أصحاب الفيل في غَيّهم ماضون

 


 

 

جيشنا العظيم وجنودنا الباسلون يُقادون جرّاً تحت مركبات حرب الزُرقة والعسكرية: تيار وباء زُرقة اللون وعسكرية زُرقة العيون والفوْقيّة العسكرية، لأنها واضحة كالشمس في عقلية العاجزين الذين ينجرفون بسهولة فائقة بعقدة النقص في اللون أو في الانتماء.
زُرقة اللون كما في صراعات القبلية في السودان، وزُرقة العيون كما نراه من صراع الشعوبية في دول الاتحاد السوفيتي قديمه وحديثه. حتى في الكارثة التي حلّت بهم، لا يلبثوا ينتقون من العناصر من ينقذون ومن يَقذفون إلى جهنّم وهم في جنون عراكهم.
ولما كنّا نُحذّر من سرطان الشعوبية المنتشر في هذا الزمن لم يكن هذياناً، بل واقعاً ماثلاً أمامنا .
هذا التيار الوبائي أُذيع إلينا اليوم بدون حياء عن قرارٍ تمخّض من اجتماعٍ بين دولة السودان ودولة جنوب السودان لشراكةٍ بين مجلس أمن البشير والحركات المسلحة لحكم السودان، ولا يهم شرح للمبررات ولا للوعود بما بعده، ولا ننتظر ما هي التوقّعات جرّاء ذلك القرار الغبي، فلم نعرف منهم غير الخداع والشهوانية ولا ننتظر منهم عقلانية.
هذا التيار العجيب كيف تمخّض؟ أهي فقط عقدة نقص من يعشق نفسه ولا يقبل واقعه؟ أم هو انقياد لمؤامراتٍ إقليمية، ليس أبدَى وأوضح لذلك مما خبرناه في الحركات المسلّحة التي ظننّاها تحارب العنصرية القبلية وهي ترضع من ثدي العنصرية والشهوانية القبلية التي تغذيها دول الجوار؟ ومما خبرناه من رمم الكيزان الذين لا يصحو ضميرهم الذي مات فعلاً؟ وقد كنّا نتلمّس لهم عذر وقوعهم ضحايا إغراء السلطة والمال، ولكنّهم ضحايا القلوب المريضة. جمعتهم هذه القباحات عسكرية الزهو والبندقية، أدوات المرتزقة، وقد باركتها زعامة الارتزاق والنهب من آل فاقنر، بعد أداء فروض الولاء لهم والطاعة في زيارة رسول الجهل والعمالة ومن معه لروسيا، تحت نظر وسمع العالم الحر، طأطأوا بها رؤوسنا أمامهم.
الداء يستشري والخطر يتفاقم، فهم يريدونها حرباً أهلية بحق وحقيق. أيُّ حرْبٍ يبغى هؤلاء بالعسكرة والقبلية في مسعاهم ذاك، غير الحرب الأهلية والصراع القبلي وبلا حرية لكلمةِ حقٍّ يُصغى إليها؟
في مثل تلك الملمّات، وفي الاعتداء على الوطن، نضع ثقتنا وكل عزيزٍ لدينا في يد من تبقّى من جنودنا البواسل مصدر فخرنا وكبريائنا في جيشنا، ليصد ذاك البلاء عن أرضنا الطاهرة.
إن جيشنا يحتاج ألينا في ملمّته تلك التي أعملها فيه جشع قادته عبر زمنٍ طويل من مرض الشوفينية والجهل والعمالة، يحتاج إلينا لنفديه مثلما عزمَ واستقامَ لفِدائنا، واللذان بدونهما لم ولا نقِف طَوْلاً ولا نرفعُ هامتَنا عزّاً لنصُدّ عنّا وعن وطننا عدوان المعتدي ولا طمع المستحقر لنا.
أحث إخوتي وأخواتي، بنيّ وبناتي، لجمع الشمل وبدأ العمل للدفاع عن هذا الوطن المغتصب والذي تدركون قطعاً الطمع الدائر في تقسيمه، وممارسات تشريد وتهجير أهله وبيعه في حِزمٍ إقطاعية الأرض بعبيدها. ومما يزيد الجُّرح سُمّاً، الداء والسم اللذان سُقيت بهما لعنة التشظّي في وحدة هذا الوطن بفضل مؤامرات الكيزان في العقود الثلاث التي انقضّوا فيها على هويّة السودان، لخلط الحابل بالنابل، لخلق وحش فرانك شتاين من جثث الموتى بعصاباتهم من الإدارة الأهلية شريكتهم في الجريمة، والطرق الصوفية الضالّة والأحزاب العميلة، فصار السوداني غير سوداني إلا إذا شهدت له الحِدْآن التي تحلّق فوق عنق السودان لتنقضّ عليه.
حمل السلاح هو الحل الوحيد لإفشال هذه المؤامرة. أرباب هذه المؤامرة الكبرى قد جمعوا لكم وأعدّوا العتاد والعدة بما نهبَوْا من ثرواتكم، وليس منكم من مُنح حتى فُرصة الحديث أو الاعتراض على تلك المؤامرة التي كمموا الأفواه فيها بالدوشكا والرصاص وكل أساليب العنف والتعذيب والإهانة.
حملُ السلاح هو الحلُّ الوحيد لإعادة بناء جيشِنا الذي يحمينا ويحمي شرفنا.
حملُ السلاح هو الحلُّ الوحيد لنحرس أرضنا ونُدفَنُ فيها في مما تنا، ودافع الحياة الكريمة لأبنائنا وبناتنا واحفادنا، مرفوعي الرأس ومنتصبي القامة.
لنبدأ بالتنسيق بين لجان المقاومة لعمل خلايا سرية تكون مهمتها إدارة البرنامج العسكري ومخابراته والتنسيق مع لجان المقاومة في الدور العسكري في المقاومة. كما والتنسيق مع خبراء الدبلوماسية من رعيل السفراء والخبراء السياسيين للمساعدة في اختيار أي دعم بمنفعةٍ متبادلة مع محورٍ دولي يقبل بمساندة السودان لتنهض دولة مستقلة بعيداً عن مطامع المحاور التي تدور حولها الآن.
يجب تكاتف العقول والخبرات واللياقة البدنية مع العزيمة الصلبة والسند المادي والمعنوي من كل السودانيين الأحرار في الداخل وفي الخارج لهذا الواجب الحتمي وللقضاء على مؤامرات المتربصين وخيانة العملاء والخائرين من مرضى الهيمنة والإستقواء، الجُبناء الذين يرتجفون ويهابون الحساب على ما لطّخوا أيديهم من دماءٍ وما أشبعوا شهواتهم من غرائز سادية ونفسية مريضة للسطو والسحل والاغتصاب والفشل في الاعتدال.
هي خُطىً كُتبت علينا ومن كتبت عليه خطىً مشاها.
هو دّيْن مُستحقٌّ لشهدائنا ووجب سداده، هو عزاءٌ لاسرة هؤلاء الشهداء والمفقودين والمشرّدين وجب أداؤه والتسارُع لتزيينه بالشجاعة والرضا التي هي البلسم الذي يطفئ نيران أُسرهم.
هي شارة الشرف التي تشرّفنا كلنا بلبسها وتعرّفنا لدى العالم الذي شهد ثورتنا الخالدة الباسلة المُلْهمة، والتي لن نسمح لها أن تُنْزع أو تصدأ.
هي أمل بقائنا، وخيار عدم فنائنا.

izcorpizcorp@yahoo.co.uk

 

آراء