ألف مبروك يا إبني العروسة …. وما تربت يداك

 


 

 

 

من أجمل نعم الله الاجتماعية علينا ان يهبك الله زوجة صالحة ، تكون لك وجاء ووكاء وعليك رخاء ونجاة.

نحن يا ابني نحتاج زوجات كالتي حباك الله بها ، يكسوها خلق المتقين ، خفيفة على الدنيا بإيمانها ، مهذبة بيقينها بالله ، يحفها العفاف والتقى ومخافة الله ، تحب الله ورسوله بطبعها وميولها وهواياتها (كما عرفت منها ) ببساطتها المعهودة بلا تصنع .
نحتاج يا ابني ذوات الدين لأن البيت والاسرة عمادهما إمرأة متدينة ، تخاف الله في نفسها وتخاف الله فيك وفي بيتك وفي اطفالها واطفالك ، وتقومهم على منهج الله ، في ايام يا ابني تسرب فيها من بين ايدينا ملكة التربية والقدرة على التوجيه والتوجه لرب العالمين.
هذه معلمة سوف تخرج لك جيلا لجايتهم التوحيد ، وفطامهم الحق والفضيلة ، وسماتهم الطهر والعفة والحياء ، وسوف ينضح معين إنائها التقي على حياتهم وعلى معاملاتهم وعلى علاقتهم بك وبرب العالمين .
تربت يداك يا إبني ، فألف مبروك ، لأن من قال هذا فهو لا ينطق عن الهوى ، إن هو الا وحي بوحي ، فتربت يداك وطوبى لك يا ابني بيت ثمراته العفاف وصفاته مخافة الله ، وأساسه الخوف منه والرجاء فيه ، فنعم الساس والأساس .
الدنيا يا ابني بشواغلها وغواياتها وغرورها لم تترك للناس فسحة ان يكونوا مع ربهم وان يختاروا جنابه وسط هذه المغريات والشواغل ، حتى لهت الناس و لهث اكثرهم وراء سرابها وهرولوا وجروا وتنكبوا ونكدوا ، وانت تشاهد مثل هؤلاء الذين خف قبلهم عن ذكر الله ، وجف معينهم من معية الله ، قد خفت قلوبهم ايضا بالدنيا ، وسقمت ضمائرهم وسدت عليهم الافاق فأصبحوا يين كد وضنى ، ولهث وهوى وغرور ، وانعدم عندهم ذكر الله فافتقدوا ما يطمن القلوب.
عروستك الجميلة يا ابني ، جاءتك ودثارها الإيمان أسأل الله لك ولها ولذريتكما ان يثبتكما على الحق ، ويغطيكم برحمته وتوفيقه ، وانت ترى الايام قد حلكت والدنيا قد ضلت والناس قد ملت ، فأكنز لأخرتك بعون الله ثم عون هذه ، ما ينجيك وينجيها في اخرتكما ، وكن لها معينا لنيل رجاها ، واجعلها يدك اليمنى وصديقتك التي لا تفر منك يوم الحساب ، واجعلها زادا لك وسببا في التقى ومئينا ومعينا وضمينا لأخلاق اطفالك ، وأفسح لها يفسح الله لك ، وأكرمها يكرمك الله ، وتحرى اخلاق النبل والتقى فيها قبل ان تتحرى محاسن النساء ، فالإنسان اخلاق وقيم وإيمان وإلا فالأجواف بعضها جوفاء خالية شديدة الجهل قليلة المعين للاخرة ، وقد إختار الله لك مثل هذه لتدلك على مزيد من الخير وتعطيك درسا بليغا أن هذه الحياة معبرا ، إما تعبره خالي الوفاض او تعبره وكتابك يوم القيامة بيمينك .
ولا تنسى أن هذه أمانة ، الزوجة أمانة ، والابناء أمانة كما ان تفسك هي أمانة عليك ، فأصبر على النساء يا ابني وأكرمهن فما أكرمهن الا كريم وما أهانهن الإ لئيم ، وتصبر على ما ترى منها ، فمثل هذه جاءتك بفطرة سليمة ، لم تجرب جانبا اخر من الحياة غير شغلها بالله ، فهي ترى الحياة عبره وبه ومنه واليه ، فارحمها إذا جربت وأخطأت وإذا قالت وأخفقت ، وإن دعتك لله فأستجب وإن ذكرتك فتذكر ، فإن الزوج للزوجة غطاء وحماية وقوامة ، يقوم على الحق ويهدى له ، والزوجة أمينة لك في نفسها وفي ولدها ، وفي بيتها ، وطوبى لبيت بني على إيمان.
يقول الناس ، المرأة ضلع اعوج اذا قومته إنكسر واذا تركته تركت اعوجاج وميل ، هذه حكمة ولكن فيها ما فيها من سوء فهم ، لأن مثل التي تأتيك وكلها ايمان فهي إمرأة لا تشبه كثير من النساء .
ويقول الحديث إن المرأة ناقصة عقل ودين وفهم المسطحون ان في هذا منقصة لها وليس حق وعدل ، فالمرأة يا ابني ليست ناقصة عقل كما نفهم فكثير منهن أعقل من الف واحد منا فكن قائدات وما زلن ورائدات وما برحن ، وفطنات لا ينقصهن الله من عدله فيما وفر للناس من عقل وفكر وحكمة.
والرجال قوامون على النساء ،لكن يا بني فهم اغلب الناس ان القوامة هي تعدي وتسيد وفرعنة عليهن حتى طغى كثير من الرجال على النساء وحتى ظلم اغلب الرجال النساء، فالقوامة يا ابني إضافة لما ميزك الله به من طبيعة وطبع الرجال الصبر والأناة ، وان تسهر على البيت والنساء وان تحفظهن بما اتاك الله من قوة جسمانية ، تحفظ القوارير من عوادي الأنام وتحفظ قلوبهن من عاديات الأيام ، فلا تفسر القوامة عليها بأنك سيد وهي هضيم مكسورة الجناح ، أمة وخادمة ، وعوان مهيض الجناج ولك ان تقول كل شيء وتفرض كل شيء وتجبر وتعضل ، فإن دعتك قدرتك لهذا فتذكر قدرة الله عليك وتذكر أن لك أما مثلها واختا مثلها ، وما تخافه عليهن قمن ان تخافه عليها وأكثر ، وما ترجوه لهن حري ان ترجوا لها واكثر ، فأنت أمين عليها ومسؤول عنها ومعها أمام الله.
ولك ان تسجد لله ألف سجدة ، حمدا وشكرا له على ان وهبك مثل هذه الزوجة ، تزيد بيتك تقى وتذكرك بالله بهواياتها وبميولها الخلق والعفاف وبأمنياتها الطهر.
أحمد الله لك يا ابني ، فقد اختار الله لك ما يمكن ان تسعدك وتسعد نفسها وتسعدنا معك في الدايرين إن شاء الله.
ألف مبروك.
والدك الرفيع بشير الشفيع
rafeibashir@gmail.com
////////////////////

 

آراء