أحقا هى انتخبات حره أم استفتاء على رئاسة الجمهورية! … بقلم: تاج السر حسين
31 March, 2010
• أحد المتحدثين فى حفل قاعة الصداقه لدعم لترشيح البشير صدق لسانه حينما قال يذهب الموظفون الى مكاتبهم فى الصباح الباكر (زعلانين) ويرجعون فى العصر زعلانين !
royalprince33@yahoo.com
لا أدرى كما يقال بلغة (الرياضيين)، ذلك المتحدث كان (شايت وين)؟ وهل جاء لدعم البشير أم لأسقاطه؟
وهل هذا المظهر الذى سمى بدعم الرياضيين لترشيح البشير رئيسا للجمهورية وشاهدناه بالأمس يبث على قناة النيل الأزرق مباشرة بعد المؤتمر الصحفى اليومى الذى ترعاه وكالة أنباء السودان ويقدمه الأعلامى (بابكر حنين) والذى تحدث فيه مرشح الحركه الشعبيه (ياسر عرمان)، وكأن الأمر مقصود ومدبر وهذا امر اعتاده المؤتمر الوطنى فى محاربته للخصوم والمعارضين له حتى فى مجال الثقافة والفن والأدب منذ ان كانت قياداته تعمل فى الأتحادات الطلابيه بالجامعات.
ولكى أدلل على ما اقول، أذكر واقعة واحده شاهد عليها شخصيا، أسسنا قبل مدة منتدى ثقافى واعلامى فى القاهرة بأحد الدور السودانيه، لم يكرم فيه سياسى أو مسوؤل مطلقا بل تم تكريم عدد من الشعراء والأدباء والرياضيين أحياء وأموات، وحينما استعصى على المؤتمر الوطنى اختراق ذلك المنتدى باساليب عديده رصدناها، تم التفكير فى تاسيس منتدى مواز فى السفاره الهدف الرئيسى منه القضاء على مثل هذه المنتديات العصيه على المؤتمر الوطنى، وفشل ذلك المنتدى فشلا زريعا فاهدافه كانت محدوده وقاصره ولأنه لم يؤسس من اجل عمل طيب وأنما على ضرار، وافضل ما حققه من نجاح هو نسفه للمنتدى الثقافى الذى رفض من يديره أن يركع للمؤتمر الوطنى، وأن تكون له فيه مكانه لا تمنح لباقى الأحزاب والحركات السياسيه السودانيه فى مصر.
ومن الاسرار التى ما كنا نبوح بها وبعد أن تأكدنا من محاولاتهم المستمره لضرب ذلك المنتدى الذى كنا نصرف عليه من مما هو متاح للدار من موارد ومن جيوبنا الخاصه لا من مال الوطن أو السفاره، اصبحنا نعلن عن يوم المنتدى قبل فتره ثم نغير ذلك اليوم قبل وقت لا يمكنهم من ضرب المنتدى الذى قدم للثقافة السودانيه ما لم يقدمه من عاشوا فى مصر لأكثر من 50 سنه، لأنهم كانوا بهتمون بمصالحهم الشخصيه وبما يملأ بطونهم وجيوبهم وخلاف ذلك من غرائز حسيه، ويشهد على الأثر الذى أحدثه ذلك المنتدى عدد من شرفاء الشودان فى مصر لا المتسلقين وحارقى الأبخره والمطبلاتيه وكتبة (السلاطين) المقتحمين لمجال الثقاقه دون زاد!
وبالعودة لأحتفاليه الأمس بقاعة الصداقه التى هزمت اى مصداقيه أو مجهود بذل من اجل تحول ديمقراطى حقيقى وأحبطت كل من كان يظن بأن الأنقاذ غيرت ثوبها وجلدها الذى كشفت عنه فى 30 يونيو 1989.
لقد ظهر واضحا أن المؤتمر الوطنى يريد أن يجعل من هذه الأنتخابات استفتاء على رئاسة الجهورية لا يرضى عن نتيجتها اذا نقصت عن 99 %، على طريقة الأتحاد الأشتراكى والقياده الملهمه.
تلك الأحتفاليه التى تحدث فيها وزير الأعلام الأتحادى وهو فى الأصل حزب أمه (قومى) خرج عليه وأنضم الى حزب الأمه (الأصلاح والتجديد) ثم خرج على الأخير واسس حزب أمه فرع للمؤتمر الوطنى مثلما فعل (لام أكول) مع الحركه الشعبيه وسماه (حزب الأمه الأصلاح والتنميه) ولولا علاقته بالمؤتمر الوطنى الحاليه والوزاره التى غاية طموحه أن يعود لها، لرأيناه فى الغد يؤسس حزب أمه جديد تحت اسم (الأمه الأصلاح والتنميه والتصدير)!
انها فضيحه ومهزله ما بعدها مهزله أن نرى وزير الأعلام القومى يقود حمله لفوز مرشح هو الرئيس الحالى، وليته فعل ذلك من أجل دعم مرشح من حزبه!
ومن الطرائف التى شاهدناها وسمعناها، كانت خلال حديث الكابتن أمين زكى الذى نعرف بأنه من أفضل من لعبوا كرة القدم فى السودان وهو من الذين شاركوا فى الأنجاز الوحيد الذى حققه السودان فى مجال كرة القدم عام 1970، لكننا لم نعرف أمين زكى كمتحدث فى يوم من الأيام حتى فى القضايا التى تخص نادى الهلال، وحتى تحليله لمباريات كرة القدم يشوبه كثير من الضعف رغم مؤهلاته العاليه فى هذا المجال لذلك لم تستعن به الفضائيات المحليه أو الخارجيه، وقال أمين زكى بأنه سوف يتحدث بشجاعه فأنتظرنا القتبله التى سوف يفجرها كابتن أمين زكى، وتوقعنا ان تأتى مثل قنبلة المتحدث الذى سبقه الذى أدلى بشهادة قال فيها (انه لاحظ للموظفين جميعا وهم يقفون فى الشوارع ينتظرون المواصلات ذاهبين لعملهم وهم زعلانين ويعودون كذلك زعلانين)!
وهذه ملاحظه وحدها تكفى لتبين حال الشعب السودانى المسكين المغلوب على أمره الذى وصلت درجة الذله والمهانه به من الأنقاذيين أن يضغط ويجبر للتصويت لصالح مرشح تسبب فى معاناته وقتل ابنائه وأخوانه فى الجنوب ، بل هذا الفعل الأخير كان أكثر ما افتخر وتشرف به البشير رغم معارضته لنظام النميرى والصادق المهدى كما ذكر فى كلمته التى القاها على ذلك الحشد، بدلا من أن يندم ويتأسف ويعتذر لمشاركته فى ذلك القتل والدمار من أى موقع كان.
الشاهد فى الأمر أن الكابتن أمين زكى لم يقل شيئا غير انه يؤيد ترشيح البشير لأنه كان سكرتيرا لنادى كوبر، ومن هذا المنطلق فهو زميله فى الرياضه مثلما كان زميله فى القوات المسلحه.
وحتى اللحظه لا أدرى ما هى الشجاعه التى كان يحتاجها كابتن أمين زكى ليقول هذا الكلام العادى جدا وهو معلم وضابط سابق فى الجيش دون شك لا تعوزه الشجاعه الأدبيه لكى يتحدث!
ولا أدرى هل (قرصته) المنصه أو الجهه التى أدارت ذلك اللقاء مثلما قرصت المتحدث الذى سبقه واستعجلته بالأنتهاء من حديثه بعد أن بدأ فى القذف (بالدراب) ؟ فقرصت أمين زكى حتى لا يفصح عما بداخله لذلك (تلجلج) وختم حديثه ونزل؟
وعلى كل فمثل هذا الحشد وماسمى باللجنه القوميه لدعم مرشح صورة سافره للخروج عن أدبيات وقيم وأخلاق الديمقراطيه المعروفه ومثل هذا التصرف لا يسمح بتحول ديمقراطى حقيقى ولى تحقيق السلام أو الوحده الطوعيه، ومن يقومون بهذا العمل وينظمونه ويجنون من خلفه العديد من الفوائد معروفين ومرصودين وهم دائما مثل الخنجر المغروس فى خاصرة الوطن، يجنون مع الآخرين نعيم الديمقراطيه حينما تسود وتحكم حيث لا تسمح بمعاقبتهم العقوبه التى يستحقونها، ويعملون على دعم الشموليه والديكتاوريه وأستمرارها لأنها تحقق لهم مطامعهم حتى لو لم تكن لهم صلة فكريه بها!