أجمل ما قيل في العشق ..بين الجنرال قوش والصحفي ضياء الدين بلال وحديث الأوصال … بقلم: سارة عيسي

 


 

سارة عيسى
24 February, 2009

 


قال الشاعر :
له أيادي على سابغة ..اُعد منها ولا أعددها
رحلة الشعراء مع السلاطين ليست بالأمر الجديد ، في تاريخنا العربي قد نقرأ ما أنشده أبو الطيب المتنبئ في حق كافور الأخشيدي ، ويقول القوميون العرب أن أبو الطيب المتنبئ قد جازف بسمعته عند وصف كافور الأخشيدي، العبد ،  بالبحر ، وقد قلل من قدر سيف الدولة الحمداني ، العربي ، عندما قارنه بالساقية بالنسبة إلي البحر ، هذا التهافت على كافور سببه المصلحة الذاتية ، فقد كان أبو الطيب المتنبئ يطمح إلي نيل الولاية ، لذلك كما وصفه العروبيون بأنه باع موهبته للشيطان ، فكافور الأخشيدي كان رجل دولة وسياسة ولم يكن يهمه المديح أو الهجاء ، خطب أحد الولاة في العراق فقام أحد السامعين وعلق على الخطبة : سيدي لقد أتيت الخطابة وفصل الكتاب فرد عليه الأمير : كذبت ذلك نبي الله داوود .
قرأت رباعيات الصحفي ضياء الدين بلال في " تأليه " الفريق أول صلاح عبد الله قوش ، ربما يكون هذا مقاله الثاني الذي يمدح فيه سعادة الجنرال من دون مناسبة  ، حتى كاد أن يقول ..سيدي لقد أُتيت الخطابة وفصل الكتاب ، الفارق الكبير بين الحالتين أن الجنرال قوش ليس متحدثاً بليغاً مثل ذلك الأمير الأموي ، لكن عين الرضا عن كل عيب عليلة ، الجنرال قوش قال : سوف نقطع أوصال من يؤيدون المحكمة الدولية ، والذين يشتهون وجبة " الكباب " أن الأوصال هي مرحلة متقدمة  بعد تكسير العظم ، ويا ترُى ماذا سيفعل سعادة الجنرال بالكباب البشري بعد تقطيعه ؟؟ وحتى الآن بقى الجنرال قوش بعيداً من دائرة الإتهام ولكنه إن قطع أوصال الشعب السوداني كما جاء في الوصف ، على ما أعتقد أن نظامه ليس بقوة المانيا النازية  والتي أستخدمت أفران الغاز لتفتيت الرماد البشري ، والنتيجة كانت الهزيمة والخيبة ومحاكمات نوريمبرج الشهيرة ، لن يسمح المجتمع الدولي بتقطيع الأوصال وقطع الأعناق ، فهذه اللغة الوعرة يستخدمها رجال الإنقاذ كلما أدلهمت الخطوب وحاصرتهم الأزمات من كل جانب  ، توقعت أن يقول الصحفي ضياء الدين بلال ..لا لهذه اللغة الوعرة ..لا لهذا الخطاب الأهوج الذي لن يضع حداً للأزمة بل يطرح القرائن التي تفيد أن رجال الإنقاذ بالفعل  متورطون في جرائم الحرب ، ولا زال خطاب الرئيس البشير في الفاشر الذي طلب فيه من جنوده ممارسة القتل وليس الجرح فقط ، لا زال هذا الخطاب الدامي يستخدم للتدليل على عنف نظام الإنقاذ ، وقد سبب هذا الخطاب للإنقاذ حرجاً كبيراً لأنه إعتراف أمام الملأ أن النظام لا يحترم قوانين الحرب ، وقد كتبت أكثر من مرة وأنا أتناول تحليل نظام الإنقاذ أنهم دائما يفضلون مواجهات الداخل على مواجهات الخارج ، وقد أستثنى الجنرال قوش البعثات الدبلوماسية الأجنبية من حفلة شواء الأوصال البشرية  ، ووصف بلاده بأنها ترعى حقوق الضيوف ، وبين هؤلاء الضيوف الكرام هناك ثلاثة دول رفضت بصورة قاطعة تأجيل ملاحقة الرئيس البشير لمدة عام ، ونعود لإنشاد الأخ ضياء الدين بلال الذي وصف الجنرال قوش بأنه يرى ما لا يراه كل أهل السودان بحكم منصبه ، ومن هنا أتفق مع الزميل ضياء الدين بلال ،  وقد رأى أهل السودان حركة العدل والمساواة في كرري وكبري أمدرمان وقرب مستشفى التيجاني الماحي ولمدة ثلاثة أيام لم يدخل أمدرمان مسؤول حكومي واحد إلا بعد أن تأكد لهم أن الدكتور خليل إبراهيم قد أنسحب بجنوده  ، والسؤال الذي لن يجيب عليه إلا الدكتور خليل إبراهيم أين كان رجال الإنقاذ في تلك الليلة ؟؟ الشعب السوداني ينظر ببصيرته ولا ينظر بعواطفه ، والحديث عن تقطيع الأوصال وجز الروؤس يصلح " لهرشة " الذين قالوا : الرئيس جلدوا جلدنا ولن نجر فيهو الشوك ، لكن هذا الخطاب لن يخيف القادة من أمثال القائد سلفاكير أو خليل إبراهيم ، هؤلاء يملكون نفس لسان وسلاح الإنقاذ ، فإن تقدمت بفتر غدر تقدموا إليها بباع منه ، ربما يقول البعض أن الأخ ضياء الدين بلال يريد أن يكون بمثل مكانة هيكل من عبد الناصر أو بمثل مكانة موسى صبري في زمن الرئيس السادات ، لذلك يطنب في تهويل مقدرات رئيس المخابرات والأمن الوطني والذي وصفه بعض المراقبين بأنه المرشح الوحيد لحكم السودان في حالة تنحي المشير البشير ، أي أن الصحفي ضياء الدين بلال يواعد القدر قبل أن يحل محله ، وقد نهى الرسول ( ص ) عن أكل الثمر من غير أن يحل أوانه ، وأتمنى أن يكتب أصحاب القلم عن مصير أهل السودان وليس عن مصير الرئيس البشير ، يحتاج أهل السودان للصحة والدواء والتعليم والتنمية ، ليسوا في حاجةٍ إلي مهندس يقطع الأوصال ويقطع الروؤس إن حان قطافها .
سارة عيسي
sara_issa_1@yahoo.com


 

 

آراء