آن للإسلام ان يخترق الحدود بعد ان كسر القيود ليصل لكل موجود (3_3). بقلم: الشيخ أحمد التجاني البدوي

 


 

 


فبعد ان خرج الاسلام من حصاره ودخل عبر الحدود مستهدفا كل موجود اصبح في حاجة الي اعلام يستخدم كافة الوسائل والتقنيات العصرية ملتزما بالثوابت مواكبا للتغيرات اعلام ملتزم لا يلعن ولا يطعن ولا يتهم الاخرين بالباطل ولا يجهر بالسوء متوجها لكل الناس وفي كل زمان وفي كل مكان واضح الثوابت محدد الاهداف مستمدا تحركه من الكتاب والسنة بجهود مخططة تستهدف الابلاغ بالحقيقة نريده  اعلام لبث الكلمة الطيبة التي تسهم في بناء الانسان وفق المنهج الاسلامي وتخلصه من العبودية لغير الله وأي تقصير في تحمل المسئولية الاعلامية لبث الدعوة يعني الكتمان للبينات والهدى الذي اراد الله ان يبين ويبلغ لان الاسلام والتبصير به لبا من الباب الدعوة وعاملا اساسيا للتعرف على مكنونها وهذا يشير الى ان مسئولية التبليغ  هي سمة من سمات هذه الامة ووظيفة من وظائفها وذلك انطلاقا من قوله(وكذلك جعلناكم امة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا)وهذا بالضرورة يحتم على الامة ان تتجمع بعد طول تفرق وتتوحد بعد طول تمزق وان تتقارب بعد طول تباعد وان تتكاتف بعد طول تناحر لإصلاح البيت من الداخل وإعادة ترتيبه بصورة تمكنه من تجاوز السلبيات والقضاء على العثرات حتى تنعكس الصورة الصحيحة لهذه الامة الصورة التي تنتزع الاحترام والتقدير من كل الناس ومن العدو قبل الصديق ومن ثم فان الاعلام الدعوي لن يقف حائرا امام المشاكل الحياتية في أي زمان وفي أي مكان لأنه سوف يجد في هذا الدين الحلول العادلة لكافة المشكلات والقضايا كما تتميز الدعوة الاسلامية بالتنوع في الاساليب والتعدد في الطرق مع ثبات المقاصد، فالدعوة تحتاج لأسلوب اللين مع عدم استغناءها عن اسلوب القوة وهنا يأتي دور الداعية الحصيف في قدرته على استخدام الاسلوب المناسب في الموقف المناسب والوقت المناسب لان دائرة الخيارات فيه واسعة بين مختلف الاساليب ومتنوعة ومتعددة و اساليب الدعوة اجتهادية ومتطورة يمكن للدعاة ان يطوروا فيها بحسب مقتضيات العصر والزمان والمكان و الاعلام الدعوي الاسلامي يحترم العقل الانساني ويقدر الفكر البشري ويضع الحجج العقلية و الاساليب المنطقية على رأس طرق التفاهم والنقاش والجدل المفيد ويجعل اهم مداخل الايمان بالإسلام التفكر في خلق الله وبديع صنعه فانه ليس امامنا وسيلة إلا الاقناع الهادئ المنطقي دون صراخ او صياح او انفعال قد يضر بالدعوة اكتر مما يفيدها فالإسلام ليس بحاجة ان ننصره بوسيلة من غير الوسائل التي حددها هو لنفسه و ارادها لنفسه هو ليقنع بها الناس بأنه الدين الحق الا وهي الجدل بالتي هي احسن والدعوة اليه  بالحكمة والتفكر والتدبر فيما اتى به وفيما يقوله عن ربه ورسوله من خلال آيات مقروءة وهي آيات القرآن وآيات منظورة وهي ما خلق الله في الارض والسماء وذلك في قوله(ان في خلق السموات و الارض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الالباب )وقد درج بعض الدعاة على استخدام  اسلوب الصراخ و الاثارة والتركيز على  اوتار العاطفة وهذا الاسلوب وان كان مقنعا لعوام الناس فانه لا يصلح لمخاطبة الباحثين والمفكرين لان هؤلاء يستعملون عقلهم وفكرهم في كل شيء وخاصة غير المسلمين منهم وهكذا نرى انه بالتمعن في جوهر الدعوة الاسلامية يتبين انها دعوة عقلية بكل معاني الكلمة وتشير كافة الادلة ان الاسلام دين يقوم على الاقناع ويستند الى البرهان في مخاطبة الناس جميعا وبكل المقاييس فالإسلام دين هذا العصر وأهله المعنيين به اهل هذا الزمان دون غيرهم بسبب ما وصل اليه الانسان من تعليم فاقل نسبة امية منذ ان خلق الله الخلق هي في هذا الزمان وقمة ما وصل اليه الانسان من علم وتقدم ووسائط اعلامية ان لم يكن آخر ما وصلت اليه البشرية فانه قريب من ذلك   لكل هذه الاسباب مجتمعة اصبح الاسلام دين العصر وبعد ان ثبت ان الاديان الاخرى صارت عاجزة عن مواكبة ما هو حادث من تطور في كل المجالات وإذا اردنا صلاح المجتمع الانساني من حيث كونه مجتمع البشرية جمعاء فانه لا يصلح ان نعالجه بمواد نعرف مقدما انها محدودة الاثر قاصرة النتائج و اننا نعلم ان الشرائع الماضية كانت محدودة الغرض ومحدودة الزمان والمكان وليس من المنطق ان نأخذ ما هو صالح في حدود معينة من الزمان والمكان والجنس لنحكم بصلاحيته المطلقة خارج هذه الحدود فنجعل النصرانية واليهودية صالحة للبشرية جمعاء وكتبها ورسلها لم يقولوا ذلك فالإسلام هو الدين العالمي بحسب نصوصه وواقع تطبيقه فلا نجد ندا له لكي ننصرف عنه الى غيره ولذلك ليس هناك بد من استعمال معطيات التكنولوجيا المعاصرة في حقل الاعلام والمعلومات والوسائل المتاحة لتحقيق اوسع انتشار ممكن لدعوة الاسلام على هذا الكوكب الذي نعيش فيه عبر وسائل الاعلام الحديثة والتقنيات المعاصرة و اقامة مراكز نشطة للدعوة الاسلامية في الخارج تضطلع بمهمة الاعلام عن الاسلام بمختلف الطرق و الاساليب من خلال اقامة جسور من التعاون وتبادل المعلومات مع اجهزة الاعلام ومراكز المعلومات ووكالات الانباء الدولية وان تتحمل اجهزة الدعوة مسئولية تزويد الجماهير المسلمة وشعوب العالم بحقائق الدين الاسلامي ولحمايته من التشويش والتضليل والذي يمارس بصورة منظمة ومدروسة ليصد عن هذا الدين لا بد من تصحيح المفاهيم الخاطئة عن الاسلام والتي تسود اغلب دول العالم فتزويد الرأي العام العالمي بالرؤية الاسلامية الصحيحة للقضايا المعاصرة وتعريفه بموقف الاسلام من العقائد و الاديان والمذاهب الاخرى وتقديم البديل والحلول للمشكلات الدولية التي استعصت حلولها على المجتمعات الاخرى (ومن احسن قولا ممن دعا الى الله وعمل صالحا وقال انني من المسلمين)وعلى الله قصد السبيل وبه التوفيق          
ahmed altijany [ahmedtijany@hotmail.com]
////////////

 

آراء