أسد عليكم .. بقلم/ كمال الهِدَي

 


 

كمال الهدي
22 December, 2022

 

تأمُلات
. أي كوز يرى في أكاذيب وإدعاءات البشير رجولة وشجاعة وبطولة لن ألومه شخصياً أو أستغرب لموقفه، فالكوز ليس ببشر حتى نلومه او نتوقع منه موقفاً أو تصرفاً سليماً.

. لكن يدهشني جداً انجرار آي سوداني آخر غض النظر عن موقفه السياسي، طائفته أو حزبه وراء مثل هذه الأكاذيب المقصودة.

. من حق الكيزان أن يروا في هذا المجرم أسداً فهو أسد عليهم هم وحدهم، أما بقية أهل السودان بمختلف سحناتهم، أعراقهم وقبائلهم يُفترض ألا يرون فيه سوى نعامة عرجاء وعوراء.

. فالأسد أسدٌ بمواقفه لا بما يقوله شفاهة.

. أي ذواكر سمكية يتمتع بها بعضنا، فبهذه السرعة نسيتم أن هذا المخلوع لم يصدقكم القول في يوم.

. يعني من بدأ بالكذب منذ الثلاثين من يونيو 89 وأستمر فيه طوال هذه العقود صار صادقاً اليوم لمجرد تلفظه بعبارات راقت لبعضنا!

. هؤلاء السفلة يكذبون ويتحرون الكذب حتى يكتبوا عند ربهم كذبة فلا تضيعوا وقتكم فيما لا طائل من ورائه ولا تدعوهم يصرفونكم عن الأهم في كل مرة بمثل هذه الترهات.

. لهؤلاء الخبثاء تكتيكاتهم وأكاذيبهم الخاصة بكل مرحلة ونحن للأسف ننجر وراء ذلك كل مرة.

. ألم يكن مخجلاً بالله عليكم أن نصدق كذبة شيخهم الأولى في عام 89 بالرغم من أن الظروف كلها كانت تقول أنه ما من صاحب مصلحة في الانقلاب على الحكومة الشرعية حينها غير هؤلاء السفلة!

جايين بعد السنين دي كلها وبعد التجارب المريرة التي عشناها تتوقفوا عند هذا الكلام الماسخ من مجرم سقط في نظر العقلاء باكراً!

. تعبنا والله من تكرار الأخطاء والتعامل بسذاجة مع ما يجري ومن تضييع الفرص الواحدة تلو الأخرى لاخراج بلدنا من الحفرة التي أوقعوه فيها.

. لو كان البشير رجلاً وأسداً بحق لما أنكر موضوع الدولارات التي وجدت بحوزته في أيام اعتقاله الأولى، ولما (تجرس) وظل يردد فلان أعطاني وعلان أخذ مني.

. ولو كان قائداً بحق لتحمل مصيره كما فعل قادة آخرون دون (جرسة) وتحايل وهروب للمستشفيات دون مرض يذكر.

. ولو كان رجلاً وصاحب عقل يخطط ويدبر وينفذ لما قال عنه شيخهم وعرابهم كل الذي قاله عنه في فترات سابقة.

. ولو كان أسداً لما تعرض بلدنا للذلة من زعماء بلدان صغيرة طوال فترة حكمه.

. عايش بعضكم جعفر نميري وسمع به آخرون ومثله يمكن أن نطلق عليه صفة رجل - بالرغم من السوء الكثير والأخطاء الفادحة التي لازمت فترته - لكنه كان يحاول حفظ كرامة السودانيين، أما هذا البشير فقد مسح بكرامتنا الأرض.

. كل مافي الأمر أنه أحس بشيء من الاطمئنان ورأى أن من ارتكبوا الجرائم بعده مازالوا يحكمون ويسعون لاستدامة حكمهم فضمن عدم المحاسبة ولذلك قال ما قاله مدعياً بطولات وهمية.

. فمن خططوا وجلبوا أمثاله من الساقطين للتنفيذ اعترفوا بعضمة لسانهم، والقصة ما لعب عشان كل واحد فيهم يقول ما يريده بين الفينة والأخرى.

. وهب أنه صادق في كل ما قاله فهل في ذلك رجولة وبطولة بالله عليكم!

. لا توجد مقارنة بينه وبين ما قاله المرحوم صدام حسين مثلاً خلال محاكمته.

. فعندما يُحَمِل صدام نفسه كل شيء تعد تلك شجاعة رغم الموقف السلبي تجاه بعض سياساته وتصرفاته، لكنه يعد بطلاً لكونه كان الآمر الناهي ولذلك لم يشأ أن يُحَمِل من كان يأمرهم المسئولية.

. أما نعامتنا العرجاء العوراء فقد كان ينفذ تعليمات عرابهم ومن بعده المجرم الثاني في حزب المفسدين وعندما يقول مثل ما سمعناه فهو يتستر على مجرمين وخونة آخرين وفي ذلك منتهى السفالة لا الرجولة لو تعلمون.

. الرجل الحقيقي في مثل موقفه يقول لقد ارتكبنا نحن كتنظيم أو مجموعة تضم فلان وعلان جرائم في حق الوطن ومواطنه وعلينا أن نتحمل نتائجها بعد أن دنت ساعة الحساب.

. وما دون ذلك أعتبره كلاماً فارغاً وتكتيكاً مرحلياً لا يفترض أن يقف عنده أي عاقل.

kamalalhidai@hotmail.com
////////////////////////

 

آراء