أهلي في بورسعيد …لا تراهنوا إلا على أنفسكم ..بقلم: علاء الدين حمدى

 


 

 




ـ بورسعيد تنهار ومعها مصر، بين نظام متعنت معاند غير مستوعب لجسامة الحدث وتبعات المسئولية، هو الطبعة الأكثر سوءً لسلفه المنحل، فشل بامتياز حتى الآن فى معالجة أى أزمة، وبين حكومة خائبة تراهن على كوكتيل من الحل الأمنى وعامل الزمن وملل الغضبى حسب نظرية القصور الذاتى مع محسنات من اللامبالاة والجهل والغباء السياسى، وبين الغاضبين من أبنائها عن حق أو باطل، وبين معارضة هشة اكتفت بالمواساة ومصمصة الشفاه وتصريحات المزايدات النارية من مكاتبها المكيفة، أستمتع عن نفسى كثيراً حين أصفها بـ "مدرسة الهمبكيزم"! لم تتحرك لحوار جاد مع أهل بورسعيد ينزع فتيل الأزمة ويئد الفتنة المشتعلة، ولم تبادر الى حل شعبى للمأساة يضمن حقوق كل أطراف النزاع ويمنع تفاقم تداعياته، بداية من مذبحة الإستاد وحتى اليوم.
الجميع سيخسر لا جدال، سواء أهل بورسعيد الذين تتقاذفهم المشاعر المختلفة صحيحها وخاطئها، أو شعب مصر الذى تحولت مدينته الباسلة الى جرح غائر فى جبينه، أوشك نزيفه أن يفرغ الجسد من سائل الحياة، أو النظام، باطنه وظاهره، مرشدوه ومستشاروه وحكومته المقندلة.
ـ لذلك، وبإقتراح متواضع، أدعو أهلى فى بورسعيد الى المبادرة بتشكيل لجنة شعبية من وجوههم وحكمائهم أصحاب الحل والعقد بعيدا عن ما يسمى بالقوى السياسية والحزبية، تتولى الحديث نيابة عن المدينة بما لها وما عليها، وبما يحقن دماء أبنائها ويرعى حرمتها ويحفظ حقوق جميع أطراف المشكلة، فلا تصالِح إلا على حق، ولا تخاصم إلا عن حق، فالإعتذارت لا تكفى، والتعاطف بالإستشعار عن بعد لن يفيد، والزعامات الورقية والألكترونية وحماسة مواقع التواصل الإجتماعى لن تجدى، بعد أن زايد الجميع على المشكلة فصبوا الزيت على النار ..
أهلى فى بورسعيد ...لا تراهنوا إلا على أنفسكم ..
ضمير مستتر:
ما حكَّ جلدك مثل ظفرك فتولَّ أنت جميع أمرك
الإمام الشافعى


alaadinhamdy@yahoo.com

 

آراء