أبو طويلة ينهب العم دهب والمدينة
طارق سليمان
29 April, 2022
29 April, 2022
كنت قد مررت ة من يومين على قطعة أدبية بديعة بعنوان *الكابلي بين شاعرين* ، و يا لهما من أديبين و يا له من كابلي ، و الحُسن المكمَل داخل تلك السطور لا يقتصر على الأدب و الشعر و الحس و الجرس و الفن و الطرب من ابني الحسن ، تاج السر و الحَسِين ، و الإسطورة الكابلي فحسب ، لكنه يتعدى ذلك في عكس جودة و جمال و ثقافة و علو و تألق الإنسان و المكان في ذلك الزمان ! و ليس في ذلك الضرب فقط ، بل في العلم و السياسة ، و المروءة و الريادة و ..الحياة ! ... و هذا ما قد يدعو للألم ! و هو ما جعلني أحاول أن أنقل بعضاً مما دار و يدور في رأسي و يؤرقه - و _أجزم القول بأنه نفس ما يجول برؤوس السواد الأعظم من أبناء بلادي العظيمة في هذه الفترة_- إلي كلمات في سطور على ورق علها تخفف عناء الفكر ، مع إني لست من معتادي هذا الضرب من الفن .
محتوى القطعة الأدبية و سرد أحداثها و كلمات الشاعرين من لطفها و شاعريتها و فنها تستحوذ عليك و تأخذ بلباب مشاعرك و تعلو بك فتنتشي .. ثم لا تلبث إلا أن تكون هي نفسها مدعاة لإجترار الأحزان و الآلام و الضيق !!؟
لأنك و مع المقال و تلك الشخصيات و ذلك الرقي و الجمال و الترف الفكري و الأدبي ، تجد نفسك تهيم في عوالم من الخيال و تسمو روحك و تحلق عالياً و ترتفع ثم ترتفع حتى تصل بك لفضاءات الكابلي "حيث لا أمنيات تخيبُ و لا كائنات تَمُر" ... ! إلا إنك و متى ما انتهيت من قراءة تلك السطور المتخمة بعظمة أرضنا الزكية ، و بذكاء قاطنيها المقرونَ بالرقة و الفكر ، و بشخصيات ذاك الزمان المفعمة بمقومات السيادة ، و سمات الريادة و النبل ، تنقطع صلاتك بحبلها ، و تختفي من خيالك شاشة عرضها و تنتهي روعة مشاهدها ، و تحس بسقوط هائل مروع و كأنك تَخِرّ من السماء لتهوي بك الريح في مكان سحيق ، لعلمك جيداً بما ينتظرك ، و بما ينضح و يطفح به واقعُك المعاش و ما أدراك ما هو !؟! ...
حيث تجد أمامك في واجهة المشهد السوداني الوطني ، أشباحاً ، و خُشباً مُسَنَّدةً ، و رويبضةً ، يتسيدون المشهد و يتصدرون أمر و شؤون ذات تلك البلاد الزكية الذكية ! عندها ينتابك الحزن الشديد ، و تغمرك كآبة قاتمة و ينقبض صدرك و يعتصر قلبك كأنما يصعّدان في السماء ألماً و بؤساً و حزناً ، و بعدها تتغشاك سحابة الهزيمة ! .... حيث يكفيك من الغم قدراً أن ترى أو أن تسمع ؛
... خبراء الدولة الإستراتيجيين أو كما يدَّعون ، يتفيهقون !... أو جمعاً من علماء الدين السلطانيين المتعسكرين و هم .. يبررون !! أو خطباء المساجد السبابين التفافين المنتفعين .. يتذللون !!!
أو زُمَراً من متدثري الكاكي المهيب ، الضراغمة حماة الحمى و العرين ، أصحاب النجوم و السيوف و النياشين ... "يتديجنون" !!؟
أو زعماء و أولياء المهمّشين أو كما يزعمون ، و قد انكشف غطاؤهم فإذا هم نفسهم الخائنون لأهلهم البائعون لقضيتهم ، الجشعون الإنتهازيون .. يا أخي لكم هم حاقدون ! و بعد أن تعروا و سقطوا ، لا اعتذروا للمهمّشين المساكين و لا قاتلوا قاتِلهم عبر السنين ، بل مازالوا متشبسين مكنكشين طامعين !؟؟
أو أولئك ... صغار النفوس الممتطين للدين وسيلة لسلب عقول الساذجين من أهلهم و المساكين ، ونهب حقوق المواطنين ، و يجعلونه معولاً لنهب زينة الحياة الدنيا ظلماً و بهتاناً و إثماً ، و مع توالي فضح ربنا لهم و لمكرهم و غشهم يوماً بيومٍِ ... مازالوا ... يتشدقون !؟!
أو أطلال أحزاب تبددت أحلامُها و تقزمت أهدافُها ، و تلاشت و بهتت أعلامُها ، فما عادوا ثائرين بل أضحوا خائرين تتجاذبهم المظاهر و الأماكن و الفتون و مازالوا .. يتعلمون !؟!
أو طرقاً صوفية ضلت دربها ، و خمدت نيرانها ، و تحشرج مسيدها ، و اهترأت خيامها ، و تهتك و كاد أن ينقطع حبلها ، ففقدت الصفوةُ صفاءها و نقاءها ، بل و ذهب نور وجهها .! كيف لا و قد تصافوا مع بُندُق ! و ما أدراك ما بُندُق ! حيث لا صفاء و لا نقاء مع بُندُق ، بل مع بُندُق فجميع الشأن خواء و كله سطو و دماء !
أو نِظارات و إدارات تضاءل عزمُها ، و خف وزنُها ، و تلاشى عزها و فخرها ، و حين غاب كبراؤها ، تعملق صغارها ، فتهتكت أوصالها ، فاستمالها بُندقُ ذهباً فذهبوا إليه و لازموه ، و استخفها وعداً فأطاعوه !!!
أو إنك ترى بندق الأخرق ما عاد بندقاً ؟ صاحب الغنيمات فجأةً قد تهرقلًَ ، و تثعلبَّ ثم تذأبٌَ ، فقتل و حرق و سحل ، ثم في ليلة سوداء حالكة غدر بندق بالعم دهب فقتله و استولى على منجمه و خزائنه و كل ثروته ، و الجبل !؟!
ثم ... و عند ظهور النسور البواسل الأوفياء أسود المقاومة ، صاحبُنا رجف و جفل ، و سرعان ما غدر بمن أطعمه و ألبسه و سلّحه و دلّعه ، فرمى به في الحبس بين جدران الحجر و أسواط الخفر !
ثم بعدها ... هاج و ماج و راج بُندُقُ و انتفخ ، ثم ألبسوه بدلةً زرقاء علّها تخفي الخطل ، و ظن صاحبنا أنه قد ملك شؤوننا كلَها و هو من يطعمُ البلاد و يحمي العباد من الخطر ! ...
ثم ، إلتحم و التصق صاحبنا بأبي القدح ، و ما أدراك ما أبو القدح ؟ فهذا لعمري أمره قد طفح ! .. فأبو القدح قد جاء به الثائرون المرابطون عند جدران داره المسلوبة ، بعد انتصار الحق على الباطل ، و دحر عهد الظلم و الطغيان و الفساد و المهانة ، ثم بعد التفكير و التمحيص ، و باتخاذ و تغليب المصالح العامة طريقاً و منهجاً ، أو كما رأوا ، إرتضى السودان بوجود أبي القدح و شلة أبي القدح على مضض ، و ليتهم ما فعلوا .. قدّر الله !
و لكن .. أبو القدح و بعد أن إرتدى قناعه ، و تمثَّل ثوريته ، سرح و مرح ، ثم تململ ، فتلوَّن ... ثم قفز خارجاً متعدياً حدودنا مستعرباً ، فلبَّى و حضر ! ثم ما لبث أن طار متهوراً يهودياً خاضعاً ، فهبط و خسر ! ثم كذب و كذب ثم شطح ... بعدها و مع حرارةِ الجو في البلاد ، و شدةِ حرارة قلوبِ الثائرات ، و كتمةِ حرارِة لجنة إزالةِ التمكينات ، لم يتحمل أبو القدح الحرورات مجتمعات فسرعان ما خلع قناعه ثم ... نطح .
... و يا ... لسخرية القدر ! ...
فكيف لي أو لقلبي ألا ينقبض و ينفطر لتلكم المقارنات و المفارقات ؟ كيف ؟!!
و لكن ! أقسم إنني ما تذكرت في يومٍ أو ساعةٍِ أولئك الأشاوس الشباب الفرسان الشجعان متقدي القرائح و متخذي الموت صديقاً ، إلا و انتفض قلبي المعتصر قبلاً فوثب ! يا لربي ! من هؤلاء ؟ و من أين جاءوا ؟ أسوداً في النضال ، و همماً كالجبال !! لا يا هذا ، فمع هؤلاء ، و جنباً إلى جنبِِ مع تلكم الجميلات الثائرات العابرات فالنصر قادم لا محالة للبلاد و العباد ، فلا جهد بُذل بلا فوزٍ ، و لا دمً هُدِر بلا ثأرٍ بإذن واحدٍ أحد .
و كلنا في الشدة بأس يتجلى ...
قدام .
//////////////////////////////
محتوى القطعة الأدبية و سرد أحداثها و كلمات الشاعرين من لطفها و شاعريتها و فنها تستحوذ عليك و تأخذ بلباب مشاعرك و تعلو بك فتنتشي .. ثم لا تلبث إلا أن تكون هي نفسها مدعاة لإجترار الأحزان و الآلام و الضيق !!؟
لأنك و مع المقال و تلك الشخصيات و ذلك الرقي و الجمال و الترف الفكري و الأدبي ، تجد نفسك تهيم في عوالم من الخيال و تسمو روحك و تحلق عالياً و ترتفع ثم ترتفع حتى تصل بك لفضاءات الكابلي "حيث لا أمنيات تخيبُ و لا كائنات تَمُر" ... ! إلا إنك و متى ما انتهيت من قراءة تلك السطور المتخمة بعظمة أرضنا الزكية ، و بذكاء قاطنيها المقرونَ بالرقة و الفكر ، و بشخصيات ذاك الزمان المفعمة بمقومات السيادة ، و سمات الريادة و النبل ، تنقطع صلاتك بحبلها ، و تختفي من خيالك شاشة عرضها و تنتهي روعة مشاهدها ، و تحس بسقوط هائل مروع و كأنك تَخِرّ من السماء لتهوي بك الريح في مكان سحيق ، لعلمك جيداً بما ينتظرك ، و بما ينضح و يطفح به واقعُك المعاش و ما أدراك ما هو !؟! ...
حيث تجد أمامك في واجهة المشهد السوداني الوطني ، أشباحاً ، و خُشباً مُسَنَّدةً ، و رويبضةً ، يتسيدون المشهد و يتصدرون أمر و شؤون ذات تلك البلاد الزكية الذكية ! عندها ينتابك الحزن الشديد ، و تغمرك كآبة قاتمة و ينقبض صدرك و يعتصر قلبك كأنما يصعّدان في السماء ألماً و بؤساً و حزناً ، و بعدها تتغشاك سحابة الهزيمة ! .... حيث يكفيك من الغم قدراً أن ترى أو أن تسمع ؛
... خبراء الدولة الإستراتيجيين أو كما يدَّعون ، يتفيهقون !... أو جمعاً من علماء الدين السلطانيين المتعسكرين و هم .. يبررون !! أو خطباء المساجد السبابين التفافين المنتفعين .. يتذللون !!!
أو زُمَراً من متدثري الكاكي المهيب ، الضراغمة حماة الحمى و العرين ، أصحاب النجوم و السيوف و النياشين ... "يتديجنون" !!؟
أو زعماء و أولياء المهمّشين أو كما يزعمون ، و قد انكشف غطاؤهم فإذا هم نفسهم الخائنون لأهلهم البائعون لقضيتهم ، الجشعون الإنتهازيون .. يا أخي لكم هم حاقدون ! و بعد أن تعروا و سقطوا ، لا اعتذروا للمهمّشين المساكين و لا قاتلوا قاتِلهم عبر السنين ، بل مازالوا متشبسين مكنكشين طامعين !؟؟
أو أولئك ... صغار النفوس الممتطين للدين وسيلة لسلب عقول الساذجين من أهلهم و المساكين ، ونهب حقوق المواطنين ، و يجعلونه معولاً لنهب زينة الحياة الدنيا ظلماً و بهتاناً و إثماً ، و مع توالي فضح ربنا لهم و لمكرهم و غشهم يوماً بيومٍِ ... مازالوا ... يتشدقون !؟!
أو أطلال أحزاب تبددت أحلامُها و تقزمت أهدافُها ، و تلاشت و بهتت أعلامُها ، فما عادوا ثائرين بل أضحوا خائرين تتجاذبهم المظاهر و الأماكن و الفتون و مازالوا .. يتعلمون !؟!
أو طرقاً صوفية ضلت دربها ، و خمدت نيرانها ، و تحشرج مسيدها ، و اهترأت خيامها ، و تهتك و كاد أن ينقطع حبلها ، ففقدت الصفوةُ صفاءها و نقاءها ، بل و ذهب نور وجهها .! كيف لا و قد تصافوا مع بُندُق ! و ما أدراك ما بُندُق ! حيث لا صفاء و لا نقاء مع بُندُق ، بل مع بُندُق فجميع الشأن خواء و كله سطو و دماء !
أو نِظارات و إدارات تضاءل عزمُها ، و خف وزنُها ، و تلاشى عزها و فخرها ، و حين غاب كبراؤها ، تعملق صغارها ، فتهتكت أوصالها ، فاستمالها بُندقُ ذهباً فذهبوا إليه و لازموه ، و استخفها وعداً فأطاعوه !!!
أو إنك ترى بندق الأخرق ما عاد بندقاً ؟ صاحب الغنيمات فجأةً قد تهرقلًَ ، و تثعلبَّ ثم تذأبٌَ ، فقتل و حرق و سحل ، ثم في ليلة سوداء حالكة غدر بندق بالعم دهب فقتله و استولى على منجمه و خزائنه و كل ثروته ، و الجبل !؟!
ثم ... و عند ظهور النسور البواسل الأوفياء أسود المقاومة ، صاحبُنا رجف و جفل ، و سرعان ما غدر بمن أطعمه و ألبسه و سلّحه و دلّعه ، فرمى به في الحبس بين جدران الحجر و أسواط الخفر !
ثم بعدها ... هاج و ماج و راج بُندُقُ و انتفخ ، ثم ألبسوه بدلةً زرقاء علّها تخفي الخطل ، و ظن صاحبنا أنه قد ملك شؤوننا كلَها و هو من يطعمُ البلاد و يحمي العباد من الخطر ! ...
ثم ، إلتحم و التصق صاحبنا بأبي القدح ، و ما أدراك ما أبو القدح ؟ فهذا لعمري أمره قد طفح ! .. فأبو القدح قد جاء به الثائرون المرابطون عند جدران داره المسلوبة ، بعد انتصار الحق على الباطل ، و دحر عهد الظلم و الطغيان و الفساد و المهانة ، ثم بعد التفكير و التمحيص ، و باتخاذ و تغليب المصالح العامة طريقاً و منهجاً ، أو كما رأوا ، إرتضى السودان بوجود أبي القدح و شلة أبي القدح على مضض ، و ليتهم ما فعلوا .. قدّر الله !
و لكن .. أبو القدح و بعد أن إرتدى قناعه ، و تمثَّل ثوريته ، سرح و مرح ، ثم تململ ، فتلوَّن ... ثم قفز خارجاً متعدياً حدودنا مستعرباً ، فلبَّى و حضر ! ثم ما لبث أن طار متهوراً يهودياً خاضعاً ، فهبط و خسر ! ثم كذب و كذب ثم شطح ... بعدها و مع حرارةِ الجو في البلاد ، و شدةِ حرارة قلوبِ الثائرات ، و كتمةِ حرارِة لجنة إزالةِ التمكينات ، لم يتحمل أبو القدح الحرورات مجتمعات فسرعان ما خلع قناعه ثم ... نطح .
... و يا ... لسخرية القدر ! ...
فكيف لي أو لقلبي ألا ينقبض و ينفطر لتلكم المقارنات و المفارقات ؟ كيف ؟!!
و لكن ! أقسم إنني ما تذكرت في يومٍ أو ساعةٍِ أولئك الأشاوس الشباب الفرسان الشجعان متقدي القرائح و متخذي الموت صديقاً ، إلا و انتفض قلبي المعتصر قبلاً فوثب ! يا لربي ! من هؤلاء ؟ و من أين جاءوا ؟ أسوداً في النضال ، و همماً كالجبال !! لا يا هذا ، فمع هؤلاء ، و جنباً إلى جنبِِ مع تلكم الجميلات الثائرات العابرات فالنصر قادم لا محالة للبلاد و العباد ، فلا جهد بُذل بلا فوزٍ ، و لا دمً هُدِر بلا ثأرٍ بإذن واحدٍ أحد .
و كلنا في الشدة بأس يتجلى ...
قدام .
//////////////////////////////