أباطرة الحزب القومي السوداني المتحد بالقاهرة .. العقلية التآمرية 2

 


 

 

أباطرة الحزب القومي السوداني المتحد بالقاهرة .. العقلية التآمرية .. وبالونات الإتهامات .. ما بين النزعة البراغماتية .. والأداة الأستمولوجية ..

(  2 -  3  )

بقلم / آ دم جمال أحمد - أستراليا

 

    وسط إشتعال المشهد ( النوبى ) وتداخل كل الخطوط في جوانبه وزواياه المعتمة والمضيئة ، برزت غثاءات السيل لتقارير (مفتى قيادات الحزب القومي بالقاهرة ) الشهيرة .. بإعتباره أحد ( المدافين ) عن القضية النوبية وأهالى جبال النوبة .. ليتخلص بذلك من أدبيات العمل السياسي وسعة الصبر واللباقة السياسية ، التي يفتقدها دوماً ليمارس أحد أدوات الكيد والشد والقتل السياسي ، وهي جديدة علي أهلنا في جبال النوبة .. بعد أن ( حارت ) بهم سبل الدليل وأصبحت عاجزة عن العطاء ، فلم يكتفوا بخطاب الفصل الذي تم إتخاذه من قبل أفراد يمثلون ( كارزما ) الحزب الخارجية عبر إتصالاتهم العديدة بين القاهرة ودول المهجر كعادتهم دوماً في الإملاء وما علي الضعفاء إلا الطاعة والتنفيذ .. فتلك قواعد اللعبة التي يجهلها الكثيرين .. وما يحاك ويدور في ( دنابير ) الحزب القومي – مكتب القاهرة ، التي لم تراعي فيها الضمير لإفتقادهم الأنا العليا .. فيما يصيغون أو يكتبون من تقارير .. ولا حتي مصلحة جماهير وقواعد الحزب ، ولا حتى مسيرة الحزب القومي السلمية عبر تفعيل العملية السياسية ونبذ حوارات العنف والإغتيال السياسي وحمامات الدم . إلا أن ( لقيادات الغفلة ) بالقاهرة رأي أخر علي ما يبدو .. وهى بيت القصيد .. التي تتناغم مع رأي أصحاب الزعيق الفضائي والفضائحي الدموي والفاشستي ، فقد إتخذت الحزب القومي كأنه مزرعة أو ضيعة خاصة بهم حيث وفر لهذه القيادات الهلامية الغطاء الشرعي ، لتمارس الذبح والفصل والإغتيال السياسي والإفك والكذب والتلفيق لكل من خرج عن طوعهم ورفض التطبيل أو الدوران حول مسارات مدارات أفلاكهم المرسومة وشق عصا الطاعة .. يلوحون له بالتهديد .

 

لقد تابعتم تلك الصراعات والخلافات والأخيرة التي حدثت وسط الحزب القومي المتحد وقياداته وما ترتب عليه من رشق بالكلمات وتبعها فصل وإقصاء ، فهذه هي سنة كيد العمل السياسي ولا ضير في ذلك .. لكن حينما تصل إلي مرحلة بأن تقوم قيادات الحزب القومي بصياغة تقرير عن شخصي بأنني أمارس وأصدر الإرهاب .. هو ما لا يمكن السكوت عليه . فلذلك أود أن أملك القراء وجماهير جبال النوبة جزء من نص التقرير الذي قامت بتسليمه قيادات الحزب القومي بالقاهرة إلي سفارة دولة أستراليا عن طريق مترجم يعمل بالسفارة .. وأرسال فاكس إلي مكتب الهجرة في سدني .. ( .. إن المدعو / آدم جمال أحمد – الذي منحتموه الفيزا والهجرة إلي بلدكم أستراليا نود أن نخبركم بأنه رجل إرهابي وقاتل .. سفاك للدماء .. ينتمي إلي تنظيم القاعدة فلقد جاهد في أفغانستان وكان صديقاً لأسامة بن لادن وأيمن الظواهري وكان يقوم بالإشراف علي تمويل وتدريب معسكرات الإرهابيين في السودان ولقد قام بتكوين عدة خلايا إرهابية في العالم ، فإنه رجل خطير جداً فإن ذهابه إلي أستراليا بايعاز من تنظيم القاعدة لنقل الإرهاب إلي دولتكم الأمنة وتأسيس خلية إرهابية بها وله أعوان وأنصار ومصادر تمويلية بأستراليا .. ) .. هذا جزء لبعض ما جاء في التقرير الذي أرسل ومعه صورة من فيزاتي ، والتي كانت بحوزة / محجوب سعيد – الأمين العام للحزب القومي بالقاهرة .. لقد سلمته له أياها حينما كنت أبحث أنا الصديق الشخصي لأسامة بن لادن وأيمن الظواهري عن قيمة تذاكر السفر وثمن إيجار الشقة والدواء والغذاء لأطفالي وقيمة شراء الورق لكتابة مقالاتي وثمن تسديد عدد ساعات جلوسي علي مقهي الأنترنت حتي أستطيع أن أتصفح أو أطبع .. وكنت أحياناً أمكث الساعات الطوال في قدوم ومجئ صديقي / عثمان نواي ( سكسك ) من الزاوية الحمراء إلي الحي العاشر .. وكنا أحياناً لا نملك حتي ثمن الأنترنت مما يدفعنا أن نستلف ونقترض مبلغها أو نلجأ إلي نظام ( الشيرنق ) والجلوس علي كمبيوتر واحد .. وأحياناً يمهلنا صاحب مقهي الأنترنت بعض الوقت بعد أن أصبحنا من زبائنه المرتادين .. وعثمان سكسك هو أدري بحالي وهو شاهد عصر علي كل الأحداث والمؤامرات والآن هو بأمريكا وهناك كثر .. فلذلك أود أن أقول للذين أصبحوا هم ( حياري ) يتسألون ويتهامسون عن الذي يجمع بيننا .. أولاً علاقة أسرية وأخوية ( رب أخ لم تلده أمك ) .. ثم صداقة وزمالة .. ثم هموم مشتركة لأرضية حوارات متنوعة ولقاءات فكرية والوصول فيها إلي مفاهيم ونقاط مشتركة بيننا رغم التباين للمدارس الفكرية .. وليست مؤمرات أو مصالح لمعرفة علاقات قاهرية ( قاهرة المعز ) التي تشيد جدران بنيان إجتماعياتها من جدار نسيج العنكبوت ( وإن أهون البيوت لبيت العنكبوت ) ، والذ ي كان له الفضل بعد الله سبحانه وتعالي في إحتضان  أسرتي وإيوائهم  مع اسرته والإشراف عليهم بعد أن ساعدني في هروبي وسفري من القاهرة التي كانت مفاجأة وضربة فاجئة لقيادات الحزب القومي وعيونهم واذنابهم .. لأنها جاءت مغايرة لكل توقعاتهم.. ( يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين ) .

 

المهم في الأمر أن يبعثها إلي أحد أقاربه باستراليا ( ملبورون ) كان يقوم بتقديم مساعدات للمسافرين وذلك بتوفير قيمة التذاكر عن طريق منظمة تعمل في مجال السفر ، فأصبح غير أميناً في إستغلال صورة الفيزا في هذه المؤامرة الدنيئة . وحينما وطأت قدماي مطار سدني وجدت كل السلطات الأمنية علي أهبة الإستعداد والحذر وهي مشدودة للإمساك بهذا الرجل الإرهابي الملتحي .. طويل القامة الذي يرتدي ( جلباباً قصيراً وسروالاً وعمامة ذات الذيل ) .. الذي جاء ليؤسس خلية أرهابية بأرضهم ، وحينما نظر مسئول الهجرة في جوازي وفيزاتي تهامسوا مع بعضهم وتبادلوا الفيزا والجواز وتم إقتيادى وسط مجموعة من رجال الأمن الفيدرالى إلي مكتب الهجرة بالمطار وهم في حيرة وإستغراب من أمري لعدم إرتباكي وكنت هادياً وعادياً خلاف ما كان يتوقعون .. وإن ردود إجاباتي كانت هادئة ومنطقية حتي قام أحدهم بتعليق ظريف ، بعد أن تكشفت لهم الحقيقة الغائبة في ختام التحقيق ( لقد أخرناك ولكنك تتحدث الإنجليزية بطريقة سليمة وواضحة أين تعلمتها ما تقول لي من أفغانستان لكنك ما رأيتها ) وضحك الأخرين .. قلت له لا لقد درست بالانجليزية في جامعة الخرطوم .

 

وخلال أكثر من ثلاث ساعات أمطروا علي سيلاً من الأسئلة المختلفة دون إنقطاع .. لكن قلب المؤمن دليله لا بد أن يكن كيس فطن .. لقد قرأت من أول وهلة ما يدور في أذهانهم وربطت أسئلتهم مع تلك التهديدات التي أطلقها رئيس الحزب القومي ( عيسي حامدين حسابا ) حينما هاتفني صباحاً في شقتي بالقاهرة .. عندما أخبروه بأن هناك بيان صادر من أمين الإعلام والناطق الرسمي لحزبهم وفسروه له .. لقد هاج وماج ( كأن كفر أبن جمال وأرتد ) وشق عصا الطاعة .. لأنني وصفته بالضعيف والدمية المتحركة .. وقال لي بالحرف ( طبعاً أنت أصدرت بيان وسوف تشوف ماذا نفعل لك ، سوف نقوم بفصلك كما فصلنا تاور ميرغني من قبل وما بتسافر وأنا أعرف كيف بطريقتي أخلي ناس أمن الدولة يمنعوك وسوف أسلمهم نسخة من خطاب الفصل ما تقول خلاص استلمت الفيزا وقطعت التذاكر وحجزت .. للمعلوية أنحن عندنا إجتماع طارئ جئت ولا ما جئت سوف نتخذ قرار بفصلك وأشياء اخري أنا اعرفها ) .. ما كنت أدري بأن الأشياء الأخري هذه هي وصفي بالإرهابي والعمل علي قفل ملفي في السفارة الأسترالية والأمم المتحدة والمجمع لمنعي من السفر .. وكذلك بالمنشور الذي طبعوه وخطاب الفصل من سيادة حضرتهم ولقد أشرفا علي توزيعهما في الحي العاشر محل إقامتي كلاً من نائب الرئيس والأمين العام . وللأسف كان كل ما يدار ويحاك في جلساتهم وإجتماعاتهم يصلني من أقرب الناس إليهم في (  ناديهم ) كنت أحسبهم كالرجل الذي من أهل فرعون كتم إيمانه وجاء إلي سيدنا موسي يقول له ( إن الملأ يأتمرون بك ليقتلوك ) .. فكان ينقلون لي كل كبيرة وصغيرة ويقولون لي بأن الملأ  في الحزب القومي يأتمرون علي منعك من السفر وقفل ملفك في السفارة الأسترالية والأمم المتحدة والمجمع .. كنت أقول لهم ( حسبي الله ونعم الوكيل .... وقل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا ) .

 

المهم لقد تحدثت مع سلطات المن بإسهاب عن مجالات دراستي وتخصصي في الأحياء والكيمياء الذي يجهله الكثيرين وعن هواياتي وكتاباتي وعن الإعلام وعن الإسلام والحج والجهاد وما يحدث في السودان والعراق وأفغانستان ، وعن عملي في المنظمات الإسلامية والطوعية والتدريس بالمدارس الثانوية والصحافة .. في الخرطوم وجنوب السودان وجبال النوبة .. وقاموا بالتمعن والنظر في المستندات والشهادات وبعض المقالات الصحفية وبعض التقارير عن جبال النوبة التي كنت أحملها معي من خلال عملي هناك وخاصة تقرير العائدين من أبناء جبال النوبة من حركة التمرد ( الحركة الشعبية ) إلي مناطقهم في ديسمبر 2000 ويناير 2001 مدعمة بصور توضح موقفهم الإنساني الحرج وإحتياجاتهم العاجلة والضرورية والتي قمنا برفعها إلي رئاسة المنظمة في الكويت وفي خلال أسبوع وصلت إلي المنظمة الدعومات ومبلغ من المال حوالي ( 650 ألف دولار أمريكي ) وقمنا بشراء ملابس وأدوية ومواد غذائية وبطاطين ومشاغل يدوية و أدوات منزلية وآلات زراعية . ولكن حدثت معاكسات وتعنت من قبل الوالي مجذوب يوسف بابكر وحكومة ولايته بأن تسلم لهم هذه ( الأشياء ) .. وهم  كحكومة ولاية والرعاية الإجتماعية بالولاية ورجال الأمن يشرفون علي توزيعها والمنظمة دورها فقط .. توصيل ( التجريدة ) أي القافلة المحملة وتسليمها لهم إياها.. لأن هذا الأمر من مسئوليتهم وهناك قرار أتخذ حيال ذلك فلقد رفضنا هذا العرض والقرار من جانبنا وكانت ملابسات الأزمة التي حدثت وأدت إلي إعتقال بعض موظفي المنظمة بكادقلي خاصة بعد المشادة الكلامية الحادة مع الوالي ورئيس جهاز الأمن .. حينما كان إحتجاجنا لماذا هذا التجاهل لهؤلاء العائدين من قبل المركز والولاية ( لأنهم نوبة ) وكذلك بأننا في المنظمة لا نثق في حكومة الولاية ولا حتي  أفراد أجهزتها الأمنية .. وهذا من صميم عمل المنظمة ولها موظفين لهم دراية وخبرة علي الإشراف والتوزيع والمطالبة بكتابة تقرير مدعم بصور إلي رئاسة المنظمة بالكويت ، وتمسكنا بموقفنا وتصعيد القضية وتمليك المانحين الحقائق وعدم تعاون الحكومة في توصيل الإغاثات لإنقاذ حياة العائدين ، مما جعل الوالي يتراجع بحكمة عن موقفهم المتعنت لأنهم يعلمون بأن كل الإ نجازات من تعليم وصحة ومشروعات إنشائية ( مدارس – مراكز صحية – مراكز أيتام – مساجد – مشاغل ) وأبار إرتوازية ومضخات مياه  وكساء واغاثات هي من عمل المنظمة  والتي يتباهي به الولي دون أي حياء أو خجل في المحافل بإنها من إنجازات حكومته وكان حريصاً بأن لا يفقد هذه المنظمة والتي قد يتم سحبها من السودان إلي أي دولة أخري إذا علم المانحين بذلك .

 

وبعد هذه الواقعة تواترت مضايقات وتحرشات عديدة هنا وهناك مما جعلني أن أترك عملي في جبال النوبة والخرطوم وأغادر السودان وأنا مكره لأول مرة في حياتى . إلا أن ( الخواجات ) يختلفون عننا ، فلقد أعتذروا لي مراراً بكل أدب وإحترام وأخبروني صراحة بالتقرير الذي كتب عني عندما إستفسرتهم ( إنني ما فاهم  في  شنو والحاصل إيه ) .. وأطلعوني علي ملف كامل عن حياتي .. وميلادي ومراحلي الدراسية ونشاطاتي وعملي بالمنظمات والتدريس ومقالاتي الصحفية وكيفية مغادرتي السودان وحتي فترة إقامتي بالقاهرة والأغرب من ذلك خلافاتي الأخيرة مع الحزب القومي وبعض من البيانات التي أصدرتها عندما كنت بالحزب .. لأن لهم مصادرهم الخاصة بهم كدولة .. وأخبروني بأن هذه فقط إحتياطات أمنية وموقفي حتي الآن سليم وهذا التقرير عبارة عن مكايدات وأحقاد شخصية .. وهم لهم رأي أخر في ( هؤلاء ) الذين أدلوا بمعلومات كاذبة أربكت أجهزتهم الأمنية .

 

وإلي اللقاء في الحلقة القادمة والأخيرة ,,,,,,,,,,,,,,,,,  سدنى 17  إكتوبر 2004 م

 

آراء