أما علمنا أن الديمقراطية للغربيين وحدهم وليست لغيرهم
الشيخ/ احمد التجاني أحمد البدوي
18 July, 2013
18 July, 2013
ظل الغرب منذ زمن طويل يخادع وينافق الشعوب بشعارات زائفة ومقولات مضللة والشعوب لجهلها وثقتها فيهم تصدق بل كانت مسلمة لكل ما يأتي منهم انه الامثل والافضل وما علمت الشعوب ان هؤلاء يقتلون الضحية ويمشون في جنازته فهم الذين يتحدثون عن الرق وانه يمارس في بعض الدول وينسون ان اكبر تجارة للرق في التاريخ مارسوها هم ولا زالوا يسترقون العالم باغاثاتهم وقروضهم الربوية بعد ان تسببوا في افقار الدول ومدها بالسلاح لتنشب الحروب ويحدث النزوح واللجوء ولتستمر الاعانات والاغاثات وليستمر الاعتماد عليهم ورهن القرار وانتهاك السيادة يفعلون كل ذلك بدلا من اي يمدوا تلك الدول بما يفيدهم ويبني دولهم فتعتمد على نفسها وتأكل بيدها وهم يتحدثون عن حقوق الانسان لكنه الانسان الابيض اما حقوق الانسان الاخر فتحددها مصالحهم وبمنظورهم هم وهم الذين يتحدثون عن الديمقراطية لكن الديمقراطية لهم وحدهم وللآخرين لا مانع ان يتعاملوا مع حكام متسلطين او ملكية قابضة او اسر وارثة وفي نهاية الامر المصلحة هي المعيار ولو سقطت كل تلك الشعارات وانهزمت المبادئ لكن الذي لم يكن متوقعا عندهم ولامرصود في حساباتهم ان كل يوم تطلع فيه الشمس تتكشف الحقيقة وينزاح القناع عنها ويبدو هذا في كل حدث وحادثة وفي كل خبر مسموع او نبأ مشهود في كل يوم بل في كل ساعة وليس في كل عام او موقف حتى اصبحت الحقيقة لا تحتاج الى تفكير او تحليل او مجرد وقفة لكننا لا ننتبه ويحدث كل هذا لكننا لا نعتبر بل نظل في ضلالنا القديم غائبين او مغيبين غافلين او مغفلين بأن الغرب وامريكا هم حماة الديمقراطية ودعاة حقوق الانسان فلا التاريخ علمنا ولا ما يحدث بصرنا حتى وصل بنا الحال ان نعتقد ان كل من لم يحظ على الرضاء الامريكي والغربي لا قيمة له ولا وجود له وعلى هذا تشكلت العلاقات الدولية والمصالح ولو أدى ذلك الى التنازل عن العزة والكرامة ومصادمة الأخلاق والمثل والمواثيق التي كتبوها بأيديهم مثل حقوق الانسان والديمقراطية وعدم التدخل في سيادة الدول ومن المؤسف ان من النخب من يسوق هذا الفهم ويدافع عنه بضراوة ونقول لهؤلاء واولئك انتم في وادي والشعوب في واد آخر نقول لهم هذا لأنهم نسوا او تناسوا ان الشعوب ليست هي الشعوب قبل خمسين عاما والتي كانت ترى ان كل ما يأتي من الرجل الابيض ابيض كلونه فهو الصادق وهو الامين وهو وهو نقول لهم ان الشعوب قد تبينت امرها وتحسست موطأ اقدامها وأصبحت لا تسلم لما تسمع ولا تصدق كل ما تشاهد بل اصبح لها فهما للأحداث وتحليلها الخاص بها ولم تكتفي بذلك بل رجعت الى قراءة التاريخ مرة اخرى وربط ما يحدث بما مضى وتصحيح بعض الافهام لاحداث مضت لم تجد الفهم والتقييم الصحيح في وقتها لانتشار الامية ومحدودية سبل التواصل وهيمنة الاستعمار على العالم في ذلك الزمان لقد توصل الناس اخيرا الى لماذا ومن قتل الملك فيصل ولماذا قتل لوممبا ولماذا قتل ضياء الحق رئيس باكستان وفجرت طائرته ولماذا قتل مارتن لوثركنج لماذا ومن قتل جون قرنق بعد ان وقع اتفاقية سلام مع حكومة السودان لماذا الانقضاض على حماس بعد ان اتت بها صناديق الاختراع وانتهى بها الحال ان تصنف انها منظمة ارهابية لماذا اجهضت الديمقراطية في الجزائر ولماذا يطالبون بتوقيف الرئيس البشير حدث كل هذا في الماضي البعيد والقريب ولم يستطيعوا ان يقولوا قولا فصلا في شأن بشار الأسد واخيرا التجربة المصرية وقد اتى رئيسها عبر صناديق الاختراع بانتخابات شفافة ونزيهة شهد عليها كل العالم حتى الذين خرجوا يتظاهرون ضد الرئيس لم يقدحوا في هذه الانتخابات فكنا نتوقع من حماة الديمقراطية وحقوق الانسان في العالم وهي امريكا والغرب والذين لا مانع عندهم أن يجيشوا الجيوش ويعبروا المحيطات لاحقاق هذا الحق كنا نتوقع منهم ان يقولوا قولتهم الواضحة التي لا تقبل التأويل في الذي يحدث في مصر لكنهم لم يفعلوا وبدأوا يتلاعبون بالالفاظ والعبارات واخيرا وصل مندوب خارجيتهم ليقول نحن مع ارادة الشعب وان نظام مرسي لم يكن ديمقراطيا ولم يجمع عليه ونقول له متى كانت المظاهرات من آليات الحكم على وضع ديمقراطي واسقاطه وقد وصل الحال بهذا المندوب وليم بيرنس ان يقول ان الديمقراطية ليست صندوق فهل فهمتم من هؤلاء وكيف يفكرون يا أيتها الشعوب بعد كل ما استعرضناه من احداث ومع ذلك فأنا لا ألوم ما يفعله الغرب ويتعامل به مع الآخرين لان هذا هو الاصل عندهم وما عداه فهو زيف وغش لا زال ينطلي على كثير من الناس فعلت امريكا ذلك وجارتها في ذلك بعض الدول الخليجية وذلك بتقديمها المساعدات السخية للانقلابيين وكان الاجدر بهم ان يلزموا الصمت حتى تتكشف الحقائق وينجلي الموقف والاجدر من ذلك كله ان تسعى لاصلاح ذات البين وهذا فعل الحكماء والكبار لكن لا ان تنحاز تلك الدول الى معسكر وجهته معروفة واهدافه مكشوفة هذا غير مقبول ومن المملكة السعودية بصفة خاصة لانها قبلة المسلمين وملكها خادم الحرمين الشريفبن ولهذه المكانة تبعات كثيرة تجاه الاسلام والمسلمين خير ما فعل الاتحاد الافريقي وتوصيفه للوضع في مصر انه انقلاب عسكري ولاول مرة في التاريخ يتخذ الافارقة قرارا يحسب لهم ويكونوا باتخاذه قد خطوا خطوة نحو القيادة والريادة فعلى الافارقة ان يسيروا في هذا الاتجاه اتجاه التحرر والتخلص من الشعور بالدونية التي اقعدت افريقيا وجعلتها في ذيل الامم مع امكاناتها البشرية والاقتصادية وعلى الافارقة ان ينتبهوا لما يراد بهم وذلك من اثارة للفتن العرقية والاحتراب فيما بينهم حتى يظلوا قابعين في مستنقع التخلف والجهل وحروب دائمة مما يؤدي الى تناقص الكتلة البشرية وهذا من استراتيجيات بعض الدول ونقول للحركات الاسلامية لابد ان يكون هناك فهم معاصر ينتشل المسلمين من بركة الانهزام الحضاري الذي يعيشه فلا هو قادر على تمثل حضارته وقيمه وتراثه ولا هو واجد في الحضارة الغالبة اليوم سعادته ونفسه ولا شك ان السباق والحوار الحضاري يؤدي الى النمو والارتقاء واكتساب قدرات اضافية للقيام بتسخيرها وأداء مهمة العمران البشري والمادي كما يؤدي الى اكتشاف الكثير من السنن التي تحكم الحياة وتمكن من مغالبة الصعاب ونقول لهم مرة ثانية لا مبرر للاختلاف وان كان بينكم الا كلمة الشهادة فهي كافية ان تجعل صاحبها اخا لك والحديث الشريف سد كل الزرائع التي تؤدي الى الاختلاف والفرقة وذلك في قوله صلى الله عليه وسلم: "انصر اخاك ظالما او مظلوما "فقالوا علمنا ان ننصره مظلوما فكيف ننصره وهو ظالم قال ترده الى الحق ولا تتركه" او كما قال صلى الله عليه وسلم.
ahmed altijany [ahmedtijany@hotmail.com]