أنا وحمدي أخوى !! … بقلم: عبدالباقى الظافر

 


 

 

تراسيم.

 

 

alzafir@hotmail.com

الاقتصادي الضخم عبد الرحيم حمدي كاد ان يكتب إعلانا مدفوع القيمة ..ليؤكد للعامة انه ليس دكتورا ولا بروفسورا (ولا يحزنون ) ..رغم ذلك يكاد الناس لا يصدقون ان أشهر وزير مالية في الإنقاذ ..عراب سياسة التحرير التي أفقرت شعبا وأثرت حزبا.. الرجل الذى يسعى لامتلاك بنك أسرى .. ويتوق لتشييد إذاعة خاصة .. رجل بكل هذه المواصفات ولا تسبق اسمه الدال الدالة على التميز.

سمعت اذنى وزيرا كامل الدسم ينادى على أحد زملائي بلقب يا دكتور فلان ..الوزير المعنى كان قد اصدر قرارا بتعيين (دفعتي) في منصب رفيع ..ودفعتي هذا بالكاد ومؤخرا نال درجة الماجستير ..بالطبع لم يصحح صديقي سعادة الوزير ..(معقولة ) الوزير يغلط !! .. قلت لنفسي هذه دكتوراة بمرسوم وزاري.

حكاية تدخل الدولة في الدرجات العلمية .. ليست من المبالغات ..فحكومتنا عندما تعين كبيرا في منصب اكاديمى تغدق عليه بدرجة الأستاذية .. وبالتالي يصبح بروفسور زيدا مديرا لجامعة ما ..المشكلة ان (البروف ) الكريم بعد أن يذهب لكرسي المعاش لا يتنازل عن اللقب (الحكومي) .

أما الدرجات الفخرية التي تمنحها الجامعات لمن تشاء ..أحيانا تكون بدون ضوابط بل تأتى في إطار تسليك العلاقات العامة  ..تبلغ الأزمة منتهاها عندما  يصر الرجل المكرم بالاحتفاظ باللقب الفخري مدى الحياة وبعد الممات .. هل تذكرون سفير تلك الدولة الشقيقة .. انه الدكتور ...

مدير مؤسسة أكاديمية فعل العجب .. وأتى برقم قياسي ..(سعادته)  كرم رأس الدولة بدرجة فخرية ..معقولة ..حب الناس مذاهب ..ودرجة علمية أخرى قدمها لرئيسه المباشر .. ولكن الرجل لم ينسى نفسه التي منحها (بتواضع)  كبير درجة دكتور ..النفس أولى من الصاحب .. ( دى مبالغة )

لا أدرى لماذا يظن بعض الناس بى خيرا.. ويطلقون على ألقابا لا استحقها .. قابلني أحدهم اليوم في جامعة الخرطوم ..وبلا مقدمات دخل على من حيث لا احتسب " كيف حالك يا دكتور.. متين الرجعة "..أكلت اللقب .. ورددت التحية بأفضل منها وقلت له " من أسبوعين وكدا يا بروف " .

أطرف درجة علمية منحنى لها العم عبد الكريم ..الخفير بمجمع 61  السكنى التابع لجامعة الخرطوم ..وكنت أصر على تناول وجبة الإفطار في رمضان جماعيا على (البرش) .. وتلك عادة لم تكن تجد رواجا بين ساكني المجمع من ذوى الدرجات العلمية الرفيعة.. عم عبد الكريم كان يصر على مناداتي ب ( يا بروف) ..بروف على الحاف ..تبدو المسألة محرجة في بحيرة أكاديمية .. رجوته أن يكتفي بأستاذ ان كان ولابد ..ولكن الرجل رفض التزحزح قيد أنملة عن موقفه..فما كان من صديق لى ان علق ساخرا " دى أستاذية رمضانية ".

عليه انتهز هذه السانحة ..أصالة عن نفسي ونيابة عن السيد عبد الرحيم حمدي ..أؤكد للجمهور الكريم اننى وأخوى حمدي رجال بلا درجات علمية فخمة ..

 

نقلا عن صحيفة التيار

 

آراء