أبعدوا عنكم الشقاق والإنشقاق صناع ديسمبر وأنتم الجيل العظيم

 


 

عمر الحويج
17 July, 2022

 

 

كبسولة :-
البرهان : أن يكون رأس الدولة مغتصباً للسلطة فالمصيبة أفظع .
البرهان : أما أن يكون رأس الدولة عنصرياً علناً فالمصيبة أشنع .
***
ساذج من يتصور ، أن الذي حدث منذ اندلاع الثورة في 19/ ديسمبر/ 2018م ، وأن كل المحاولات التي تمت وتتم لإجهاضها بليل أو مع ضؤ الشمس الساطع ، أنها فقط محاولات عشوائية ، حيكت وليدة لحظتها . فهم وأعني الكيزان ، التنظيم النازيوإسلاموي ، حين تأكد لهم أن سلطتهم ، ساقطة لا محالة ، فسروها من منطلق هوسهم الديني ، أنها إبتلاء من عند ربهم وسوف ينجلي ، لأن السلطة كانت في أمان يدهم المتوضئة ، وتحت حكمهم الرسالي . وفي حماية مشروعهم الحضاري ، وكانت - هي لله هي لله لا للسلطة لا للجاه - فالله معهم ، وهم الفئة الناجية ، ضد شعب السودان الذي هو الفئة الباغية ، والله سوف ينصرهم ، ومنذ حينها ، وهم يخططون ، ولديهم هذه القناعة ، فيما بين الفئتين الباغية والناجية ، بحساب مرأى عقلهم الضيق الظلامي ، كل ذلك لإستعادة ملكهم الضائع ، فهم لايبكون ولايصرخون كما نعتقد نحن ، فهم لا يأتيهم الباطل من أمامهم ولا من خلفهم ، فهم الأقوياء يظنون ، خلفاء الله على الأرض . فهم يخططون مكائدهم على ايقاعات دينهم الخاص المبتدع ، الذي يسمح لهم بارتكاب كل موبقات الدنيا ، دون أن يرمش لهم جفن إستباحة ، تنصرهم ملائكتهم الخصوصيين ، وهم واثقون أن الله معهم فقط ، لا مع غيرهم . لذلك ودون نازع أو واعز من دين أو ضمير أو أخلاق ، مهروا رغبة عودتهم الشيطانية للحكم مرة أخرى، في إنقلابهم (الثاني) بالدم في مجزرة فض الإعتصام 3 يونيو 2019م ، بعد تمريرهم إنقلابهم (الأول) بفرية الإنحياز للثورة ، وقد كذبوا كدأبهم بفقه التقية والضرورة .
مروراً بعدها بعدد من المؤامرات والإنقلابات ، والتكتيكات ، والعمليات ، المرسومة والمهووسة والموسومة تمويهاً وتهويماً ، والنافذة أفعالاً جارمة مجرمة ومحرمة على الأرض ، مفرملة ومعيقة لتكملة الفترة الإنتقالية ، التي نجحوا في وقفها بل إزالتها بالتخلص منها وبالأخص من لجنة إزالة تمكينها ، وأوضحها وأصرحها مغامرة 25 اكتوبر الإنقلابية ، وإن دخلت عليهم بالساحق والماحق والتي لم يتخارجوا حتى الآن من ورطتها ، مما اضطرهم بألحاقها بأخرى في خطاب 4 يوليو الذي أدلى به البرهان باللغة المعممة، و المبهمة المتعمدة ، حين عرتهم زلزلة 30 يونيو الجبارة باكتساحها للشوارع ، في أوضح نهاراتها ، وأناء ليلاتها ، كما يوم كستها ثورية اعتصاماتها ، وملء ساحاتها كتل الثوار والثائرات البشرية .
ساعدهم في تنفيذ خططهم ، ومؤامراتهم ومكائدهم وانجاحها ، تلك التراجعات والإستسلامات المهينة لسمعة الثورة وهيبتها ، التى اتسمت بها ، من ظنهتا الجماهير أنها قيادات الثورة المخلصة ، فخذلتها بانشغالها بكراسي الحكم الوثيرة ، ومكاسبها الذاتية والحزبية .
لحقت بهذا الخذلان الحركات( أو بالأحرى العصابات) المسلحة ، التي خانت عهدها مع نفسها ومظلوميها ومظلومية ضحاياها من أهاليهم وعشائرهم، التي تركتهم في العراء يواجهون الموت ، كما كان عليه الحال زمن الإبادات الجماعية قبل الثورة .
هل سمعتم ب"القرادة"التي نتمثلها في حديثنا اليومي ، ونسميها حين يلتصق آخر بآخر واحدهما غير مرغوب فيه ، هذه الثورة المضادة ، بجميع أطرافها ، بقيادة القرادة الكيزانية التي لصقت بجسد الثورة ، بمعونة حربائتهم المتلونة والخبيثة . تدير بها لعبة العودة للسلطة مجدداً ، مهما كان الثمن ، حتى لو أدى ذلك لدمار البلاد والعباد ، فهي ستظل تواصل مخططاتها ، والتصاقها بجسد الثورة ، ماصة دماء الوطن النقية ، أملاً خلباً وخائباً للعودة إلى الحكم مرة بعد مرة ، لايقف أمامهم خلق أو أخلاق أو دين أو منطق أوحياء أو انسانوية . وخبراء القرادة تلك ، يحدثوننا بأنه لا يشل ويبل هذه القرادة الحربائة الملتصقة ، إلا قصم ظهرها نصفين ، حتى يمكن العمل على ازاحتها من الجسد الملتصقة به ، وقد آن أوان هذه الإزاحة لهؤلاء المهووسين الظلاميين من جسد الوطن .
إلا أن ما سيؤدي إلى قصم ظهر الثورة ، وليس ظهر القرادة الكيزانية الحربائة ، اولئك الذين هم من أنصار الثورة ، يدّعونها ثرثرة في فضائياتهم المتواطئة معهم ، دون أن تنعكس على أرض الثورة انجازاً أو فعلاً ، أو عملاً ، علماً بأن جماهيرهم ذاتها ، في قلب هذه الثورة العظيمة ، يرفعون شعاراتها ويستشهدون من أجلها ، دون كبير اعتبار لقياداتهم ، أو اللحاق بنهمهم السلطوي التسووي ، الحالمة بالجاه والسلطة وراثة وتشبهأً بمن سبقوهم .
وقد حسبناهم بعد زلزال 30 يونيو الجبار ، أنهم سيسلمون راية قيادة الثورة ، لأصحابها وفاعليها والقائمين على أمرها ، فإذا بنا نفاجأ بهم وقد زادوا نهماً في اشعال حميتهم ورغبتهم في المزيد من الجرعات الملهوفة والملغومة والعجولة ، في فرض قيادتهم لهذه الثورة العملاقة ولم يرعووا بعد حتى الآن .
أما أثر الندوب المتقيحة والتي يصعب اندمالها داخل تنظيماتهم الخواء ، والذي تركته الهزة القوية التي أحدثها زلزال 30 يونيو ، في جبهة الثورة المضادة بأنواعها ، أظهرها ذلك الهلع الواضح ، في جموعهم ، بدءاً من الكيزان ، القائد الفاسد ، المُخطِط من خلف ستار لجنته الأمنية ، التي إعترف قائدها بفشل إنقلابهم ، الذي اضطرهم للتراجع عنه بخطوة تكتيكية لا غير ، على طريقة معلمهم الأول في التمويه،"أنا إلى السجن سجيناً . وأنت إلى القصر رئيساً " وهاهم وقد استنفدوا ما لديهم من قدرة على التآمر ، ولم يتبقى لهم في جعبة مؤامراتهم وفي خزائنها النتنة ، إلا كرت الإنتخابات بأعجل ما تيسر" كما في مقولتهم المأثورة" شريطة أن تكون هذه الإنتخابات ، تحت إمرة وإشراف وحماية العسكر التُبّع ، بمسماها السابق القديم ، "اللجنة الأمنية" أو الذي يليه "المجلس العسكري" أو الأخير "مجلس السيادة " أوبمسماها الجديد اللنج، والقابض بقوة لاحقاً ، على السلطة"المجلس الأعلى للقوات المسلحة" بقيادة البرهان وحميدتي فتأمل" كما تأملوا حربائية تسميات تنظيمهم الإسلاموي أين انتقلت" ، وذلك كي يتسلوا (ويُخَمِجّوا) كما يريدون ، في خج تلك الإنتخابات والفوز بنتائجها المضمون حصائل تزويرها . لذلك كان خطاب البرهان الملغوم ، الذي تحدث عن انسحابهم للثكنات بيساره ، ثم حمل معه بيمينه ، في حقيبته السمسونايتية السلطة المدنية بكاملها ، عن طريق ذلك المجلس البدعة المبتدعة ، كل ذلك لترتيب ، مرافقة العسكر لجماعتهم الكيزانية النازيوإسلاموية لإيصالهم لصندوق الأنتخابات تحت الحماية الآمنة .
أما الطرف الآخر وليس الأخير الذي هزته زلزلة الثلاثين من يونيو ، فهي الحركات المسلحة التي إحتار دليلها ، هل تواصل مع الإنقلابيين ويعزلها الشعب من قائمة شرفاء الثورة ، أم تراجع نفسها في أخطائها وخطاياها التي ارتكبتها ، هذه الحيرة نراها في تغيير تعابير لغة المخاطبة بتأدب مفتعل عند أردول ، وصمت هجو وعسكوري الإنزوائية ، وهرطقات مناوي المغرورة ببصمات صاحبها الطاووسية ، ولاحقتهم مبادرة عقار حمالة الوجهين ، ركابة السرجين ، وإن كان كل ذلك جاء منهم جميعاً بعد فوات الأوان وقرب اسدال الستار على مسرحيتهم الهزلية والهزيلة في آن .
أما ما لم نتوقعه ، من زلزلة 30 يونيو ،في نتائجها السلبية المختلقة من قبل المجلس المركزي المتمثل في شخوصه الفضائية ، دون قيادات أحزابه ، المتدارية به والمتخفية وراءه ، حتى لا يعرف الشعب من أي السانين يمسكها ، وبأي السانين يحاسبها ، تلك الشخوص الهمبولية ، التي استمرأت أضواء التلميع المختلسة من أصحابها الحقيقين ، والسعي لشهرة القيادة غير المستحقة ، وليس وقتها وزمانها ، دون فاعلية ، دون شفافية ، دون مصداقية ، ودون ولاء للثورة ودماء شهدائها ودموع الأمهات الثكالى ، حيث كان المطلوب منهم الوصول لنقطة التسليم والتسلم والإستسلام النهائي ، دون منازعة ، مع سلطة لجان المقاومة في حقها المخضب بالدماء ، والعمل تحت إمرة وقيادة هذه اللجان ، وتركها تواصل مشوارها الثوري ، حتى انتصارها النهائي دون التشويش عليها أو التسلق على أكتاف وأعناق ومجد آلامها ، عرقها ودمها ودموعها ، ولكن ما وجدناه ، كان العكس ، فقد رأيناهم وقد إزدادوا اصراراً على فرض قيادتهم على ثورة الجيل الراكب راس ، بل دخلوا في العمق المحظور ، حين بدأت تظهر بوادر تخريبية في شق صفوف الثوار ، وما المعركة المفتعلة بين رفع الإعتصام أو مواصلته أمام مستشفى الجودة ، إلا مظهر خطر من مظاهر هذا التغول ، وعلى لجان المقاومة الإنتباه ، فالشقاق والإنشقاق ، هو الخطر الأعظم والداهم على سلامة مسيرة الثورة العملاقة ، وعلى تماسكها ووحدتها ، حتى الإنتصار الأخير والمتوج بأكاليل النصر الجذري للسودان الجديد .
#والثورة مستمرة .
#والردة مستحيلة .
#والشعب أقوى وأبقى .

omeralhiwaig441@gmail.com
////////////////////////

 

 

آراء