أغاني البنات من (الليمونة) الى (القنبلة) فرز ألوان!!
15 June, 2009
جمال علي حسن
المثقفون .. معظمهم يتظاهر بعدم إهتمامه بل إحترامه احيانا لمفردة اغانى البنات . بسبب إعتقادهم بانها لاتتناسب مع ربطة العنق الانيقة وعبارات (المثقفاتية) التى تحتاج اما لجوال ليمون كى يتيسر إبتلاعها اوكميات من السكر لتمضى عبر نفق المرىء!!
والبعض الاخر تجده يقوم باتخاذ إجراءات امنية مشددة لضمان سرية الاستماع والاستمتاع بالخيال الشعبى البسيط لتلك الاغنيات مع الاحتفاظ بالرأى المثقفاتى المعلن تجاه تلك الاغانى .
ولكن فئة ثالثة اكثر ثقة فى انفسهم وعمقا فى تقييمهم للأشياء هم الذين ادركوا المهام النفسية لأغنية البنات والدور التوثيقى الذى تقوم به تلك الأغانى لنفسية المجتمع ومعاييره للأشياء واهتماماته وشروطه فى المرحلة المحددة ..
قل لى أى مقال صحفى اوبحث تأريخى افصح فى التعبير عن أثر الهجرة للعمل خارج السودان فى الثمانينيات والقيمة اوالمكانة الاجتماعية للمغترب في تلك الفترة مثل ماعبرت تلك الأغنية القديمة :
الليمونة فوق الدرب ياناس
المامغترب يبقى تاجر غرب
ومن من فصحاء الثقافة وفطاحلة الصحافة وضع يده على الجرح الاجتماعي الملتهب في قضية العنوسة وفقدان فرصة الزواج لملايين الفتيات ثم التنازلات الكبيرة في شروط فتى الاحلام وفارس المستقبل بالنسبة للبنات أفصح من :
ياسيد الكارو ياابوشا صارو
تعال بالعندك ابوي بسندك
تعال بملابسك أخوي بلابسك
اومثل تلك الأغنية المباشرة في مايشابه طرح التنزيلات الذي تقدمه بعض الشركات التجارية حين تستمع إليهن وهن يبحثن عن خيار الزوجة الثانية كمخرج من أزمة إحجام الشباب عن الزواج :
انشاالله راجل مرا !!
هذا هو الواقع الذي استطاعت أغنية البنات أن تعكسه بمنتهى الشفافية والجرأة.. إنها تلتقط الصورة بأعلى معدلات الفرز الدقيق ..تلتقطها كما هي بلا أي تزييف ثم تناغمها على كيف السجية البسيطة بالدلوكة والصفقة .
هل غيرها استطاع ان يوثق لحالة الحذر والترقب بين مواطني المدن الامنة .. لتدخل القنابل لأول مرة إلى بحور الشعر الرومانسي وقوافي الغزل الشعبي بعد أن تجاوز الأمر قصة (دكتور صلاح ..شايل السلاح) لتصبح الأغنية هي حالة إعلان أوإنذار مبكر :
سماحة الزول في الطول والعلا..قنبلة
احتمال تنفجر قنبلة
وتلك هي لغة الناس بعد دخول ثقافة القرنيت وانتشار أنباء الانفجارات هنا وهناك .. ومن يستنكر إستخدام القنبلة فى شعر الغزل فاليراجع أحدث مفردات القاموس الشعبى في توصيف الحسناء الفاتنة الحسن في لغة الشباب ..إنها.. قنبلة .. قنبلة .. وليست ..رائعة أوفاتنة اوزهرة ندية ..أو..زي القمر.. كما كانت قديما .