أنا والرئيس.. تفاصيل حكاية قديمة!! … بقلم: عبد الباقي الظافر

 


 

 

 

تراســـيم..

 

alzafir@hotmail.com

 

في شتاء العام 2001م... الخرطوم تنام هادئة... وأنا احتفي بأخ شقيق جاء إلى السودان في إجازته السنوية.. طرقات ناعمة على باب الدار.. شقيقتي كانت الأقرب.. زوار الليل يبحثون عني... حثثهم على الدخول وحسبتهم من ضيوف العشاء... اعتذروا بلطف... جئت إليهم بجلباب أنصاري بالٍ.. أشهر احدهم فى وجهى بطاقة عسكرية ...ثم أخذوني معصوب العينين إلى جهة غير معلومة..اسئلة استفزازية ..واتهامات ا انزل الله بها من سلطان .. وفاحش قول وضرب مبرح . انتهت تفاصيل ليلة لن أنساها برميي معصوب العينين قرب مقابر فاروق.

 هنالك أخبار جيدة وأخرى سيئة... هؤلاء الأشرار لم يكونوا من رجال الأمن إنهم مليشيا حزبية تحل هويات عسكرية.. طرقت أبواب القانون.. النيابة تقول إن الأمر يحتاج إلى رفع حصانة .. ورفع الحصانة يحتاج إلى تصديق وزير العدل ..ومصادقة وزير الدفاع ثم موافقة رئيس الجمهورية شخصيا.. المهم لا أحد يستجيب بل إن المطلوب مني أن أقبض على المتهم وأحضره للعدالة.

 أحسست بالقهر... قررت أن أهاجر وأبحث عن وطنٍ بديل..وانا اشرع فى ترتيبات السفر. الصدف تقودني لأداء صلاة الجمعة بمسجد القوات المسلحة... بعد الفراغ من أداء الصلاة.. وجدت شخصاً واحداً يفصلني عن الرئيس البشير.الشخص الذى يحول بينى والرئيس هو الفريق عبدالرحيم محمد حسين .. تتبعت الرئيس حتى خرج عن صحن المسجد... وأمسكت بيديه لأشكو... والحقيقة أن الرجل كان متواضعاً ومستمعاً جيداً... منع حراسه من التعرض لشخصي... كنت غاضباً  حد البكاء وكان في قمة هدوئه.

 تذكرت كيف تمكنت من إصطياد الرئيس وشخص تصفه السلطات الرسمية بأنه معتوه تمكن من اختراق الدائرة الأمنية وحاول أن يقذف بحذاء في وجه الرئيس. بداية هذا سلوك غير حضاري... يجد الرفض من كل شخص سوي ولكن الواقعة تطرح سؤال عن الترتيبات الامنية  لرجال حول الرئيس. الأخ رئيس الجمهورية اتفقنا أو اختلفنا معه... يظل هو الرمز الذي يشغل أكبر منصب في أرض المليون ميل... تأمينه وأمنه من أمن الوطن... الجهات التي تتربص بالرئيس كثيرة. إذا ما تمكن شخص معتوه وفي اجتماع متخصص للخبراء الاستراتيجيين من أن يفعل ذلك... ماذا يمكن أن يفعله عاقل مخطط... نأمل في اتخاذ إجراء فعال وفتح تحقبق سريع يبين أوجه القصور التى ادت الى هذه الجادثة غير المسبوقة... ونأمل أن تصل نتائج الإجراء لمسامع الرأى العام حتى نطمئن أن رئيس البلد في أيدٍ أمينة.

 التيار

 

آراء