أوصاف الإخوان المسلمين

 


 

 

 

 

الليل جاث 

والظلام مكشر عن نابه
والرعد يرعد كلما هتف السناء ببابه
فكأن خلف الليل
قلبا مل طوال عذابه
سئم الدجى والوحشة الرعناء ملء
اهابه
*
بلند الحيدري

(1)
أولئك شر الأمة رؤوس الضلالة، المنقوصون من التوحيد حظاً والمخسوسون من الإيمان نصيباً، فهم أوعية الجهالة، وأعلام الكذب، ولسان إبليس الناطق في أوليائه، والهائل على أعدائه من أهل دين الله، وأحق من يتهم في صدقه وتطرح شهادته، و لا يوثق بقوله ولا بعمله، إلا بعد يقين، ولا يقين إلا بعد حقيقة الإسلام وإخلاص التوحيد، ومنْ عمي عن رشده والقصد في شهادته أعمى وأضل سبيلاً.
هم الذين جادوا بالباطل فدعوا إلى قوله، قولهم مُبطل، ومكذبٌ دعواهم ثم أظهروا منه ذلك أنهم مع الحق والدين والجماعة، وأن منْ سواهم أهل الباطل والكفر والفرقة، فاستطالوا على الناس وغروا به الجُهال، حتى مال قوم من أهل السمت الكاذب والتخشُع لغير الله، والتقشف لغير دين الله إلى موافقتهم عليه ومواطأتهم على سيء آرائهم تزيناً، وتصنعاً للرئاسة، فتركوا الحق إلى باطلهم، واتخذوا دون الله وليجة إلى ضلالتهم، ونفذت أحكام الكتاب بهم على دغل دينهم وفساد نياتهم ويقينهم أولئك هم الذين أصمهم الله وأعمى أبصارهم.
ليس لديهم نخوة الفوارس، يقابلونك مجموعات ليكسروا مقاومتك، يتدثرون بالتنظيم، به يعتمدون وعليه اتكالهم، اتخذوا الدّين درقة ليتقوا بها فضح حياتهم الخاصة.


(2)
لم يكن كبيرهم الذي علمهم السحر، يهمه إلا تصويت المرأة. لم يكن يُعنى بقضايا المرأة التي وردت في كتب " محمد عبده". ولم يُعنى بقضية الاجهاض أو ختان الإناث بأي اهتمام. ولم يتطرق لقوانين شريعة الأحوال الشخصية كما فعل " محمود محمد طه "، بل لم يتطرق لقوانين الطلاق أو الإرث أو تعدد الأزواج، بينما يدعو " المودودي" إلى الفصل التام بين الجنسين، ويرى أن النساء ملزمات بلبس النقاب!.
صارت الوحدات التي تعمل في الجامعات، تقدم الزهور بدل صور الطالبات المُرشحات لعضوية اتحاد الطلاب بالجامعات، فهي في ماضي أيامهم صورتها عورة، وبيان صوتها رجس من عمل الشيطان. كان الأمين العام يدعو في ثمانينات القرن العشرين، بعد أن غيّر نظرته للمرأة بعد ثورة أكتوبر، لأن تعمل النساء في مراكز قيادية سياسية، وقاضيات لقضايا معينة، في حين لم يتقدم الشيخ " القرضاوي" بأي فتوى بتعديل أي من قوانين الطلاق والزواج.
وفي أيام انقلاب 1989 الأولى، وبعد تأمين السلطة، تم إحالة عدد كبير من النساء لما يسمى بالصالح العام، وهو الاسم الحركي للفصل الجزافي بلا حيثيات أو محاكمة. وتم فرض اللباس الذي يعتقدون أنه إسلامي على النساء, بدأوا التدرج في قوانين( النظام العام) الذي أجازه غير القانونيين لأن به عوار في توصيف الاتهام وترك يد جنود النظام العام يفعلون ما يشاؤون، وكانت المرأة هي من أصابها كل الضرر.
عارض الأمين العام للتنظيم عام 1983 إعفاء غير المسلمين من عقوبات الحدود، عندما كان يختبئ في القصر الجمهوري. وكان يعتبر الإسلام الصوفي في السودان انحرافات خطيرة عن الإسلام، مُتأثرة بخرافات شعبية إفريقية، وشن حرباً ضدها. وعندما حضر شيوخ التصوف بالسودان للطمأنينة على صحته، بعد أصابته في كندا، تغيرت نظرته إليهم.


(3)
" حسن البنا " و" محمد الغزالي " يصرحان بأن الإسلام يعامل الأقليات بمرونة، ولكنهما لا يتطرقان لمسائل واقعية. ومنذ 1989 كان الأمر للأمين العام للتنظيم وسلطته الجديدة هو تغيير المجتمع السوداني وتغيير الإنسان السوداني، عن طريق القوة. لأنه يرى المجتمع قد غرق في جاهليته، ويستحيل رضوخه للشريعة عن طيب خاطر. كان ينتظر هزيمة تمرد الجنوبيين الذي قام لعقود، فإن لم يستطع ، فالقضاء على إمكانية الوحدة بين الشمال والجنوب.
عقد الأمين العام مؤتمراً صحفياً بعد ظهور نتائج الانتخابات. وأعلن عام 1985 أن المتأسلمين خاضوا الانتخابات باستعمال أجهزة الكمبيوتر، ذات الجهاز الذي بواسطته تم تصنيف موظفي الدولة والقوات النظامية، وقاموا بإحالتهم للصالح العام.
أغرى الأمين العام نفسه حين قام بإنشاء ( المؤتمر الشعبي الإسلامي )، وتمكن من استدعاء كل الجهاديين والمتطرفين إلى الخرطوم. ورأى ذلك مقدمة لدعواه لتوحيد أهل القبلة، مما يعني توحيد الشيعة وأهل السنة، وذلك هدف مستحيل، لأن التاريخ قد فعل فعله بين المعتقدين وغرّب بعضهم وشرّق آخر منذ مئات السنين، حتى صار عدد حجاج بيت الله ما يقارب الثلاث ملايين نفس، في حين صار حُجاج مدينة النجف العراقية أحد عشر مليوناً من الأنفس كل عاشوراء.


(4)
حضر ذات يوم الأمين العام تنفيذ البتر من خلاف على أحد المحكومين في سجن كوبر قبل انتفاضة 1985، فأغمي عليه. ولا أعرف تفسيراً لداعية لتنفيذ الأحكام الشرعية، ولا يتحمل ساعة مشاهدة لتنفيذ ذات الشريعة التي يؤمن بها!. وأشاع الأتباع أنه يتحسس من مرأى الدم!.
بعد إطلاق سراحه بعد نجاح الانتفاضة، قدمه تلفزيون السودان في مقابلة امتدت لساعتين، ولم يستشهد خلال اللقاء بأي آية قرآنية أو حديث شريف!. كل حديثه سياسي لم ينزل بتنظيمه الإسلامي بغير قوة السلطان بالانقلاب اللاحق. لم يَرد في كل القرآن أية عن السلطة والخلافة السياسية. كل حديث يورده، يدعمه بأن الرسول قد فعل كذا أو لم يفعل كذا، ودون أن يشعر يتفوّه بالحديث كأنه نبي مثل سائر النبيين!.
*
ونحن نعلم أن لن يكون له أمرً مع الأنوار الإلهية التي عبرت أنبيائه جميعاً، وخرجت إلينا أنواره كلاماً درّياً بقدر أفهامنا لنتدبّر:

۞ اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ ۖ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ ۖ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ ۚ نُّورٌ عَلَىٰ نُورٍ ۗ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ ۗ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (35)سورة النور.
صدق الله العظيم.

عبدالله الشقليني
22مارس 2019

alshiglini@gmail.com

 

آراء