أهي مفوضية (الشخبوطي) أم القومية؟! … بقلم: ياي جوزيف

 


 

ياي جوزيف
18 April, 2010

 

 

أسس جديدة

 

لا أدري حقيقة العويل والضجيج (واللطم!) الاعلامي لمفوضية الانتخابات القومية بعد إفادات (كارتر ومندوب المجتمع الاوربي) ـ قلناها سابقاً: " إنها انتخابات  مزورة وفاشلة"، ويجب فض المفوضية من (الشخبوطيين!!) - قالوا (.. لا ..هي نزيهة، وهي لله)  ـ إذاً "ما تزرعه تحصده" . ولسوف ترون فصولاً هزلية مواتية.. عموما، شخصية الشخبوطي شخصية خيالية أبتدعها الروائي (عبد الرحمن منيف) في رائعته "مدن الملح"، هو شخصية أمي  دخل مجال السياسة و اللغة، فكما تملى عليه الكلمة هو كذلك يخضع لاملاءات تحدد مواقفه السياسية. هو كائن مزود بجهاز مناعة ضد التغيير!.

إننا لن نبالغ لو قلنا أن (البشير!) وأفكاره إنما هو (انتكاس)، بكل زواياه، و أعني الانتكاس الحقيقي وفي قمة المهزلة .. رغم عناد مفوضية (الشخبوطي!) التي تحاول أن تقنعنا بحجة (مافيش تزوير!) وكأن شيئا لم يحدث.. بل ضحكوا علينا بفرية أن (الانتخابات حرة ونزيهة!) ، وفقط تخللتها بعض الأخطاء الإدارية وأنها محلولة ومقدور عليها.. كأنهم أناس (هبطوا) علينا من (....؟!) ،، يتحدثون عن انتخابات لبلد آخر غير السودان.

فكيف تكون الشرعية لحكومة (منبثقة) عن انتخابات بمحصلة غير شرعية؟!، وبغض النظر عن أحاديث المراقبين، فإن الثابت دون مواربة ان المفوضية كرست حقا وحقيقة خيبة آمال الملايين من السودانيين، الذين قالوا جهاراً بأنهم سئموا من ممارسات (الشخبوطي!) الاعظم  قيصر الكذب والنفاق والمزايدة الفجة..

لا يحتاج المرء إلى كبير اجتهاد لإدراك حجم الإهانة التي تعرض لها السودان من ارتكاب لجرائم ضد الانسانية وإفساد الديموقراطية ببلادنا ـ يا هو "دا الانقاذ ..  و ..أرمي قدام وورا مأمن!) ممارسات همجية ومفلسة تعاود الكرة بوجوههم  القبيحة ليعودوا بنا إلي الوراء والتحالف مع (الشيطان!) إن لم يكونوا هم (الشياطين!) .

إنها انتخابات لشرعنة المواطن (البشير)، بأخطاء غبية ومآسيها تستنسخ أدواتها من (الدجل!) ولا تعترف بالمتغيرات إلا بوقوع (الفاس في الراس). وتبقي الفضيحة للوطن الذي ارادت (المفوضية الصماء) أن يعشش فيه الطغاة وتمرح فيه خفافيش الفساد وكهنة الليالي.

غريب أمر وسائل الإعلام المحلية والعربية التي حاولت (التستر) وأن تساهم في نقل الحراك السياسي بصورة تفاعلية (منحازة) للسلطان معتمدة على التلميع والمدح. لا نريد إعلاما (تطبيليا!) بقدر ما نريد إعلاماً واقعياً يمارس المهنية شكلا ومضمونا، لسنا مغيبين ولا نقبل أن نغيِّب أحداً. وفي هذا المقام أود أن أوجه رسالة لكافة المسؤولين والعاملين في الحقل الإعلامي ألا بكونوا مثل (الشخبوطي!) أو (الشخبوطيون!)..

خلاصة القول، المواطن (عمر البشير) متعطش السلطة، ويجثم ككابوس لا يتزحزح عن السلطة، وليس في قاموسه ما يشير إلى أن هنالك شيء إسمه (التنافس) علي السلطة، لذلك كلما يترشح عن (الشخبوطي!) فهو وهمي.. مؤسسات النزاهة، الاصلاح والتغيير، المكاسب والشفافية، الاشكالات والحلول، الأوضاع المعيشية للمواطنين ألخ... كل ذلك ليس له أي انعكاس على (فهمهم!)، وإنما واجهة ومزاعم تتجمل بها السلطة (الشخبوطية!) التي تحمل إرادةً (الهوس!)، وهم كذلك (شخبوطيون!) لمفوضية الانتخابات يتهجأون، بحيث يكفي لتقليد (الشخبوطي!) في تهجو الكلام، وكل التبريرات التي تضفي لشرعنة افعاله من أجل لسلطة!...

أما "الوكس" فهو اصطلاح في (علم الفلك) يقصد به دخول القمر في منزل نجم مكروه، فتقول العربُ "هذه ليلة الوكس" أي ليلة دخول القمر في منزل نحس . وأما نحن فنقول: أي ليلة أكثر نحساً من تلك الليلة، ليلة (عقد!ّ) مفوضية (الأصم) مع "بقايا الانقاذ" لشرعنة فوز (البشير!) في خطوة غير مسبوقة تحت (إبط) الحكومة..

 لقد  صدق "كارتر" ..كيف يطابق سودان (الانقاذ) لمعايير (عالمكم!؟) .. فعالمهم تسرق فيه الأصوات كـ (الطماطم) نهاراً، ويعم الفساد والإفساد والرشوة والمحسوبية والزبونية والريع، مما دفع بجزء كبير من السودانيين  إلى قاع الفقر المدقع.. إنه عالم (الشخبوطي!!)...

 

yai dedut [ydedut@yahoo.com]

 

آراء