أغلطوا إنتو يا حميدتي، نجيكم نحن بالأعذار!

 


 

 

* إنهم يرون خطايا حميدتي كأنهم لا يرون!
* بيانان صدرا من القوات المسلحة والجنجويد، وتأكيدان بالالتزام بالعملية السياسية أعقبا ارفضاض ورشة الإصلاح الأمني والعسكري دون توصيات توضح مخرجات الورشة..
*من الحصافة الحكم بمعيار الربح والخسارة على موقفي قائد الجيش وقائد الجنجويد من الورشة وارتباطها بالاتفاق النهائي على قيام الحكم المدني، من منظور "الجيش للثكنات والجنجويد ينحل! ".. ومن ثم إلقاء نظرة معمقة على ما سيخسر البرهان من ذهاب "الجيش للثكنات"، وقيام حكم مدني حقيقي في السودان وما سيخسر حميدتي من" الجنجويد ينحل! "، يصحب ذلك مجيئ حكومة مدنية حقيقية في البلد..
* كلاهما سوف يخسر حياته إن أتى القدر بحكومة مدنية سودانية الهوى والهوية، أو، على الأقل، سوف يخسر حريته، ويخسر ما كسب من مال ممدود، حلالاً كان الكسب او حراماً..
* لذلك، فللبرهان دوافعه الواضحة لتعطيل أي حكومة مدنية حقيقية، وهي دوافع شخصية متسقة مع دوافع حلفاء محليين وإقليميين ودوليين.. ولسوء تخطيطه واستراتيجاته المبنية على ظروفه الشخصية، راهن البرهان على الفلول والكتلة الديمقراطية، أي راهن على الحصان الخاسر في مضمار الشارع، ما أجج هتافات (الجيش للثكنات) هذه الأيام..
* أما حميدتي فله دوافعه الشخصية، هو الآخر، دوافع مرتبطة، ارتباطاً لا فكاك منه، بدوافع محلية وإقليمية ودولية.. وبذكاء سياسي ماكر، جعل من نفسه فارس أحلام مركزية قحت ومريدي مركزية قحت، ما أخفى جملة:-" الجنجويد ينحل!" من الظهور على صفحات وسائل التواصل الإجتماعي هذه الأيام.. وارتفعت أسهمه في بورصة المصداقية الوطنية..
* قال موقع "الترا سودان"، أن ورقة قوات الدعم السريع عن الإصلاح العسكري اشترطت (تنقية) القوات المسلحة من عناصر الحركة الإسلامية..
* إن مستشاري حميدتي المكار يضربون الحديد وهو ساخن!
* ويزعم حميدتي أن عملية الدمج تحتاج إلى إجراءات وخطوات محددة ووفقا لجدول زمني يتم الاتفاق عليه.. كمايدعو إلى (تأجيل) دمج ميليشيا الجنجويد في القوات المسلحة، على أن يشمل الإصلاح مؤسسات الدولة كافة؛ بل ويطالب بإخراج بند الإصلاح الأمني والعسكري من المفاوضات السياسية تماماً..
* وقصارى القول أن حميدتي يطالب باللا معقول في زمن اللا معقول..وبهذا اللا مقعقول أعطى البرهان فرصة للتنصل من التوقيع على الاتفاق النهائي، أو تأجيله..
* هل في ذلك شيئ من اتفاق (سريٍ) بين الإثنين، بطريقة:" أنت ترخي وأنا أشِّد؟!"..
* الله أعلم!
* لكن الهرولة والشفقة الزائدة تجعل مركزية قحت، وجميع طالبي التسوية، يغضون الطرف عن لا معقولية مطالب حميدتي، وربما دعموها.. أو هكذا يتراءى لنا في الورقة التي طرحها ممثل ميليشيا الجنجويد لورشة الإصلاح الأمنيوالعسكري.. وكانت ورقة خالية من أي خطوات لدمج الميليشيا في الجيش.. بينما كان الدمج هو أهم محور يُفترض التفاوض حوله في الورشة..
* وذكر مسؤول عسكري رفيع لـصحيفة الراكوبة أن ورشة الاصلاح الامني والعسكري أغفلت مناقشة كيفية دمج الدعم السريع في الجيش، مع أنه هو الموضوع الأساسي للورشة.. وتكمن الحقيقة في ما ذكر..

*ويُقال أن التقديرات التي وضعها حميدتي لجدولة دمج ميليشيا الجنجويد في الجيش تمتد لفترة تمتد 10 سنوات أو أكثر، وهذه التقديرات مبالغ فيها مبالغة تذبح المنطق وتبتعد فراسخ عن الواقعية..
* عملتُ في وزارة الشئون الإنسانية، ضمن طاقم الوزير، وكانت مفوضية نزع السلاح وإعادة الدمج، Disarmament, demobilisation and reintegration تتبع للوزارة.. وهي مفوضية شبه مستقلة يرأسها المرحوم د.سلاف الدين صالح مفوض عام المفوضية، وكنا، في مكتب الوزير، على صلة وثيقة بالدكتور سلاف الدين وبكل ما يدور حول التسريح وإعادة الدمج..
* كانت عملية التسريح وإعادة الدمج تمضي بصورة سلسة، حيث تم تسريح عدد (35) الف مقاتل من جملة (90) الف من المستهدفين، وكانت عقبة التمويل هي العقبة الوحيدة التي أخرت إستيعاب ما تبقى منهم، أي55 ألف مقاتل..
* وقد تمت الخطوات المتعلقة بالدمج في زمن وجيز على هَدي الخبرات السابقة في إتفاقية أديس عام 1972، ولا عائق اعترى العملية في مجملها سوى عائق التمويل..
* وفي تقديري أن بالإمكان إتمام دمج ميليشيا الجنجويد، في الجيش السوداني، في زمن أقصر كثيراً من الزمن الذي كان خُطط لدمج الحركة الشعبية لتحرير السودان في الجيش السوداني.. فقد اكتسب السودان خبرة تراكمية في هذا المجال، كما وأن عدد قوات ميليشيا الجنجويد معلوم لدى الجهات المعنية، بحكم أن مصدر الصرف على تلك القوات هي تلك الجهات المعنية..
* والله أعلم!

osmanabuasad@gmail.com
////////////////////////////////

 

آراء