بسم الله الرحمن الرحيم ( رب اشرح لى صدرى ويسر لى أمرى واحلل عقدة من لسانى يفقهوا قولى ) ( رب زدنى علما ) السودان يزخر بأروع الإثنيات والسحنات والسمات والقسمات والتنوع القبلى والفلكلورى والذى كان من الممكن أن يجعلنا أجمل وأغنى بلدان العالم بهذا الإرث الحضارى الإنسانى ولكن للإسف إستغليناه أسوأ إستغلال وبدلا أن يكون نعمه صارنقمه وهكذا تحول من منحه إلى محنه صرنا نفتخر بالأعراق بكل نفاق ونتنابذ بالألقاب كل يغنى ليلاه كثر منا صاروا يعتزون بالأنساب ويسخرون الأحباب يزعمون بأنهم أشراف وبالذات ناس على الميرغنى فصدقوهم الناس وحرى بنا أن لا نغالط الناس فى أنسابهم فهم يدعون هم من سلالة النبى الحبيب المصطفى صلعم ولهذا تجد هنالك زرافات ووحدانا يسارعون لتقبيل أيدى السادة المراغنة وحتى يومنا هذا شاهدت من ترشح لرئاسة الجمهورية يقبل يد السيد محمد عثمان الميرغنى وهو السياسى المثقف خريج جامعى فما بال الأمى وكذا أهلنا الأنصار وغيرهم من السادة . صراحة المشكلة العرقية عندنا من أخطر المشاكل بل من أخطر الأمراض التى أخرت السودان وكانت سببا فى خرابه ودماره إنها القبلية النتنة والمنتنة السودانى أول ما يقابلك { من وين يا أخوى أنت ؟ } { أقصد من يا تو قبيله } [ يا أخى مالك ومال القبيله أنا سودانى وخلاص ] ليس هنالك سبب لهذه العصبية التافهة الرسول { ص } نهى عنها قال : دعوها فإنها نتنه ولكننا نعض عليها بالنواجذ حاول بعض المثقفين من الأطباء الجميلين أن يحاربوها بالفكاهة أمثال الدكتور عوض دكام الرجل العظيم والراحل المقيم يحكى { أن ناس الشمارات جابوا ليه الخبر ان اللواء صلاح عبد العال مبروك زعلان جدا منه لأنه لم يعزيه فى وفاة والدته ذهب إليه فى مكتبه ولم يجده كتب له ورقة وتركها تحت الباب قال له فيها : أيه لازم الزعل العزاء بالقدم والأمهات خدم } هذا نوع من الدعابة لمحاربة القبلية والعنصرية بلا حساسيه أو عقد نفسيه رحم الله الحبيب عوض دكام الذى تتغنى له الحسناوات [ حاجه تمام يا عوض دكام] للأسف القبلية تمكنت منا ونجح دكتور الترابى فى إستغلالها عند خلافه مع البشير لأقصى مدى فصارت من أسوأ القنابل التى عجزنا تماما من نزعها حتى يومنا هذا وهى أقوى سبب لتخلف السودان . فى الغربه سواء فى باريس أو لندن أخوتنا النوبة نوبة الشمال والدناقله والمحس معروفون ومشهورون بالعمل فى قصور الخليجيين الأمراء والشيوخ ولو حاولت كسودانى باحث للعمل أن تستعين بهم مستحيل يا جماعة أنا سودانى زى زيكم أبدا ما لم ترطن حتى لو رطنت إذا كان من تريد أن يساعدك وهو دنقلاوى ورطنت معه برطانة جبال النوبة مافى تفاهم لازم تكون دنقلاوى المحسى لا يساعد إلا المحسى وهكذا دواليك يا جماعة الخير فكونا من هذه القبليه وخلونا حلوين سودانيين وبس أنظروا إلى اللبنانيين لماذا أنا وقفت مع أحد الزملاء ليكون رئيسا لنادى الصحافة العربية فى باريس ضد اللبنانيين الذين قدموا لى عروضا كثيرة للعمل الصحفى وعلى رأسهم الصديق بسام طيارة لكنى خسرتهم جميعا ووقفت مع هذا الزميل لا لشئ إلا لأنه سودانى ودفعت الثمن غاليا حوربت من قبل اللبنانيين لأنهم إكتشفوا الحكاية حربا ضروس وللآسف حتى الزميل العزيز صار من ألد الخصوم وينتقم منا بواسطة نفوذه فى السلطة . المهم اللبنانيون يناصرون بعض عكسنا نحن تماما نحارب بعضنا بعضا بقساوة يتعجب لها الغريب وكما قال الراحل المقيم البروف عبد الله الطيب : { نحن معشر السودانيون حسد دفر } . ومن أخطر الثلاثى العدائى الفتاك بجانب القبلية –العنصريه – والجهوية وللآسف هذه الأدران القبيحة زادت فى عهد الإنقاذ الذى نجح فى تغذيتها ورعايتها والعناية بها وما حكاية عرب وزرقة ببعيدة عن الأذهان وقصة الجنجويد التى تحولت إلى قوة التدخل السريع هى أخطر من مرض الإيدز لأنها صارت قوة ضاربة وموازية للقوات السودانية المسلحة . فى هذه العجالة أنا لا أستطيع تشخيص الثلاثى العدوانى بالتفصيل هنالك باحثون متخصصون أجدر منى لإجتثاث هذا المرض العضال بمبضع جراح قدير . إنما قصدت أنا أساهم بقلمى فى تسليط الضوء والتنبيه لأننى عانيت كثيرا بسبب هذا الثلاثى البغيض وأعلم أخطر مسبباته اللسان أعلم أن خطر اللسان عقيم ولا نجاة منه إلا بالنطق بالخير . فعن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( لا يستقيم إيمان العبد حتى يستقيم قلبه ، ولا يستقيم قلبه حتى يستقبم لسانه ولا يدخل الجنة رجل لا يأمن جاره بوائقه- وقال معاذ بن جبل : قلت يا رسول الله أنؤاخذ بما نقول ؟ فقال : يا ابن جبل ، وهل يكب الناس فى النار على مناخرهم إلا حصاد ألسنتهم وكان ابن مسعود رضى الله عنه يقول : يا لسان قول خيرا تغنم ، واسكت عن شئ تسلم من قبل أن تندم وعنه { ص} : من كف لسانه ستر الله عورته ومن ملك غضبه وقاه الله عذابه .) [ 1] وقيل : لسانك حصانك إن صنته صانك وإن خنته خانك وقال الشاعر : لسانك لا تذكر به عورة إمرئ فكلك عورات وللناس ألسن وأعلم أخى القارئ وأختى القارئه : نحن خلقنا من تراب وإلى تراب نعود وهل يفتخر التراب على التراب . إنها دعوة للنقاش لمحاربة هذا الثالوث العدائى الذى أضر بنا فى السودان كثيرا ليس فى الشمال فحسب بل فى الجنوب حيث يقتتل الأخوة الأعداء وسالت أنهارا من الدماء والعالم الخارجى يتفجر فأعتبروا يا أولى الأبصار { والسعيد يشوف فى أخيه } . دعونا نحب بعضنا كسودانيين لا تجمعنا إلا المودة فى القربى والود كل الود زمان كنا نشيل الود وكما قال الشاعر : إذا نلت منك الود فالمال هين وكل الذى فوق التراب تراب بقلم الكاتب الصحفى عثمان الطاهر المجمر طه / باريس [ 1 ] موعظة المؤمنين من إحياء علوم الدين