أفريقيا نهضة مؤجلة مع سبق الإصرار

 


 

 

الانقلابات العسكرية في أفريقيا، ردة فعل طبيعية للإمبريالية العالمية التي تؤسس لحكومات مدنية تحت قيادتها، لسرقة ثروات القارة، وإيهام الشعوب الأفريقية أنها تعيش في ثالوث الفقر والجهل والمرض، وأن منظماتهم الإنسانية التي وضعوا لها أسماء رنانة تقوم بإنقاذ هذه الشعوب الفقيرة لقلة حيلتها، وفي الحقيقة الشعوب الأفريقية هي الأغنى في العالم، ولولا فساد الغرب وعملائهم لكانت هنا نهضة تبهر العالم.
ورغم سيطرة حكومات الغرب على ثروات القارة السوداء، إلا أنها تجيش الجيوش وتدعم المليشيات وتضغط على حكومات دول القارة، لمنع الهجرة إلى بلادهم، والآلاف يموتون غرقا أو تيها في الصحاري أو برصاص العصابات والمليشيات التي تجندها حكومات الغرب، والتي لن تدع تجربة ديمقراطية تنجح، وستعمل وتجتهد لتمكين الدكتاتوريات المدنية كواجهة للديمقراطيات المزيفة.
على الغرب أن يعلم، أن الهجرة إلى بلادهم شرعية، لأن النهضة التي تشهدها هي بثروات أفريقيا، والشعوب الأفريقية شريك أصيل في هذه النهضة والثروات، وما تم سرقته في حقبة الاحتلال المباشر بالجيوش، أو ما عرفت بـ"المستعمرات" مجازًا وهي في الحقيقة "مخربات"، يكفي لعيش كل أفريقي في تلك البلاد كيفما يشاء لأن كل شبر من تلك النهضة به أموال أفريقية.
والآن أمام الشعوب الأفريقية تحديًا كبيرًا، يتمثل في إثبات أن الأنظمة العسكرية هي الأصلح لحكم بلادهم في مواجهة المحتل وسارق الثروات الغربي أو إقناع جيوشها بحماية دولهم وبناء ديمقراطيات مستقلة غير عميلة للغرب، وانتخاب حكومات تحمي السيادة الوطنية والثروات المحلية، ولكن قبل كل هذا يجب التخلص من عملاء الغرب من المدنيين والعسكريين، والاعتماد على الوطنيين في بناء أفريقيا الجديدة.

حبًا وودًا
manasathuraa@gmail.com

 

آراء