أرجوكم تجنبوا مثل هذه الشعارات أمام الرئيس هذه الأيام !!

 


 

 

 

أعتقد أنه ليس من المناسب الآن، ولن يعجب الرئيس البشير في شئ، وفي هذه الأيام بالذات، أن يرفع مؤيدوه، ومحبوه، في وجهه شعار (إعادة ترشيحه في ٢٠٢٠م) عندما يخاطب أيّ لقاءٍ جماهيريٍ مفتوح..لأن السيد الرئيس، يعرف الآن، وأكثر من أي وقتٍ مضي، أن من أقوي الأسباب التي أقامت عليه (الشيوعيين، والخونة، والمارقين، والمندسين) هي حكاية إعادة ترشيحه في٢٠٢٠م هذه!! لأنها وببساطة شديدة، هي وحدها، أشدُّ وأقوي دلائل الإحتقان المجتمعي الراهن، وهي كذلك أقوي علامات إنسداد الأفق السياسي الذي قاد إلي الإحتجاجات الدموية الراهنة..

• وعليه، فيجب ألا يغيب عن حصافة هؤلاء المويدين، والمحبين له، أنه من العقل أن يبتعدوا هذه الأيام عن كل ما من شأنه أن (يُوتّر ويهيِّج) الشارع السوداني، ويذكّر الناس بهذا الإحتقان وأسبابه، وغُلبُو، وأنه من الذكاء أن يهتفوا، ولا يبتدعوا، ولا يرفعوا شعاراً إلا لكلِّ ما يمكن أن يهدِّئ هذا الشارع الغاضب (ويرقِّد صُوفَتَـه)، ويطبطب علي أوجاعه، ومصائبه، وجراحه !!

• لقد لاحظ الناس بوضوح، ولابد أن مؤيدي الرئيس قد لاحظوا كذلك، أن سيادة الرئيس، وفي خطاباته الآخيرة بالذات، ظلَّ يوجّه نداءات للشباب بتنظيم صفوفهم، وترتيب أوضاعهم لإستلام السلطة (منه) طبعاً..ولم يكن من (عوائد) سيادته أن يقول ذلك فيما سبق، وهو أصبح يخص الشباب تحديداً بهذه النداءات لإستلام السلطة منه (أكيد في ٢٠٢٠ وليس في ٢٠٢٥) لأنه لاحظ، وبذكاء، أنّ غالب (الشيوعيين، والخونة والمندسين، والمارقين) الذين يحتجون ضده في الشوارع هذه الأيام هم من الشباب، والشباب وحدهم !!

• كما أن سيادته أصبح يردِّد مراراً، وتكراراً أن من أراد السلطةَ هذه، فإنما هي (بالإنتخابات فقط!) ولم يعُد يذكر -ولا لمرةٍ واحدة- أنها بالبندقية، أو بالسونكي، كما كان يفعل من قبل، ويردِّد طوال ثلاثين سنة !!

• فكل هذه الإشارات البينة، والتلميحات الجلية، لماذا لم يلتقطها إخواننا مؤيدو الرئيس ومنظمو لقائه الجماهيري في كادقلي عاصمة جنوب كردفان؟!!

• في لقاء الساحة الخضراء مثلاً، أي في العاصمة نفسها، وعندما خاطب السيد الرئيس جماهير (الشرق المحتَشَدة له من كسلا) لم يرِد ذكرٌ لمسألة ٢٠٢٠ هذه، بل إن الجماهير هتفت ب(عاش أبو هاشم ذااتو) ولم تهتِف ب ٢٠٢٠، فلماذا في كادقلي يا جماعة الخير؟!!!

• توجد هناك شعاراتٌ كثيرة، وجميلة، (وحِلوة) كان يمكن أن يهتف بها إخواننا أمام الرئيس، عندما زار أهلنا في جنوب كردفان أمس الإثنين، ولكن ليس من ضمن هذه الشعارات الجميلة الحِلوة (جايين جايين ٢٠٢٠)، لأنها من الكليمات التي (تقوِّم الجَمَل)، كما يقول أهلُنا في جنوب كردفان نفسِها !!

•••
bashiridris@hotmail.com
///////////////

 

آراء