أوضاع المرأة .. تحديات وانجازات

 


 

 

كلام الناس
أبدأ بتقديم الشكر للأستاذ بكري جابر الذي قدم لي باقة من الكتب المتنوعة من مكتبته العامرة بشتى صنوف المؤلفات من بينها كتاب "المرأة السودانية قصايا الحب والزواج" تأليف الدكتور مجدي إسحق إستشاري الطب النفسي الذي تناول فيه تطور أوضاع المراة عبر التاريخ من منظور التحليل النفسي.
استعرض الدكتزر مجدي أوضاع المراة في العالم منذ سطوة المجتمع الذكوري في بدء الحياة البشرية إلى ان سادت سلطة المجتمع الامومي وكيف عادت سلطة المجتمع الذكوري مع تطور الزراعة والصناعة، فيما استمر نضال المراة من أجل استرداد حقوقها و ظهور مدرسة نسوية خالصة "الفينيزم"".
أوضح الدكتور مجدي اثر التربية والتعليم والأوضاع السياسية في وضع المرأة في المجتمع ونظرته لها التي تسهم في تعزيزها المرأة التي تقع أسيرة التشيؤ بالاهتمام بالشكل ولون البشرة والزي، ثم إنتقل بعد ذلك للحديث في قضايا الحب والجنس والزواج والمشاكل الأسرية.
أفرد الدكتور مجدي مساحة مقدرة من الكتاب لتناول وضع المراة السودانية التي استطاعت إقتلاع حقوقها الدستورية والمجتمعيةحتى تمكنت من الحصول على حقها في التعليم العالي لتتخرج الدكتورة خالدة زاهر والدكتورة سركيان زوري كأول طبيبتين سودانيتين،. تطرق بعد ذلك لمرحلة تأسيس الإتحاد النسائي السوداني الذي قاد الحركة النسوية والدفاع عن حقوق المراة إلى ان أخذت حقها في التصويت عام 1953 م لكنها لم تمنح حق الترشح حتى عام 1964م وفي هذه المرحلة نجحت الأستاذة فاطمة أحمد إراهيم بالفوز في مقعد بالبرلمان لتصبح أول إمرأة سودانية تدخل البرلمان وأصبحت بعد ذلك اول أفريقية تتولى رئاسة اتحاد المراة العالمي.
بعد ذلك اصبحت المرأة السودانية وزيرة بمجلس الوزراء بتعيين الأستاذة نفيسة أحمد الامين وفي تلك الحقبة أصبحت الأستاذة فاطة أحمد إبراهيم وزيرة للشؤون الاجتماعية وفي عام 1970م نالت المرأة السودانية حقها الدستوري في الأجر المتساوي للعمل المتساوي وفي عام2006م أصبحت الأستاذةهالة محمد عبدالحليم أول رئيسة حزب سياسي"حركة القوى الحديثة".
رغم ان الكتاب صدر عام 2021م إلا أنه لم يتعرض للنقلة الكبيرة التي حدثت للمراة في السودان حتى أصبحت تنافس الرجل في شتى مجالات الحياة وفي حالات كثيرة أصبحت المراة تتحمل مسؤولية الأسرة حتى في ظل وجود الرجل، وقد برز دورها الإيجابي الفاعل في الحراك الجماهيري الذي تصاعد اواخر عهد الانقاذ خاصة في المواكب الثائرة التي فجرت ثورة ديسمبر الشعبية ومازالت.
إنتقل الأستاذ مجدي إسحق بعد ذلك لتناول قضايا الحب والجنس والزواج والمشاكل الأسرية في محاولة علمية لتحليل أسباب التوترات النفسية والاختناقات الأسرية للوصول لنظرة علمية تساعد في اكتساب المعرفة والوعي العلمي بهذه القضايا، واعترف في ختام الكتاب بصعوبة تناول قضايا المراة في كتاب لكنه اجتهد في وضع مفاتيح لكيفية التعامل مع هذه القضايا بما فيها من مطبات وعراقيل ومنحنيات لبناء علاقة أسرية متوازنة وسط هذه المتغيرات المعقدة في المجتمع.
/////////////////////////

 

آراء