أحبك يا رشا شيخة الغناء السوداني
معليش يا سودان معليش .. أخدوك ناس الجيش
زارت مدبنة تورنتو الملكة الفنانة المطربة الملكة المتوجة شعبيا رشا شيخ الدين جبريل فاعتلت خشبة المسرح بنشاط دافق يحيط بها ميسرة ووليد وحمد وطارق شنقة ، وزجاجة ماء بارد
وزجاجة ماء بارد وفستان حشمة خطفت به الأضواء ، فكانت حديث الفقراء أمثالنا والأغنياء ، وأجبرتني على حضور حفلتها حتى النهاية غصبا عني ، فقد سمعت عشرات الأصوات الغنائية ولكن
رشا وهبها الله صوتا مختلفا ،في
أمتحان الصوت الشفهي للألتحاق بمعهد الموسيقى والمسرح طلب أسماعيل عبدالمعين من علي مهدي أن يقلد نغمات عزفها على البيانو ففعل ، فقال له
عبدالمعين : أيه ده ، أيه الخرة ده !!
حقيقة وبلا أي مجاملة صوت سوداني أصيل ، رائع والما سمعونص عمرو ضايع، وما زلت أذكر السعادة التي غمرتني عندما أستمعت لألبومها الأول " سودانيات " ،والفرحة التي صاحبتني في زورق أغنياتها في تلك الحفلة .
لمدة ساعتين تغني شمالا
وجنوبا ، شرقا وغربا لدرجة الجالس بجواري قال لي : دنقلاوية ونجحت ! قلت له ولكنها
ليست دنقلاوية أنها
سودانية .
لأكثر من عشرين عاما وأنا أتابع أل جبريل ، اسرة مجبولة على حب الفن والحياة ،رشا واحدة من 11 شقيقة وشقيق ، أختها الفنانة الرائعة تماضر ، جاءت ذات يوم ألى تورنتو وقدمت مشهدا تمثيليا قصيرا مع الفنانة الممثلة الشهيرة تحية زروق ، لاحظت أن الجمهوريرغي ويثرثر ، غضبت وخاطبتهم بحرقة ، الجمهورالسوداني قطاع عريض منه لا يحترم الفن ! من أشقائها المقداد المترجم والمحرر الأذاعي ، وتبارك الفنان التشكيلي ومصمم أفلام الأطفال تخصص نادر جدا على مستوى العالم ، والوافر وصادق في التأليف الموسيقي ، وتلك العفاف عازفة العود الماهرة .
صوتها حاليا هو وجعي ووجعنا جميعا ، ونحن نري وطنا يتوجع ويحتضر .. يتألم يصرخ يستنجد ولكنه زاخر بالموسيقى والغناء الجميل مثل غناء رشا ، مليء بالأصوات الشجية والأنشاد الصوفي والمقاومة والعصيان ضد الحرب والفقر والتفتيت ، لله درك يا رشا هل أنت من مواليد 1972 ؟ ووالدك من دنقلا وأمك من هدندوا !نصف قرن من
الأبداع !وربع قرن من
الغربة !خارطة الوطن تصغر وأنت تكبرين وتشيخين با شيخة الغناء السوداني !!!!
هل انت غرناطية أم أم درمانية أم سودانية ؟ ملامح وجهك تقول أنك ثورية لكن معليش يا سودان أخدوك الجبش ، تماما كما تغنين !
badrali861@gmail.com