أحلام صحافي مغمور

 


 

 



انتظرت كثيراً لأجد موعداً لألتقيه . وأعلم أن الصحافة مكروهة لديه دُنيا وآخرة ، ولكن منْ يُرشي "الملائكة" الأطهار  الذين يحيطون به لأجد منفذاً لمجالسته ؟!. طوقٌ حديدي يحول بينه والآخرين ، فوق المعروف من الحيطة اللازمة و ضرورات أمن الوظائف العُليا.يمنعون عنه الكل. يدققُون على الجميع، لا سيما الذين هم من خارج التنظيم .

أصحاب الأغراض كثيرون في قائمة المواعيد.المنتظرون والمنتظرات، يسألون عن الحاجات وأمرهم أيسر من أمري ، فهنالك أسرار وتمائم تحوم في المكان ، ولغة الجسد تكاد تكون مسموعة . لستُ شبيهاً  بما حولي من بشر ، فلا ذقن لي ولستُ مُحجّباً . لذا تأخر الأمر الذي اسعى لانجازه كثيراً  وسبقتني الأحداث . قلت لنفسي سأُحْدِث خبطاً صحافياً ، وأتسلق السُلم عتبة إثر أخرى لو اتبعت السير جوار الحوائط المنيعة دون أن يشتّم رائحتي أنوف الكلاب البوليسية السياسية ، التي تعرف كيف تنتقي .

رغبت أن أكون مثل غيري من الذين امتهنوا الصحافة . درست الإعلام مهنة ،واحتطُ كثيراً في " الفيس بوك " و" تويتر " وامتنعت عن الكتابة في المدونات المكروهة . عزمت أن أسلك الطريق القويم لأكون غزالاً في أعْيُن قِردة التنظيم ، وأبدو لهم كالمستترين من أهل النظام الذين لا يعرفهم أحد  . ربما أصبح صحافياً مرموقاً ، ولو بالجلوس إلى الذين صعدوا  للسلطان بقوة التنظيم وضعف الآخرين. ربما أخرج من هذا اللقاء إلى الفضاء الحُر ، إن فشلت .  و في أسوأ السيناريوهات ربما أذهب إلي أحد السجون الخفيّة تحت الأرض التي يعرف سطوتهها الجميع ولا يعرف مكانها إلا القائمين على أمرها . عليها غلاظ شداد ، في أواسط عمر الشباب وليسوا بملائكة أطهار مثل الذين أحسنّا فيهم الظن ، أو أنني  أخرجُ من عنده بخيارٍ أفضل : سبق صحافي له ما بعده.

بعد أن تخطيت الكثير من الحواجز ،اختصرت المسوَّدة التي قدمتها لمدير مكتبه ليراجعها  هو وكل  المستشارين في أركان التنظيم  وشبكاته المعقدة التي تأخذ كل واحدة منها أوامرها ممنْ تَتبع له . قبل اللقاء ، قلت في نفسي : "على الأقل أشغلهم وأُحللُ مرتباتهم التي رغم الضائقة ، لا يعرف سقفها  أحد."

(1)

عرفت أنه لديّ  عشرة دقائق للحديث الصحافي ، فكان من الطبيعي الإيجاز . الحوار سيكون عن القضاء وشرائح من الدستور ، والأوجاع القديمة المتجددة  وبعض الخاص . عاهدت نفسي ألا نتحدث حول "مثنى وثلاث ورُباع ". فقد خشيت أن يظنوا بي السوء أو أني سأخرب المساكن الفخمة ،الجميلة والحصينة ، و أسعى لتشريد موظفي الأمن وسائقي سيارات النساء والأطفال والخدمات ، أو أوقف  مرتبات السكرتارية وحسابات المجمّعات الغذائية أو عمال النظافة و الطباخين والعاملات على البديكير ، والمنيكير وغسيل " المُخ " بالشامبو" وغيره!.

(2)

طلب فخامته لقائي منفرداً ، فعرفت أنني قد حُظيت بمحبة لا تتأتى إلا نادراً ، وهو  ما يمنحني قبضةً من خُبز الجسارة ، في وقت أغلقت معظم  الصحافة ودور الثقافة ومنظمات المجتمع المدني أبوابها بقوة قانون خفي لا يعرفه إلا الذين ينفّذونه  .
قبل لقائي بفخامته في الميعاد المضروب ، جلست وانتظمت بهدامٍ  " سفاري ومادي " لا يُثير ضغينة ولا حسد. جلست طويلاً ، وانتظرت بلا ضيافة ، إلى أن أحسّ أحدهم أنني سأنتظر فوق الست ساعات ، لأن فخامته لديه مجموعة من أهل الريف  يقولون  تُريد " ولاية " جديدة لنفسها ، فأمر لي بكوب من الشاي الأحمر  ومدّ الصبر رحابته بمؤانسة النفس سراً  ، وأعيد ترتيب الأولويات مع توقُع المفاجآت . كنتُ أحس أن العيون تُتفحصني وتراقب أنفاسي . رنّ هاتفي النقال وهاتفني أخي ، وقلت له على عجل "سأتصل بكَ  عندما أفرغ " وأغلقت الهاتف . ثم تراجعت فقمتُ بتحويل  صوت الهاتف إلى الهزاز  وأبقيته مفتوحاً ، لأترُك للمتصنتين من على البُعد فُسحة ليُراقبوا الذين يتصلون بشخصي علّهم يتأكدوا من خلو تاريخي من المشتبهين والأعداء و سوء الظن المُحتمل .

(3)

اتّبعت كل الحَيْطة اللازمة ، فقد عَلمتُ بحاستي التي أحسبها السادسة ،أنني كنتُ مراقباً طوال شهر مضى : أين أقضى وقت فراغي إن كان هنالك من وقت  للفراغ ؟، أو تَتبُع خُطاي إلى المسجد القريب  لأداء فروض الدِّين بانتظام ، حتى اطمأنوا أنه قد لفحتني رياح الطُهر والعفاف وأن علاقتي بالدِّين لا تشوبها شائبة ولا خوف مني ، لأني لا أنتمي للمعروف من واجهات السياسة ، ولا أي من منظمات العمل المدني ، فقد كنتُ أدخل الدور جميعاً كمستمع ومسجل للوقائع بحكم المهنة الصحافية ، وأكثرتُ التقيَّة في نقل الأخبار كما أوردتها وكالة الأنباء الرسمية  . لا أُحلل إلا الأخبار الخارجية التي ليس لها علاقة بأهل البلد ، من بعيد أو قريب ! .وتلك هي التي دلَّت عليَّ كصاحب مهنة رمتني في الطريق الذي يسلكون.

(4)

دلفتُ داخل الجنّة الدنيوية الصغيرة :
جلس فخامته في صالة فسيحة ، مزينة بالمقاعد والوسائد والستائر والطاولات بمزهرياتها .الآيات القرآنية مكتوبة على سجاد الحوائط ، والنقوش الوردية على سجاد الأرض والديكور المُترف أخذ راحته في المكان. اقتربت من فخامته  وألقيت بتحية الإسلام  ، وهي آخر التمائم للقبول الحَسن ، فانبسطتْ أسارير وجهه ، فحمدت الله في سري. رد السلام وأشار بيده فجلست . رأيت على المنضدة ورق مطبوع  ، فأحسستُ أنها للاستذكار الأخير قبل اللقاء .

(5)

افتتحت الحديث بالسؤال عن الهواية لكي أمهد لما بعد ذلك ، وأعلم أنها خارج البرنامج .
قلت : ( أسأل فخامتكم عن  الهواية؟ )
قال :( حقيقةً ،هوايتي قراءة القرآن ، فهو متعتي عندما أخلو بنفسي .)
فقلت مباشرة  : (ما رأيك في الدكتور الذي اختلفتُم معه منذ زمان ؟)
*
صمتَ بُرهةً... ،
ثم قال : (حقيقةً ، قضيته معروفة ، وقد قلنا من قبل أنه آن له أن يجلس في " التبروقة       ويقدم لنا علمه في أصول الدين والعقيدة والتوحيد والفقه من أجل الشارع الإسلامي         العريض ، فهو عالمِ ومثقف له إسهاماته التي لا ينكرها أحد، وقد كان من المؤسسين       للحركة الإسلامية ، لكنه رغم كِبر سنه يريد السلطة لنفسه ويريدها خالصة له ولا يقبل       مشورة أحد. والموضوع برمته قتلناه بحثاً .)
*
لم أكن أتوقع رداً مقتضباً عن عُشرة ليس بالهين اختصارها في كلمات .كنتُ أحسب أنه قد تجاوز الغضب المعهود عند تناول الخلافات الداخلية وأبطالها الذين عاشرهم في التنظيم. تراجعت ماكينة السماح ، وقد بدأ لي غضبه من نظرة  ثابتة ثاقبة في وجهي ،كأن العفاريت تتقافز أمامه ، فقررت  ألا أجازف ، كي لا  أخسر موضوع اللقاء  برمته، واكتفيت برده .
*
سألت فخامته : ( ما هو دور القضاء وأهميته في الدولة .)
قال فخامته  مُبادراً  :( حقيقةً  ،أنا لا أحب القضاء ، و السلف الصالح يتحسسون منه  ويتوجسون خيفةً ، فهو جهاز يحتاج المراقبة ، يتقلب القضاة على صراط بين الجنّة والنار . لقد جلب لنا  الجهاز الكثير من المشكلات  ، فالسلطة القضائية  ورجالها يعرفون أنهم مسئولون أمامي . وكل ذلك معروف ومبين في مواد           الدستور ، ولكنهم أيضاً لهم واجباتهم وقد قمنا بتحسين مرتباتهم  ومخصصاتهم كي لا تحوجهم الدُنيا ولكي يكون حكمهم مُنزهاً عن الحاجة والغرض  )
*
قلت : ( نعم ..،  فرئيس القضاء في الجمهورية الفاضلة  هو رئيسٌ للسلطة القضائية القومية  ورئيسٌ للمحكمة العُليا ، وهو أيضاً مسئولٌ عن إدارة السلطة القضائية أمام فخامتكم . وذلك بخلاف المعروف في كل دساتير الدُنيا ،من فصل السلطات الثلاث التنفيذية والتشريعية والقضائية  عن بعضها . ما رأي فخامتكم في فصل السلطات  ؟)
قال فخامته: (حقيقةً ،منْ قال إن السلطات عندنا متداخلة ؟، فللقضاء عمله وأنا لا أتدخل في عمل أحد !.)
*
قلت : (في الدول المتقدمة عادة : المُدعي العام تابع للسلطة القضائية فلماذا أنتم مختلفون عن المعتاد في كل الدول  ؟ )
قال فخامته : (حقيقةً ،وزير العدل هو المستشار القانوني الأول للحكومة ويتولى سلطة الادعاء العام على المستوى القومي. وهو يتبع للسلطة التنفيذية ، ويتولى أيضاً متابعة الافتراءات والضلالات المُعارِضة.)
*
قلت : ( عفواً سيدي ..، ما رأيكم في فخامة المنتخب في دولة تُجاورنا وقصته الدرامية مع   القضاء  ؟)
قال فخامته : ( حقيقةً ، هؤلاء  تربطنا بهم صلات طيبة ، فقد كانوا في زمان قديم لنا قُدوة  حسنة . واليوم أظهرنا المولى بتجربتنا وبنقائنا ، وصارت لنا عليهم درجة، وخبرتنا حقيقةً صارت أكبر ، فصرنا اليوم نقدم لهم المشورة ، وهم يسمعون باهتمام ، وسوف  يكون بين دولتينا تعاوناً كبيراً يصب في مصلحة البلدين .)
*
قلت : (لماذا وافقتم على " تقرير المصير " في وقت تعرفون أن حوالى 80% من الثروة البترولية في الجنوب ، وهذا يضر بقضية الأمن القومي للدولة  المُتبقية ؟ )
فقال فخامته :( حقيقةً ،جنوب الوطن قضية تدخلت فيها قوى الاستكبار ، وقد خيرونا أن  نتنازل عن الشريعة ورفضنا ، وقد تم النص على الشريعة لشمال البلاد ، بعد أن علمنا أن الجنوب وقادته والذين يدعمونه هم أمريكا والمعسكر الغربي . هم ماضون في أجندتهم . وواجهنا كل دول العالم بالصبر على المكاره ،وعلمنا أن المستهدف هو الإسلام. و " قَرشنا الحصى "وضحينا بالمال من أجل الإسلام والسلام .)
*
قلت : (وهل تمّ السلام ؟ )
قال فخامته : ( حقيقةً ،إلى الآن عملنا كله من أجل السلام. ونحن أول دولة اعترفت       بجنوب البلاد. ولكن كما تعلم المستهدف هو الإسلام والدولة الإسلامية التي بنيناها " طوبة طوبة " وتحملنا من أجلها المال والشهداء .)
*
قلت : ( يقولون إن دولتكم بها ترهُل كبير في الوظائف السيادية والإدارية العليا ، عدد هائل من الولايات ،و كل ولاية : حاكم ومجلس ومحافظين ووزراء  ومحليات وكم هائل من الوظائف العليا ، وهي  لا تتناسب مع حجم دولتكم ، وتكلفتها مع الحالة  الاقتصادية. ما رأي فخامتكم في الموضوع ؟.)
قال فخامته : ( حقيقةً الفدرالية هو خيارنا لحل مشاكل البلاد . وأمريكا التي يقولون هي الدولة العُظمى تعمل بنظام فيدرالي . لكن في وضعنا الاقتصادي الراهن. كل ولاية يجب أن تعتمد على مواردها الخاصة يعني " تشيل رَقَبَتا ". الدايرين ولاية أو محافظة يتحملوا تكلفتها.)
*
قلت : (قيل في السياسات الضريبية، يتعين أن تتناسب مع تطوير الانتاج وتحفيز القطاع الخاص ليتطور ويمد شرايين الدولة بالعمالة وتطوير الاقتصاد لا أن يضمُر  ، وذلك في الصناعة والزراعة  وكافة الأعمال الاستثمارية الخاصة ، لكننا وجدنا ضرائب مباشرة وغير مباشرة شلّت الانتاج العام وأغلقت المصانع وهجر الناس الزراعة وبعضهم دخل السجون. وتقول بيانات دولتكم الصرف على القطاع الزراعي ضئيل       للغاية ولا يتناسب مع دوره الاقتصادي، في حين أن القطاع الزراعي يمثل أكثر من ثلث النشاط الاقتصادي ويعمل فيه ثلاثة أرباع سكان البلاد، فما رأي فخامتكم الموضوع  ؟.)
قال فخامته : (  نحنَ قبل ما تسألونا عن الضرائب  والصرف حقو تسألونا نحن بنجيب القروش من وين ؟. نِحنَ عملنا مشاريع خزانات وطرق وكهرباء ومشاريع تنموية شملت كل البلاد وما قصّرنا،  لكن  الناس بطّلت الزراعة وبطلت الصناعة نحنَ نعمل ليهم شنو؟! )
*
قلت : ( يتحدث كثيرون عن استشراء الفساد في الدولة ،فما رأي فخامتكم في الموضوع؟) 
قال فخامته : ( حقيقةً ،دائماً يتحدث المعارضون عن الفساد . نحنَ نمشي مع الكضاب لآخر الطريق . نحنَ عملنا مفوضية الفساد ومنتظرين أدلة الفساد. )
*
قلت : (فخامتكم .. ، يقول الدستور :تتمتعون ونائبكم الأول بحصانة في مواجهة أي إجراءات قانونية ولا يجوز اتهامكما أو مقاضاتكما في أي محكمة أثناء فترة ولايتكما. ما رأيك في هذا النص الدستوري ؟ .)
قال فخامته :  (تقصد  المحكمة الدولية ؟)
*
قلت : ( لا ..أنا أتحدث  عن دستور بلادكم.)
قال فخامته : ( ...  حقيقةً الحصانة موضوع عادي ! . قبل كدة مُشْ الحكومة الأمريكية   طلبت حصانة لجنودها ؟ . بالله قارِن أنا منتخب و رأس سُلطة . أنا وين والجندي الأمريكي وين؟ . دة ما ياهو الاستكبار ذاتو؟!)
*
قلت : ( أرجو سيدي أن تتقبل أسئلتي  القادمة بصدر رحب  ، "فالله من وراء القصد ".)
قال فخامته : ( تفضل.. حقيقةً أنا أحب الصراحة .)
*
قلت : ( فخامتكم ، أأنت حسب الدستور  بالطبع " سليم العقل "؟)
وردّ فخامته بغضب : ( ...كمان جابت ليها قِلة أدب؟ !!)
*
قلت : (عفواً فخامتكم هذا النص نقلته من الدستور الحالي  ، هذه من شروط رأس السلطة التنفيذية  المذكورة . أأنت فخامتكم حسب الدستور بالطبع " أكبر من أربعين عاماً         " ؟.)
قال فخامته : ( حقيقةً ... هذا أمر معروف ، إنتَ داير شهادة ميلاد ؟ !)
*
قلت : (عفواً ..،  نعرف أن فخامتكم تتمتعون بالعلم والمعرفة والتواضُع، ولكنك حسب    الدستور بالطبع  (ملمٌ بالقراءة والكتابة ، أليس كذلك .)
قال فخامته  : ( بالله!.. دة سؤال تسألُه ، إنتَ داير تتعلم فينا الصحافة ؟. أنا قاعد       أحضِّر لدرجة الدكتواره ،تجي إنتَ تقول لي مُلم بالقراءة والكتابة  ؟!)
*
قلت له  : ( أنا أعلم ... ولكن "ليطمئن قلبي" ، وقدوتي من كتاب الله . جاء في الذكر    الحكيم : بسم الله الرحمن الرحيم :{وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِـي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَـكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي ...... }البقرة260 .
قاطعنى فخامته : (صدق الله العظيم .)
*
وتابعت قائلاً : ( وكما تفضلت  أنا بالتوضيح أنني أنقل نصوصاً  من دستور دولتكم الموقرة  وقد أجزتموه وهو المعمول به حالياً . لكن..، لديَّ سؤال  آخر على جانب من  الحساسية  ، هل أنت ملتزم بإقرار الذمة المالية وحظر الأعمال الخاصة كما مبين في الدستور؟.)
قال فخامته : ( طبعاً !)
*
قلت : ( أعندك مزرعة خاصة ؟ )
قال فخامته :  ( حقيقةً ،هي جِنينة  مُش مزرعة .. ،ودِي ما  أعمال خاصة !.)
*
قلت : (لديّ سؤال في الأدب والفن .. ؟)
قال فخامته : ( تفضل )
*
قلت : (ما رأيك في الشِعر والغناء ، فقد شاهدتُك تَعْرِض عند سماع الأغاني التراثية الحماسية. ما هي مشاعر فخامتكم الحقيقية تجاه الفن عامة ؟
قال فخامته : ( الفنون وسيلة فقط ليس إلا . وقد اختلف العلماء بشأنها ، منهم من قال   مُحدثة وبدعة  وضلالة ، ومنهم منْ قال إنها إن خدمت الدعوة فهي أمر مُباح ، ونحن مع الاجتهاد الأخير . )
*
قلت :  (فخامتكم  ..، أي أنواع الطعام تُفضلون تناوله عند الإفطار  ؟)
قال فخامته :  (حقيقةً ..،وبصراحة  أفضل الفطور  سَمَكْ .)
*
قلت : (وماذا فخامتكم عن وجبة الغداء التي تُحب ؟)
قال فخامته: (حقيقةً ..، عصيدة بملاح تقليّة...، أكِلنا كله أكِل مساكين ساكِت  بالمناسبة  جا دوري ،أنا داير أسألك سؤال واحد : إنتَ جِنسَكْ شنو ؟)
*
قلت : (!!!! )
*
سمعنا طرقاً  خفيضاً وانفتح باب الصالة قليلاً ، وأومأ مدير مكتبه ، وأشار إليَّ . وقبل خروجي طلب مني عرض اللقاء مطبوعاً لتتم  مراجعته والموافقة عليه قبل النشر .

عبد الله الشقليني
01/01/2013
abdalla shiglini [abdallashiglini@hotmail.com]

 

آراء