فترة العلاج اسبوعا فهذا دليل وافي على ان ناتج مزيج النوعين تخفض دورة المرض من ٧ ايّام الي ٣ ايّام لتثبت ان ١ + ١ حتى في مجال الطب يعطي ناتج اكثر من 2

اما في السياسة فان توافق وتكامل وانسجام حلقات الحكم تسرع عملية النهضة والخروج من النفق المظلم بوتيرة اسرع كلما كان ثقافة التفاهم والتناغم والتعامل على اعلى مستوياتها وكلما انخفض مستويات التناغم والتفاهم ترى الدولة تسرع نحو القاع والانحدار فحال السودان دليل واضح على ان ١ + ١ ليس بالضرورة يساري 2 فاذا افترضنا الغرض من شراكة العسكر مع المدنيين هو لتسريع عملية تحقيق اهداف الفترة الانتقالية المتفق عليها في زمن قياسي فما يحدث حاليا بين الشريكين اثبتت انها وبسبب التنافر وعدم التوافق والصراع المحتدم حول تقسيم السلطة و الكراسي جعل ناتج الشراكة لا ترتقي لمستويات العمل المشترك فبدلا من عملية الجمع تحول الي عملية ضرب ١X1 = ١ وارجو ان لايستمر امد الخصام طويلا لكي لا يصبح ناتج الشراكة بين المكونين (0) او (-١ )وعلنا نستفيد من مهارة الاستفادة من مجهود الجميع لتعظيم الثروة لكل الوطن .

دكتور طاهر سيد ابراهيم
عضو الأكاديمية العربية الكندية
tahirsayed-67@hotmail.com

 

آراء