الثقة التي يجب ان تكون مفقودة ..!! بقلم / جمال علي حسن

 


 

 




..إذن علينا ان نستدعي كل وقود الحذر الى خزانات قلوبنا وعقولنا ..الثقة مفقودة سادتي في كل شئ ..
بائعات شاي يضعن حبوب مخدرة وحبوب هلوسة في كاسات الشاي كي يجذبن الزبائن هذا مضمون خبر منشور بصفحات الجريمة امس ..وقبله وضعت المباحث يدها على كافتريات بولاية الخرطوم تقدم لجمهورها وجبة شاورمة مصنوعة من لحم الكلاب ..
ليس هذا غشا تجاريا بل هو احقر سلوك تستخدم له اكثر الالفاظ المستعملة في تحقير البشر..
(يعني مانشرب الشاي من طرف) ولاناكل بمجرد التجاوب مع صيحات ذلك المروج الشعبي الذي انتشر صوته في اغلب كافتريات العاصمة المثلثة هذه الايام (ياماشي تعال غاشي ..ويابعيد تعال قريب)..
لاثقة سادتي في كل شئ .. من يستدين منك مالا ينقلب بوجه اخر حين ياتي موعده الذي ربما يكون قد حدده بنفسه..ثم يسمى الحاحك على المبلغ الذي ساعدته به (عدم تقدير للظروف) ..وتكون المشكلة هي الثقة ..لعنة الله على هذا النوع من الثقة البلهاء..التي تجعلني اشرب من (ماسورة الحكومة) دون ارتياب..!!!
ولو لم اثق في ماسورة الموية فماهو الشئ الموثوق في تقديركم ..لاشئ
ورغم هذا حين يصرح احدهم بعدم توفر الثقة عنده في كذا وكذا وهو الوضع الواجب واللازم يكون هذا الشخص بنظر الكثيرين شخصا مملا يعاني انواعا من الوسوسة و(الطنقعة) والتكبر..
نثق ام لانثق ...؟
لااعرف الاجابة ولكنني ظللت احلم بسماع نوع من الحوار بين اثنين بلغة (ياخي اديني خمسمية جنيه وماحا ارجعها)!!!!!
لن اقسم بالطلاق كاخرين لااثق بهم وبحلائفهم ايضا ..!!! ولكنني اجزم انكم لن تسمعوا بمثل هذه الشفافية ولاحتى بين اخوين شقيقين ولن تستمتعوا بهذا النوع من الحوار اطلاقا في واقعنا المسمم  هذا رغم انه حوار طبيعي وشفاف يتجاوز فكرة الثقة الى فكرة التكافل بالرضا وهذه قيمة كبيرة ..لن تتحقق بانتشار في بلادنا لسبب بسيط ان هذا الطلب في ثقافتنا هو نوع من انواع (التسول) ..
الثقة مفقودة في كل شئ ..لااكاد اثق اطلاقا في تصريحات المسئولين وغير المسئولين ..
لااثق مثلي الكثيرين في جملة احاديث الحكومة وفي نفس الوقت لااثق في تصريحات وشعارات المعارضة جملة وتفصيلا..لأن من يتحدث عن الديمقراطية تجده يتحدث عنها بلغة الغاء الاخر نهائيا ..وبالتالي يثبت ومن خلال حديثه انه لاعلاقة له بالديمقراطية ..
ومن يتحدث عن الحريات المفقودة يتحدث عنها بإنذارات إقصائية تبرز لنا ملامح من تفكيره الديكتاتوري حين يحكمنا غدا ..
ومشروع عدم الثقة ليس جديدا لكن تحذيراته كانت ملفقة في قوافي هي ايضا لاإجماع على موثوقيتها ..قوافي سياسية في اركان اليساربالجامعات :
لا تثق بالجامعة واللافتات اللامعة
والوزن والشعر المقفي في الصدور القانعة


جمال علي حسن [jamalgo2@gmail.com]

 

آراء