أمريكا والعرب .. غيرة وكلينكس !! … بقلم: علاء الدين حمدى

 


 

 

 

ـ من أجلها يتقاتلون ، وبأمرها ينتهون ، فى هواها يستعذبون المذلة ، وفى جواها يقبلون الهوان ، لخاطر عيونها يعادون ، وفيهما يهادنون ، أحلامها أوامر ، وإيماءتها تعليمات ، لو تململت اهتزت العروش ، وان رضت تبهلل المعرشون ، إن ابتسمت لغيرهم يغارون ، وان فعلت فى وجوههم فكأنما حيزت لهم الدنيا بمفاتيحها ، إنها أمريكا .. قبلة العشاق ووجهة المشتاق وكعبة الباحثين عن السلطة فى عالمنا العربى والعوالم المشابهة ، نظما وجماعات ، زرافات ووحدانا ، لا يُستثنى منهم أحد !

 

ـ هذه المشاعر العاطفية أو المرضية ولَّدت حالة من " الغيرة " خلال الأيام القليلة انتابت البعض نتيجة التقارب الأمريكى الايرانى ، فهرولوا للحصول على تصريحات تطمئن قلوبهم أن الود سيظل موصولا وأن " على الحِجر " متسعا للجميع أعجمى وعربى ، وأن أى اتفاق سيأخذ فى الاعتبار مصالح الدول العربية ! وهى سذاجة مفرطة أن يظن هؤلاء أن أحدا يعنيه مصالحهم فى قليل أو كثير ! وهى خيبة ثقيلة تدل على أنهم لم يدرسوا هذا التقارب منذ ثورة الخمينى مرورا بالتعاون المثمر لتسهيل غزو أفغانستان ثم العراق ، وهو قصر نظر يعنى أنهم لم يدركوا طبيعة أى تحالف غير متكافئ مع الأمريكيين ، ولم يفهموا أنهم مخترعو " المناديل الكلينكس " وأصحاب نظرية استخدامها لحين تيسر الحال واقتناء " منديل من القماش " غسيل ومكوى ! ولم يدركوا أنهم تخصص " نذالة " يبدلون أصدقائهم وأعدائهم وفقا لمصالحهم فقط ، كما فعلوا مع شاه إيران ونورييجا وبرويز مشرف وغيرهم من حلفاء الأمس ، وهو نفس المصير الذى ينتظر حلفاء اليوم بعد أن ينتهى دورهم بمجرد بلورة التقارب الأمريكى الايرانى الى واقع ملموس يمنح إيران دورا لم يحصل عليه أى حليف من قبل ! دورا سيستمر ما شاء الله أن يبقى بترولا فى الخليج ، فكما كتبت من قبل ، أن سيطرة إيران بنفوذها على بترول الخليج بضفتيه مسألة وقت ، لأن حكمة الله تعالى وضعت خزانات البترول العربية فى المناطق ذات الكثافة السكانية "الشيعية " التى من البديهى أن ولائها للأب الروحى فى " ُقم " الإيرانية قبل مواطنها الأصلية ، والأمريكان يعلمون ذلك جيدا ويدركون أن هذه النقطة هى التى تمنح الايرانيين فرصة التكافؤ معهم ، وعليه فهم يريدون حليفا جديدا من نوع خاص يمكنه حماية مصالحهم فى الخليج بدور متفرد لا تستطيع أن تقوم به إسرائيل ، ولا يُوثق فى إسناده الى أى دولة عربية مهما كانت قوتها أو درجة " انبطاحها " ، فالأمريكان لا يراهنون فى مثل هذه الأمور الحساسة على دول غير مؤسسية تفتقد للثوابت السياسية وتتنقل بين القومية والليبرالية والاشتراكية والديمقراطية والرأسمالية و" المهلبية " ، ونظم أصبحت عبئا ثقيلا على قلوبهم آن الأوان للتخفف منه مقابل بقاء محور " إسرائيل ـ إيران " عسكريا واقتصاديا لضبط إيقاع النبض العربى ، ليس بعصا الطبول ، ولكن بالعصا التى تُعدُّ لمن عصى وتجرأ ، أو ضاق وتذمر من المصيبة السوداء التى ستطال الجميع ، سواء هؤلاء الذين ستتخلى عنهم أمريكا بعد أن تخلوا هم عن شعوبهم وتناسوا لقاء يومهم هذا ، أو أولئك الذين ستتخلى عنهم إيران .. الدولة الإقليمية الوحيدة التى استوعبت جيدا كيف ستتعامل مع حلفائها وأذنابها القدامى بنظرية " الكلينكس الأمريكية ".

 

ضمير مستتر:

 

وكل يدعى وصلا بليلى

 

وليلى لا تقر لهم بذاك

 

علاء الدين حمدى

 a4hamdy@yahoo.com 

 

آراء