أوقفوا هذه الحرب القذرة … بقلم: د. زاهد زيد
د. زاهد زيد
14 April, 2012
14 April, 2012
تتصاعد الأزمة بين حكومتي الشمال والجنوب، لتصل إلى الحرب المعلنة بين طرفين هما السبب في كل ما يجري وما سيصيب البلد من خراب ودمار. وليس بين الفريقين المتناحرين عقلاء يكبحون هذه الرغبات الرعناء لحقن دماء أبناء الوطن الواحد.
ولنا أن نسأل هؤلاء وأولئك ؟ إذا كانت هذه هي النهاية وأنكما توصلتما إلى أنه لا يمكن حل الأزمات بينكما إلا بالسلاح فلماذا ظللتم سنوات طويلة وشهورا في مقاوضات واتفاقات لا تأتي بالسلام الذي زعمتم أن كل ما جرى هو في سبيله. فقد قلتم إن الانفصال هو الطريق والخيار الأوحد للسلام! فأين السلام الآن ؟
وعلى أي شيء كنتم تتفاوضون كل هذه الشهور؟ بل لماذا لم تتفقوا على كل شيء وأنتم جالسون في الحكم ولمدة خمسة سنوات كاملة.
هل يعقل أن كل المفاوضات والمشاركة في الحكم لم يفكر أي طرف منكم في الأشياء الأساسية مثل البترول والحدود والجنسية ومصير الناس بعد الانفصال ؟ ماذا كنتم تنتظرون؟ وعلام كنتم تتفاوضون؟ على قسمة المناصب؟ والسلطات؟ أم على أي شيء ؟ ماذا كان يعنى اقسام الثروة؟ وترسيم الحدود؟
إن الوضع المتفجر الآن والنفق المظلم الذي دخلت فيه البلاد نتيجة منطقية لحكم عبثى وحكام جاهلين في الشمال والجنوب، هم الذين أوصلوا البلاد بحماقتهم إلى ما نحن فيه الآن فقرار حكومة الشمال الأحمق بمصادرة البترول وأخذ ما يظنون أنه حق لهم بوضع اليد، أمر بعين كل البعد عن الحكمة والصواب وقرار حكومة الجنوب التي ولدت سفاقا بوقف تصدير البترول عبر الشمال كان انتحارا ولم يكن قرارا وطنيا كما يدعو قد صموا آذانهم عن نصائح المؤسسات الدولية التي تعلم أن لا موارد أخرى لهذه الدولة المزعومة غير البترول، و وبذلك وصل الجميع بحماقتهم إلى حافة الهاوية والحرب الدائرة الآن هي المخرج الذي يظنون أنهم سيخرجون منه إلى بر الآمان وهذه من أكبر الحماقات التي ستكون وبالا عليهم، فإلى أي طريق ستقودهم هذه الحرب القذرة التي لا غالب فيها ولا منتصر . فالكل مهزومون والكل خاسرون وإن كان هناك خاسر أكبر فهو هذا الشعب الذي تقوده عصابتان في جنوبه وشماله وما يجري الآن هو منطق العصابات والكابوي الذي لا يحتكم إلا لسلاحه، لا سياسة ولا حكمه ولا منطق ولا عقلاء في الجانبين يدعون غلى تحكيم العقل.
الشعب السوداني في الشمال والجنوب لا دخل له فيما يجري من تصفية حسابات بين عصابتين ولا مصلحة له في انتصار هذا أو هزيمة هذا الشيء الوحيد الذي يعنيه هو أن تكون هذه الحرب بداية النهاية لكلا الفريقين المنهكين أصلا والذين سيصلات إلى نفس النتيجة وهي الضعف الذي لا قيام بعده.
إن يكون أبناء البسطاء وقودا لهذه الحرب التي لا تعنيهم هو الذي يدفع بكل سوداني أصيل لايقاف هذا الهدر لارواح الأبرياء ، فلو كانوا هم الذين سيقاتلون ويقتلون لقلنا وبالصوت العالى " في ستين داهية " لكنهم سيتخندقون في قصورهم ويدفع المساكين الثمن مرتين بأرواحهم وبالدمار الذي سيصيب البلد شمالا وجنوبا .
Zahd Zaid [zahdzaid@yahoo.com]