أسرار انقلاب البشير ضد البشير ؟

 


 

ثروت قاسم
16 August, 2011

 



الحلقة التاسعة (  9 - 12 )
Tharwat20042004@yahoo.com



مقدمة  !
قال الدكتور قطبي المهدي ، رئيس القطاع السياسي في حزب المؤتمر الوطني ،  ( الاثنين 8 اغسطس 2011 ) :
(المؤتمر الوطني على وشك إحداث تعديلات كبيرة في المشهد السياسي ! ) !
ثم نفي بروف ابراهيم غندور ، رئيس قطاع الاعلام  في حزب المؤتمر الوطني ،  ( الثلاثاء 9 اغسطس 2011 ) ، تصريح الدكتور قطبي !
ثم بلع دكتور قطبي تصريحه ( الاربعاء 10   اغسطس 2011 )  ، وأكد انه رئيس القطاع السياسي ، ولكنه لا يجد نفسه في المؤتمر الوطني ؟ وهدد بالرجوع الي وطنه ... كندا ؟
أذا لم يجد رئيس القطاع السياسي نفسه في المؤتمر الوطني ، فمن يجد نفسه فيه ؟ الدكتور  فتحي شيلا أم الدكتور  مسار ؟ هل تم تشليع وتشليح وتشليخ المؤتمر الوطني ؟
( راجع هذه المساخر في المقالة  التحفة للبروف ام سلمي المهدي في  جريدة الصحافة  ( الخميس 11  اغسطس 2011 ) ! بالمناسبة  ، أذا كان ( العامل ؟ ) ابراهيم غندور ،  رئيس أتحاد العمال (  بروف ؟ ) ، فمن باب أولي أن تكون العالمة القامة أم سلمي بروف ونص وخمسة ...  وستة كمان ؟ )!
ورغم هذه الكافكاوية واللامعقولية في التعاطي السياسى علي أعلي المستويات ، فأن الدكتور قطبي علي حق  في تصريحه  ، في الجوهر ! وكذلك نفي البروف غندور لتصريح الدكتور قطبي ،  صحيح في محتواه !
كيف يكون هكذا تناقض  ، يا هذا ؟
بسيطة ، يا واطسون !
نطق  الدكتور قطبي المهدي باسم  المؤتمر الوطني ، ولكنه كان يقصد  الرئيس البشير شخصيأ ؟  الرئيس البشير ، وليس المؤتمر الوطني ، هو  الذي سوف يصدر تعديلات كبيرة في المشهد السياسي  ...  وضد المؤتمر الوطني ! مما دفع   الدكتور قطبي ليكشف  عن خطته للرجوع الي وطنه ... كندا !
كيف ؟
دعنا نبدأ من طقطق  ،  ومن اليد البتوجع ،  يا هذا !

في مؤتمر صحفي ( لندن  -  الثلاثاء 19 يوليو 2011 ) ، صرح وزير الخارجية البريطاني بأن القدافي يجب أن يرحل ، مقابل أعفائه من الملاحقة الجنائية ، علي جرائم الحرب الي ارتكبها ضد مواطنيه ! سال صحفي وزير الخارجية ، هل هذا الاعفاء يشمل أمر القبض الصادر ضد القدافي من محكمة الجنايات الدولية ؟  رد الوزير بأن الحكومة البريطانية  تدعم محكمة الجنايات الدولية ، ولا يمكن أن تتدخل في قراراتها ، الا بتفعيل هكذا قرارات !
تابع الرئيس البشير المؤتمر الصحفي اعلاه ، أذا لم يتم شطب امر قبض القدافي ، المكروه من الجميع ، والمتهم في جريمة  حرب واحدة ، بتهمة التحريض علي قتل بضع مئات من الليبيين ، فكيف يتم العفو عن  المتهم في عشرة  جرائم  ابادات جماعية ،  وجرائم حرب ، وجرائم ضد الانسانية ! ابادات  جماعية لاكثر من 300 الف شهيد من شعوب الفور ، والزغاوة ، والمساليت ، وتشريد اكثر من اربعة مليون نازح ولاجئ دارفوري ، وأغتصاب الاف الحراير  ، وتسميم الاف الابار ، وحرق الاف القري والمصاحف  والمحاصيل والحيوان ؟ حتي الكدايس والكلاب تم رميها ، مع الاطفال ، في نيران دارفور  الملتهبة !
بعد أنتهاء المؤتمر الصحفي لوزير الخارجية البريطاني ، أيقن الرئيس البشير أنه امام خياران ، لا ثالث لهما :
أما الاستمرار علي كرسي السلطة ، حتي يأخذ صاحب الوديعة وديعته ،
أو
الدردرة  والسجمنة والرمدنة في سجون لاهاي الباردة (كما الهالك مبارك وولديه ؟) ، حتي يأخذ صاحب الوديعة وديعته !
ليس هناك منطقة وسطي بين الجنة والنار ؟ 
وحزم الرئيس البشير أمره !

فكر  الرئيس البشير ، وقدر !  تمعن الرئيس البشير في الشيطان اوكامبو  ، وأرتد اليه البصر حسيرأ ! أستعرض الرئيس البشير التحديات والاستقطابات الداخلية ،  الانقسامات حتي داخل المؤتمر الوطني ، العزلة الدولية ، التداعيات السلبية لانفصال الجنوب ، أستمرار الحرب في دارفور وجنوب كردفان ، تفشي البطالة ، وأشتداد الضائقة المعيشية ( سبب ثورات تونس ومصر )  !
وأمن الرئيس البشير علي حكمة الاعلامية المتألقة شمائل النور :
(  قطرة ماء نسكبها على عود الثقاب قبل أن يشتعل ، أفضل من إهراق طن ماء على حريق مستعر...) !
ضرب الرئيس البشير أخماسه في أسداسه ! وأستخار ربه !
هل يحلها بيديه ... بالتي هي أحسن ؟ أم يترك الاخرين يحلوها بالسنون ، أيقن  الرئيس البشير أن قوانين الطبيعة ونواميس الكون لن تسمح بأستمرار  الوضع  الحالي ، المحتقن والمأزوم في بلاد السودان ! وقرر أستباق ثورة الجياع ، القادمة لا محالة ،   والتي لن تبقي ولن  تذر !
وصل الرئيس البشير الي قناعة تامة أنه ، اذا لم يأت التغيير منه شخصيأ ، فسوف تأخذ قوى أخرى ، معادية ،  زمام المبادرة ، لتغيير الوضع ، والأطاحة به وبنظامه ! تماما كما حدث في 30 يونيو 1989 ، حين أستبق بانقلابه ، أنقلابات أخرى كانت تخطط لها قوى معادية ، ضد النظام الديمقراطي !
خيره عاجله ، أو كما قال !
أطلق الرئيس البشير بالون أختبار ( الاثنين اول اغسطس 2011 ) ، بأن صرح  ، علي أستحياء ، بان بلاد  السودان تمر بمرحلة انتقالية ، تحتاج لاجراءات استثنائية ! وأن البلاد لا تحتمل العمل العشوائي ، في ظل الامكانات الضعيفة ؟  قصد الرئيس البشير بالعمل العشوائي ، العمل المدني ، مقابل العمل العسكري المنضبط !
أنتظر الرئيس البشير لاكثر من عشرة أيام ، ليري ردة الفعل علي تصريحه القنبلة !  ولكن الناس سكاري ...    وماهم بسكاري ، ولكن عذاب الانقاذ شديد !
مر تصريحه علي أذان بها وقر ، وعيون عليها رمد ، وقلوب غلف عليها أقفالها !
أجتمع الرئيس البشير بالمكتب القيادي للمؤتمر الوطني ( الاربعاء 10   رمضان  2011 )  ، كما أجتمع في زمن غابر مع الشيخ حسن الترابي في الثالث من رمضان من عام 1999 !
ثم حدث ما حدث في الرابع من رمضان 1999!
هل يعيد التاريخ نفسه ؟
في هذا السياق ، يجب التذكير بان قادة الجيش  هم الذين  أرغموا الرئيس البشير علي رفض الاتفاق الاطاري الذي ابرمه الدكتور نافع علي نافع ، مع القائد مالك عقار ( أديس ابابا – الاربعاء 29 يونيو 2011 ) ، حول جنوب كردفان ! وسوف يرفض  الرئيس البشير مبادرة رئيس الوزراء الاثيوبي ، ملس زيناوي ، ( الأربعاء 10 اغسطس 2011 ) لاعادة التفاوض حول الاتفاق الاطاري ، اذا لم يوافق  علي ذلك قادة الجيش !
ويجمع المراقبون بأن قادة الجيش أصبحوا  ينورون كبار  زوار الرئيس البشير الاجانب ، قبليأ ، بما  سوف يقوله لهم الرئيس لاحقا ! بل يجلسون  ، وليس قادة المؤتمر الوطني  ، في اجتماعات الرئيس البشير مع هؤلاء الزوار الاجانب الكبار !
صار الرئيس البشير ، طواعية وبرغبته ،  رهينة في ايادي كبار قادة الجيش ؟
هذا ما كان من أمر كبار قادة الجيش !
دعنا نري ، في الجانب المقابل  ، مالات كبار قادة المؤتمر الوطني!
رغم أن  الرئيس البشير أستمرأ  خنوع ، وتزلف ، ومداهنة ، ونفاق قادة المؤتمر الوطني لشخصه ! وكأنه الشمس الي تدور حولها مجراتهم !  ذلك أنه  يستمد قوته من ضعف هؤلاء الصغار !  الأ أن  الغيظ قد تملكه  من مشاحناتهم الطفولية الصغيرة ، وكيدهم الرخيص لبعضهم البعض ، وكأنهم ضرات راجل ( كمثال :  تناطح قطبي – غندور المختزل اعلاه ) ؟
صار الرئيس البشير لا يحترم كبار قادة المؤتمر الوطني ، ولا يشاورهم في قراراته المصيرية ، رغم أجتماعه معهم يوم الاربعاء العاشر من رمضان 2011 ، حتي السحور !
وفي المقابل  ، أصبح الرئيس البشير يعتمد علي كبار قادة الجيش في كل صغيرة وكبيرة ، من أمور الدولة !
اصبح الرئيس البشير يحاكي العرجة الرجعت لمراحها ؟
أذن من المنطقي وتحصيل الحاصل، أن يفكر الرئيس البشير (العسكري) بالقيام، بمساعدة كبار قادة الجيش، بانقلاب عسكري تصحيحي واستباقي ضد الرئيس البشير (المؤتمراونطجي !
أنقلاب وليس ثورة  !
انقلاب  بمعني تغييرات  في قيادات السلطة  ،  بحيث يبقي رأس  نظام  الانقاذ كما هو   !
وليس ثورة ، التي  تعني  تغييرأ  شاملأ كاملا  لنظام الانقاذ ، بما في ذلك  الاطاحة برأس النظام  !   كما حدث لعبود بعد ثورة اكتوبر ، ولنميري  بعد ثورة ابريل !
يجمد الرئيس البشير العمل بالدستور الانتقالي  ، بموجب أنقلابه العسكري  !  ويلغي نتائج انتخابات ابريل 2010 ، ونتائج   الانتخابات التكميلية  في مايو 2011 ، في جنوب كردفان !  كما  يحل الرئيس البشير ، بموجب أنقلابه العسكري ،  البرلمان القومي ، والبرلمانات الولائية ،  ومجلس الولايات ! ويعفي ولاة الولايات ،  ومجلس الوزراء ! كما  يعفي نائب الرئيس ومستشاري الرئيس ، وجميع الوزراء المركزيين والولائيين ، ومستشاريهم ! ويعفي قادة الامن والشرطة ، وقادة الخدمة المدنية المسيسين ، وبعض قادة الجيش الترابيين !! 
يكون الرئيس البشير ، بموجب الانقلاب العسكري  التصحيحي الاستباقي ، الجمهورية الثانية ، التي تديرها ، تحت رئاسته ،  حكومة عريضة  انتقالية  تصحيحية ، ( مركزية وولائية )  ، بوجوه جديدة  من :
+  قادة الجيش ، وعلي رأسهم بكري حسن صالح ، وعبدالرحيم محمد حسين ،
+ العناصر المرنة والشابة  في المؤتمر الوطني ،
+ قطاع الشمال في الحركة الشعبية ، بأستثناء ياسر عرمان ( الذي يكجنه الرئيس البشير ) ،
+ حركة التحرير والعدالة ، ( وربما حركة العدل والمساواة  بتعيين دكتور خليل ابراهيم نائبأ لرئيس الجمهورية  ؟ ) ،
+ حركة الشرق ،
+ أحزاب التوالي الأنقاذية (  الدقير ، مسار ، مولانا الميرغني  ، ونهار )  ، وبقية الاحزاب الدقدق !
+ وهناك كلام مغتغت عن أحتمال تضمين سعادة  المقدم شرطة ( معاش ) صديق محمد إسماعيل النور   ، ( الأمين العام لحزب الامة  القومي ) ، كوزير للثروة الحيوانية ،  وبعضأ  من جوقته  ،  وبعضأ  من قيادات بني هلبة في الحكومات الولائية  العريضة ، كتمومة جرتق ،  ولشق صفوف حزب الامة ، (  للمرة الكم ما عارف ) ...  حزب الامة  الذي يصر علي تفكيك نظام الانقاذ ، من خلال دستور جديد ، وحكومة قومية !
وسوف يستبعد الرئيس البشير  من المرحلة التصحيحية القادمة ( الجمهورية الثانية ) كل مجموعة الديناصورات  في المؤتمر الوطني من أمثال   الأستاذ علي عثمان محمد طه ، والدكتور نافع علي نافع ، والبروفسير ابراهيم احمدعمر ، والاستاذ عوض الجاز ! كما سوف يستبعد من الحكومة العريضة كل صقور  المؤتمر الوطني المتشددة من أمثال  الاستاذ علي كرتي ، والاستاذ  حاج ماجد سوار  ، والدكتور قطبي المهدي ، والاستاذ امين حسن عمر  ، والاستاذ عبدالرحمن الخضر كوراك !
ولكن هل ينفع المكياج في وجه عجوز هالكة ؟
وهل ينفع النفخ في قربة مقدودة ؟
وهل ينفع وضع اللزقة علي كراع من جبص ؟ 
موعدنا الصبح لنري !
اليس الصبح بقريب ؟
ولكن قبل حلول الصبح ، دعنا نستعرض بعض الملابسات والاسباب التي :
+  دعت الرئيس البشير للقيام بأنقلابه العسكري التصحيحي الاستباقي !
+ أرغمت الرئيس البشير علي تجميد ، علي الاقل في الوقت الحاضر ، أنقلابه العسكري التصحيحي الاستباقي !
اولأ :
نواصل في الحلقة القادمة  ...

 

آراء