أجهزة المعمل أم دماء الشهداء؟؟؟؟؟؟

 


 

بشير اربجي
20 March, 2022

 

اصحي يا ترس -
تداولت وسائل الإعلام نقلا عن وكالة الأنباء الرسمية أن عضو مجلس السيادة الانقلابي المعين بواسطة البرهان، وعبر ترشيح من أحد قطط العهد البائد السمان عبد الباقي الزبير قد قام بزيارة للمعمل القومي (استاك)، للوقوف على حجم الدمار الذي أحدثته قواتهم الانقلابية بالمعمل حسب خبر الوكالة، عازيا التخريب الذي حدث لبنك الدم المركزي لمطاردة قواتهم للثوار داخل المعمل، لكن ما حدث بالمعمل لم يكن مجرد تخريب فقط من القوات الانقلابية بل كان متبوعا بسرقة هواتف للعاملين بالمعمل من فنيين وأطباء وإداريين،
وحتى إن صدقنا أكاذيب الانقلابيين وقواتهم الغادرة فمجرد تخريب معمل قومي مثل بنك الدم المركزي، ينفي عن مرتكبوه صفه الإنسانية ناهيك عن الوطنية التي حاول هو ووالي الخرطوم التشدق بها، كما قاموا ببث المزيد من الأكاذيب عليها بأنها كانت نتاج مطاردة لثوار داخل المعمل الذي تم تخريبه ونهب ممتلكات العاملين به، ورغم ذلك لم تقم القوات الغازية التى خرج عضو المجلس الانقلابي من مكتبه للدفاع عن جريمتها بتقديم متهم أو معتقل واحد ممن أدعي مطاردتهم لها، وحتي إن لجأ الثوار السلميين للمعمل القومي للاحتماء من قمع القوات الانقلابية، فليس هناك من مبرر لمطاردتهم داخله وتكسيره بهذه الطريقة وسرقة ممتلكات العاملين به، لكنه الكذب البواح الذي يقوم به قادة الانقلاب الآن فهم يعلمون ويعلم من حاول الدفاع عن قواتهم نفسه، أن قواتهم ما فتئت تقتحم المشافي وتمنع المصابين من العلاج بل وصل بها الأمر حد منع تشييع جثامين الشهداء الذين تقتلهم بكل برودة الدم، وتلقي القنابل المسيلة للدموع لتفريق المشيعين بكافة مناطق الخرطوم، وتضرب حتى خيام العزاء التي تقيمها أسر الشهداء أمام منازلهم.
وإن كان عضو المجلس الانقلابي يعتقد أنه يعمل مع هؤلاء الانقلابيين وفق قانون يحترم المشافي، فليعلمنا أولا هل احترموا الأنفس التي ترفض حكمهم لها بالحديد والنار، لكن يبدو أن الرجل لا يدري أن قادة الانقلاب العسكري قد عينوه هو وبعض أعضاء النظام البائد لإضفاء نوع من الشرعية المفقودة على انقلابهم، أو أن سكرة السلطة قد أعمته عن جرائم القتل التي ارتكبت تحت رعايته وبقية الانقلابيين حتى أنه يري أن اقتحام المعمل أهم من أرواح الشهداء، فهو لم يتحرك ولم يتحدث تجاه أي قنص لشهيد بينما حركته مقتنيات الدولة على أهميتها، وحاول أن يجد لقواته الانقلابية الأعذار هو ووالي الخرطوم المعين عبرهم، لكن نقول لعضو المجلس الانقلابي ولكل من يعمل معه، إن الشعب السوداني يضع على رقابكم دماء 87 شهيد قنصتهم قوات سيدكم برهان وسيدكم الآخر حميدتي، ولن تنطلي على أحد ما تحاولون أن تدعوه من وداعة كاذبة فأنتم وهم سواء فى غدركم وتعطشكم لدماء الشهداء، وأنتم مسؤولون من قبل الشعب وأسر الشهداء أمام الله إن كنتم تظنون أنكم ملاقوه، وهو قطعا سيسألكم عن الدماء التي حرم سفكها إلا بالحق قبل أجهزة المعمل القومي، وسيعمل الشعب السوداني وثواره الأماجد على عدم افلاتكم من العقاب هنا وتذهبون لتحاسبوا عند مليك مقتدر عن ما اقترفت أيديكم، وما ذلك على الله ببعيد.
الجريدة

 

آراء