أولويات الصحافة العسكرية !!
هيثم الفضل
1 November, 2022
1 November, 2022
صحيفة الجريدة
سفينة بَوْح -
الكثيرون يولمون العقيد إبراهيم الحوري رئيس تحرير صحيفة القوات المُسلَّحة على ما تُسِّطر يداه في عموده الراتب بصحيفة القوات المُسلَّحة ، من باب أنهُ وعبر تناوله للأحداث الجارية بالبلاد يتورَّط دائماً في بيان لا يقبل التأويل في إظهار القوات المسلحة السودانية وكأنها حزب سياسي غير مُحايِّد ، بل ولهُ أجندة سياسية طويلة وعريضة ، فيها من الناحية الظاهرية الكثير من الإشارات التي تفيد إصرار قيادات اللجنة الأمنية في الجيش على البقاء في حكم السودان قسراً وإجباراً في مواجهة الشعب السوداني وإرادته الحُرة ، أما باطنها فهو محشود بالدلائل التي تفيد إنتماءاً فكرياً ومصلحياً للتيَّار الإسلاموي عبر كل مُسمياته الوهمية والمُتعدِّدة ، بل قد يرى البعض أن كل ما حدث وما يُحدث الآن بعد إعلان إنتصار ثورة ديسمبر المجيدة ، هو مُجرَّد تكتيك وسيناريو مطبوخ أقَّرتهُ الحركة الإسلامية والإنقاذ البائدة تحت عنوان (الإنحناء للعاصفة) حتى أوان العودة ، ولكن الحوري وجوقتهِ من المُسيَّسين داخل القوات المُسلحة بُهتوا وصُدِمو حينما أتت الرياح بما لم تشتهي سُفنهم ، إذ فاجأهُم الشعب السوداني بصمودٍ غير مسبوق ولا مُتوقَّع ، وإصرارٌ وعزيمة لا يصمد أمامها الصخرُ والفولاذ ، بالإضافة إلى بذلٍ وعطاءٍ وقُدرة على المواصلة في رفد بحور التضحيات بالمزيد من الأرواح والجراح والمواجع ومواجهة الإعتقالات والمُلاحقات والتلفيقات والتعذيب النفسي والبدني ، هذا فضلاً عن الإفقار وإثارة الذُعر والخوف عبر تخطيط مشاريع عريضة ومموَّلة في باب الإنفلات الأمني وزعزعة السلم والتعايش القبلي.
ما يتعرَّض له العقيد إبراهيم الحوري من عدائيات وتهكُّمات وكراهية والكثير من التنمُّر أحياناً ، عبر ما يُنشر في وسائل التواصل الإلكتروني التي أصبحت هي المُحرِّك الرئيسي لتوجُّهات الرأي العام داخلياً وعالمياً ، لا تقف تداعياته في حدود ما يمِس سُمعتهُ الشخصية ، بل يمتد إلى المؤسسة العسكرية التي ينتمي إليها كضابط عظيم ويتقلَّد زيَّها وشاراتها ويتحدَّث بإسمها في مؤسسة صحفية عريقة تتبع لها وتقف على رعايتها وتمويلها ، وفي هذا الإطار أرى أن الرجل غير مُلام على الأقل في وقتنا (العصيب) الحالي ، إذ أن عدم حيادية قادة الجيش السوداني وولوجهم في العمل السياسي والخوض في مستنقعاته إشاراته كثيرة ومُتعدِّدة ، ولن يزيد أو يٌقلِّل في إثباتها حياد الحوري أو إنحيازه فيما يكتب أو يقول.
تظل صحيفة القوات المُسلَّحة مؤسسة إعلامية رسمية يستوجب ضمان أداءها لأهدافها الوطنية ، الإلتزام الصارم بالمهنية والحيادية كما تفعل مُعظم المؤسسات الصحفية في السودان بما فيها تلك التي يقف على رئاسة تحريرها أشخاص لهم إنتماءاتهم وتوجُّهاتهم السياسية المعروفة ، فالصحافة أياً كان زمانها ومكانها لا تحتمل غير الحياد والتحليل الموضوعي والمهني للأحداث والوقائع حتى وإن لم تُطابق الحقيقة المحضة توجُهات و(رغبات) الكاتب أو المُحرِّر ، أما النزاهة الصحفية فتقتضي الشجاعة والقُدرة على تحمُّل الضغوط والتبعات (المريرة) التي تدفع بها آلة النفوذ والسلطة في الأنظمة الشمولية أوالإنقلابية في محاولة لطمس الحقيقة وتكميم الأفواه وتجريم حُرية الرأي والتعبير ، لكن وبالرغم من ذلك فإن (خصوصية) صحيفة القوات المسلحة التي تفرضها المصلحة الوطنية العامة ، تكمُن في (صرامة) النأي بها عن إبداء أية آراء حول الصراعات السياسية الجارية في البلاد ، وإن كان لا بُد فالصحيح أن يتوقَّف دورها في حدود صياغة الخبر الصحفي دون إضافات ولا (مساحيق) ، أما أعمدة الرأي فيها فيجب أن تكون مهنية بحتة وفي حدود القضايا التي تهم أفراد وضباط القوات المسلحة وهي كثيرة ومُتجذِّرة وفعالياتها مُستمرة ولا تنقطع.
haythamalfadl@gmail.com
سفينة بَوْح -
الكثيرون يولمون العقيد إبراهيم الحوري رئيس تحرير صحيفة القوات المُسلَّحة على ما تُسِّطر يداه في عموده الراتب بصحيفة القوات المُسلَّحة ، من باب أنهُ وعبر تناوله للأحداث الجارية بالبلاد يتورَّط دائماً في بيان لا يقبل التأويل في إظهار القوات المسلحة السودانية وكأنها حزب سياسي غير مُحايِّد ، بل ولهُ أجندة سياسية طويلة وعريضة ، فيها من الناحية الظاهرية الكثير من الإشارات التي تفيد إصرار قيادات اللجنة الأمنية في الجيش على البقاء في حكم السودان قسراً وإجباراً في مواجهة الشعب السوداني وإرادته الحُرة ، أما باطنها فهو محشود بالدلائل التي تفيد إنتماءاً فكرياً ومصلحياً للتيَّار الإسلاموي عبر كل مُسمياته الوهمية والمُتعدِّدة ، بل قد يرى البعض أن كل ما حدث وما يُحدث الآن بعد إعلان إنتصار ثورة ديسمبر المجيدة ، هو مُجرَّد تكتيك وسيناريو مطبوخ أقَّرتهُ الحركة الإسلامية والإنقاذ البائدة تحت عنوان (الإنحناء للعاصفة) حتى أوان العودة ، ولكن الحوري وجوقتهِ من المُسيَّسين داخل القوات المُسلحة بُهتوا وصُدِمو حينما أتت الرياح بما لم تشتهي سُفنهم ، إذ فاجأهُم الشعب السوداني بصمودٍ غير مسبوق ولا مُتوقَّع ، وإصرارٌ وعزيمة لا يصمد أمامها الصخرُ والفولاذ ، بالإضافة إلى بذلٍ وعطاءٍ وقُدرة على المواصلة في رفد بحور التضحيات بالمزيد من الأرواح والجراح والمواجع ومواجهة الإعتقالات والمُلاحقات والتلفيقات والتعذيب النفسي والبدني ، هذا فضلاً عن الإفقار وإثارة الذُعر والخوف عبر تخطيط مشاريع عريضة ومموَّلة في باب الإنفلات الأمني وزعزعة السلم والتعايش القبلي.
ما يتعرَّض له العقيد إبراهيم الحوري من عدائيات وتهكُّمات وكراهية والكثير من التنمُّر أحياناً ، عبر ما يُنشر في وسائل التواصل الإلكتروني التي أصبحت هي المُحرِّك الرئيسي لتوجُّهات الرأي العام داخلياً وعالمياً ، لا تقف تداعياته في حدود ما يمِس سُمعتهُ الشخصية ، بل يمتد إلى المؤسسة العسكرية التي ينتمي إليها كضابط عظيم ويتقلَّد زيَّها وشاراتها ويتحدَّث بإسمها في مؤسسة صحفية عريقة تتبع لها وتقف على رعايتها وتمويلها ، وفي هذا الإطار أرى أن الرجل غير مُلام على الأقل في وقتنا (العصيب) الحالي ، إذ أن عدم حيادية قادة الجيش السوداني وولوجهم في العمل السياسي والخوض في مستنقعاته إشاراته كثيرة ومُتعدِّدة ، ولن يزيد أو يٌقلِّل في إثباتها حياد الحوري أو إنحيازه فيما يكتب أو يقول.
تظل صحيفة القوات المُسلَّحة مؤسسة إعلامية رسمية يستوجب ضمان أداءها لأهدافها الوطنية ، الإلتزام الصارم بالمهنية والحيادية كما تفعل مُعظم المؤسسات الصحفية في السودان بما فيها تلك التي يقف على رئاسة تحريرها أشخاص لهم إنتماءاتهم وتوجُّهاتهم السياسية المعروفة ، فالصحافة أياً كان زمانها ومكانها لا تحتمل غير الحياد والتحليل الموضوعي والمهني للأحداث والوقائع حتى وإن لم تُطابق الحقيقة المحضة توجُهات و(رغبات) الكاتب أو المُحرِّر ، أما النزاهة الصحفية فتقتضي الشجاعة والقُدرة على تحمُّل الضغوط والتبعات (المريرة) التي تدفع بها آلة النفوذ والسلطة في الأنظمة الشمولية أوالإنقلابية في محاولة لطمس الحقيقة وتكميم الأفواه وتجريم حُرية الرأي والتعبير ، لكن وبالرغم من ذلك فإن (خصوصية) صحيفة القوات المسلحة التي تفرضها المصلحة الوطنية العامة ، تكمُن في (صرامة) النأي بها عن إبداء أية آراء حول الصراعات السياسية الجارية في البلاد ، وإن كان لا بُد فالصحيح أن يتوقَّف دورها في حدود صياغة الخبر الصحفي دون إضافات ولا (مساحيق) ، أما أعمدة الرأي فيها فيجب أن تكون مهنية بحتة وفي حدود القضايا التي تهم أفراد وضباط القوات المسلحة وهي كثيرة ومُتجذِّرة وفعالياتها مُستمرة ولا تنقطع.
haythamalfadl@gmail.com