أزمنة الحروب وبعثرة الأوطان “2” (توثيق ليوميات الحرب)

 


 

 

* حول معسكر طيبة وأكاذيب قوبلز
سيغدو معسكر طيبة أحد أشهر المواقع العسكرية التي ما تزال تدور حولها مغالطات ما بين تأكيد ونفي بين الجانبين المتحاربين في الجيش السوداني من جهة وقوات الدعم السريع من الجهة الأخرى، وفي خضم هذه المغالطات بين الجانبين أصبح الناس في حيرة من أمرهم، من يصدقون ومن يكذبون، حيث أصبح الحصول على الحقيقة يعادل ندرة لبن الطير في ظل السوشيا ميديا الحديثة ووساط التواصل الرقمي، والتي أصبحت تنحى في كثير من الأحايين إلى تضليل الرأي العام.
حيث تتوفر الامكانيات الواسعة لتأكيد وجهات النظر ودحض آراء الطرف الآخر والتي تتم بوسائل تقنية غاية في الدقة والاحكام، بحيث لا تترك لك مجالاً للتشكك في صحة المعلومة إلا بشق الأنفس، حيث استخدام الصوت والصورة بإتاحة الفرصة لك لمتابعة فيديوهات تظن أن الباطل لا يغشاها، لتتكشف لك الحقائق بعد "خراج روح".
كل طرف من الطرفين المتحاربين ينفي إفادة الآخر ويؤكد معلومته هو وحده، الجيش السوداني يعلن استيلاؤه على معسكر طيبة، وقوات الدعم السريع تنفي وتؤكد هزيمته للقوات المهاجمة في محاولة للاستلاء على المعسكر واندحارها أمام بوابة المعسكر.
في ذلك يستخدم كل منهما كميات من صور وفيديوهات تحكي الخبر المبثوث بأشكال تحريرية بمختلف الصيغ والابانات، وقصصا تروي تفاصيل الهجوم والانتصار ودحر العدو، وبالنسبة للتسجيلات " التي زادت وتائرها في الميديا مؤخراً لسبب لا ندريه" وتؤكد وقوع هذا المعسكر في أيادي الجيش فهي على قفا من يشيل. بينما من الجانب الأخر عند قوات الدعم السريع فإن ما يتم بثه حول أن معسكر طيبة ما يزال في قبضتهم بعرضهم لفيديوهات الأسرى من الجيش "والتي تترى تباعاً" و يروون فيها كيف تم قبضهم عندما هاجموا المعسكر وفرار القوات المهاجمة، يجعل الناس في حيرة من أمرها وهي تنتف شعر رأسها صائحة " من نصدق يا قوم"؟!.
في الحروب فإن آلة الاعلام تعتبر هي المعادل للمدفع بتأثيرها المباشر لكسب الحرب عن طريق التضليل، وما درت أن قاعدة الكذبة التي ألبسها قوبلز وزير الاعلام النازي الزي العسكري، ومفادها " إكذب ،، إكذب حتى يصدقك الناس" وهو الذي "نجح في إقناع 80 مليونا من الألمان أن الأخيرة فوق الجميع ، وأن الجنس الآري أرقى أجناس الأرض"، ورغم كل ذلك فإن هذه الأكاذيب البلقاء قد إنهزمت ولم تعد تنطلي على أحد بعد هزيمة الرايخ الثالث النازي وانتحار هتلر!.
وكذا بالنسبة للمذيع المصري أحمد سعيد بمحطة صوت العرب والذي كان يبث في حرب عام 67 بين إسرائيل والعرب بأن 50 طائرة من سرب سلاح الجو الاسرئيلي قد تم إسقاطها وأن "جنودنا البواسل" هم الآن على مشارف تل لأبيب ونحوها من أكاذيب مضللة للرأي العام، وهي الأكاذيب التي جعلت الزعيم جمال عبد الناصر يقدم على إعلان إستقالته من جميع مناصبه بعد أن أصبحت الحقيقة ماثلة للعيان بهزيمة إسرائيل للعرب!.
يا جيشنا "جيش الهنا" ويا قوات نائب رئيس "مجلس سيادتنا" ،، فاروقوا درب كل من قوبلز وزير إعلام هتلر والصحاف وزير إعلام صدام حسين ،، وعملوا بوصية شيخنا فرح ود تكتوك التي تقول " إن كان الصدق ما نجاك ،، الكضب ما بنجيك!.
ـــــــــــــــــــ
* أوقفوا الحرب وانقذوا السودان من الضياع.

hassangizuli85@gmail.com
////////////////////////////

 

آراء