أكذوبة أن كل شئ سيكون على مايرام!!

 


 

 

 

 

سلام يا .. وطن


*أبريل الذي حسم آخر سويعات النظام البائد ، فقد كان المشهد التاريخي يحكي قصة شعب لم يكن أمامه من سبيل غير سبل التغيير لصناعة الغد الخلاق ، وإمتدت مسيرة السيل البشري عبر شارع السيد عبدالرحمن من الغرب الى الشرق ، كانت هذه المسيرة وكأنها تكتب كلمة النهاية لحكومة المؤتمر الوطني ، وفي هذه اللحظات التاريخية تذكرنا السؤال الذي ظللنا نردده لأكثر من عشرة أعوامٍ حسوما ، ألا وهو وبنظرة عجلى على المشهد العام للسودان وبقراءة سريعة نجد أنه عندما إنتهت الدولة السنارية الإسلامية ،جاء الفتح التركي غازياً لبلادنا ، ولما سقطت الدولة المهدية أعقبها الحكم الثنائي ، فماذا سيحدث عندما تسقط حكومة الإنقاذ التي زعمت أنها الاسلام ، بل من الذي سيعقبها ؟!فكل مشروع سياسي تدثر برداء الإسلام أعقبته فوضى أممية خصمت على السيادة الوطنية ، ذلك لأن الدعوة الإسلامية لم تكن تقدم الإسلام إلا بالصورة الشائهة التي تسئ للإسلام ولاتقدمه بالروح التي يحتاجها الإنسان من حيث هو إنسان وأينما كان،والدعوة التي قدمت كأنها تؤكد : على أكذوبة أن كل شئ سيكون على مايرام!!
*وضمخ الشهداء الأرض بدمائهم الطاهرة ، ومن لم يدركهم شرف الشهادة فقد إستنشقوا البمبان المستورد من دول تجلس على كراسي السلطة في بلادهم على جماجم الأطفال ، وليس واقعنا السياسي بعد الثورة بأفضل حال عنه قبل سقوط النظام ،فقد إعتلى كراسي السلطة أقواماً ماعرف البمبان اليهم سبيلاً ، ولا إفترشوا الأرض في قائظة النها في فضاء مكاتب الأمن بموقف شندي ، وشهدناهم أساتذة جامعات كبار في السن إفترستهم أمراض السكر والضغط والجلطات والذبحات ويقف على رؤوسهم شباب صغار غلاظ أفظاظ يسمعونهم ساقط القول وأردأ العبارات ، وهم يكسوهم وقار العلماء الذي يمنعهم من أن يردوا الصاع بالصاع والعين بالعين والسن بالسن ، فإن الذي خرجوا من أجله هو الوطن ، وبعد ذهاب الطاغوت الى الآخر من التاريخ ، وتشكلت حكومة الفترة الإنتقالية الأولى والتي ثبت فشلها ، ثم أعقبتها الحكومة الإنتقالية الحالية والتي ظل القاسم المشترك الأعظم بين الحكومتين هو الفشل الذريع الذي عجز عن أن يدفع شعبنا نحو الإنتاج كتحدي ، ولكنهم ظلوا يعطوننا حقن البنك الدولي ويضغطوننا حتى خرج منا النفط ،ونصبر على أمل أكذوبة : أن كل شئ سيكون على مايرام!!
*ومن سوء حظ هذا الشعب المنكوب أنه ظل يقع بين المطرقة والسندان في دائرة الفشل السياسي الذي لازمه منذ يناير 1956 أو ماعرف إصطلاحاً بإستقلال السودان فهذا الفشل المتوارث بلغ زروته بعد الثورة المجيدة ، فالخطاب الذي يسود الآن يشجع على الإعتماد على المجتمع الدولي ويتناسى عن عمد الإرادة والسيادة الوطنية بلد بكل هذه الثروات في باطن الأرض وظاهرها عندما تعتمد على عطايا المجتمع الدولي وما يمن به علينا يجعل نفس الحر ترى أن باطن الأرض خير من ظاهرها وربائب المجتمع الدولي من أسلاخنا الذين يجلسون على كراسي السلطة في مجلس الوزراء نراهم أحرص على بلادهم الجديدة عن بلادهم العتيدة ، لذلك نرى أن أي عمل في إتجاه التغيير يعتمد على العطايا والمنح يجعلنا نردد مع الأحرار في كل شبر من هذا البلد : لن يحكمنا البنك الدولي ، وأنه لن تجوز علينا : أكذوبة أن كل شئ سيكون على مايرام .. وسلام ياااااا وطن
سلام يا
أقبل الصباح صحا باكراً ، فرك عينيه من أثر النوم ، نظر للبعيد تذكر إبنه الذي مضى إلى رحاب ربه وقوداً للثورة : هتف ماأقسى الثورة حين تضيع الدماء في الأضابير ولانعرف من فض الإعتصام .. إن لم نعرف من فض الإعتصام فإن الثورة تصبح عورة .. وسلام يا..
جريدة الجريدة الثلاثاء 6\4\2021

 

آراء