أبو جهل أفضل من صحابة المؤتمر الوطني البائد!!

 


 

طه مدثر
19 May, 2022

 

ماوراء الكلمات -
(1) في التاريخ يحدثوننا عن رموز تاريخية كان لها مواقف بطولية مشرفة، واسبقوا عليها كثير من صفات الشجاعة والكرم والجود والعدل والدهاء والمكر، لكنه كله تاريخ، فيه الصحيح وفيه كثير من الاوهام والخزعبلات، وكثير من الحقائق التاريخية لا يعرفها معرفة صحيحة الا من حضرها، بعيداً عن توثيق (قالوا وقلنا).
(2) والحمدلله اننا حضرنا زمان، يريدون ان يحدثوننا فيه عن رموز تاريخية، في حياتنا المعاصرة، وتحديداً خلال ثلاثة عقود خلت، فحدثونا عن رموز تم وصفها بالعدل والكرم والذكاء والدهاء وحب الاوطان وغيرها من الخلال والصفات الحسنة، ونحمد الله، انه أصبح لدينا التوثيق المرئي والمسموع والمدون، ومضى زمن التوثيق الشفاهي(قال فلان)، وماتتناقله الألسن، وصار التاريخ محفوظاً بين السطور لا يستطيع أحد تجميله أو تحويره أو تحريفه أو حذفه أو إضافة محسنات له.
(3) فهذه الرموز التاريخية التي عاشت بيننا طوال ثلاثة عقود، غالبيتهم كانوا ومازالوا مجموعة من الدجالين والافاكين وأكلة الربا ومحللوه واكلة المال العام وقتلة النفس، ولا أتجنى أو أظلم هذه الرموز التاريخية الباغية، اذا قلت إنه لا يوجد في الدنيا جرائم أو احداث مأسوية، الا كانت تلك الرموز هم من اقترفوها وجاءوا بها، والشئ الغريب الذي يميز أمر هذه الرموز، هو العزة بالاثم، والتكبر والعناد والإستبداد، وقدوتهم في ذلك الوليد بن يزيد، الذي مزق القرآن وقال مخاطباً له في عزة واستكبار (اذا جئت ربك يوم حشر قل ياربي مزقني الوليد)، هذا هو قدوتهم.
(4) وبعد خروج القيادات التاريخية بحزب المؤتمر الوطني البائد والحركة الاسلاموية، من الحكم، ذلك الخروج المهين من الحكم، كنا نعتقد أنه هذا الخروج المذل والمهين، سيقودهم الى مراجعات داخلية، ومحاولة اصلاح نفوسهم، وذلك بالاعتراف بكل الموبقات والاثام والجرائم التي ارتكبوها خلال فترة حكمهم، ولكنها العزة بالاثم، مانعتهم من ذلك، فهؤلاء السفاحين والقتلة، والذين اعترف رائدهم الذي أدمن الكذب، المخلوع البشير، الذي اعترف بأنهم قتلوا وبدم بارد ثمانية وعشرين ضابطاً من خيرة الضباط، واعترافه بأنهم قتلوا اهل دارفور في أشياء لا تساوي جناح بعوضة، وغير ذلك من اعترافات قيادات تاريخية أخرى.
(5) فهل تعلم أيها القارئ الكريم ان أبوجهل برغم كفره الصريح، الا أن أخلاقه جعلته يندم عندما ضرب السيدة أسماء بنت ابوبكر، ومهما حاولت أن تبحث عن اخلاق أبوجهل بين هؤلاء القيادات التاريخية بحزب المؤتمر الوطني البائد أو الحركة الإسلاموية، فلن تجدها، تبت يد أعداء الثورة ومن ساعدهم.

 

آراء