أين اختفى هؤلاء ؟!
د. زهير السراج
16 October, 2022
16 October, 2022
manazzeer@yahoo.com
* لا تمر دقيقة في بلادنا إلا وتسمع كلمة بروفيسور أو دكتور، أو باش مهندس أو استاذ، وكأن السودان صار موطن العلم في العالم، بينما يعكس الواقع شيئا غير ذلك، حيث ينتشر الجهل والسطحية وعدم المهنية حتى في اعرق المؤسسات الأكاديمية دعك من (سوق الله أكبر)!
* لا ادري ما هى العلاقة بين (القرادتية) الذين يتكسبون من مهنة ترقيص القرود وبين أصحاب الألقاب المزيفة، ولكن منذ اختفائهم من شوارع السودان قبل حوالى ثلاثين عاما تقريبا، ظهر اصحاب الالقاب المزيفة بكثافة كبيرة خاصة البروفيسيرات وكأنهم هم نفس الأشخاص، مع شديد احترامي للقرادتية الذين كانوا يتكسبون من ابداعهم في السيطرة على القرود وترقيصهم وتسلية الخلق، عكس اصحاب الألقاب المزيفة الذين سيطروا على كل مجالات الحياة بالتزوير والنصب والاحتيال، وصاروا المصدر الاول للعكننة والتكدير وتسطيح عقول الناس وتجهيلهم وترقيصهم!
* لقد بلغ سوء الحال والاستهانة بالألقاب الأكاديمية في بلادنا مبلغا لا يوجد في اى مكان آخر في العالم من كثرة الذين يسعون للتخلص من العقد النفسية ومركب النقص بانتحال صفات والقاب لا يستحقونها وهم يتقمصون شخصية الدكتور والبروفيسور، ويخدعون غيرهم بأنهم كذلك، وينتشرون في المجتمع وأجهزة الدولة وأجهزة الاعلام والمواقع الرفيعة لنشر سمومهم كعلماء واساتذة ومتخصصين يطلقون الاستشارات والفتاوى والنصائح العلمية ويسافرون لتمثيل البلاد بالخارج أو للتمثيل بها وفضحها مثلما فعل أحد المتبرفسين عندما قدم ورقة في مؤتمر علمي بالخارج سرقها من مجلة علمية وهو لا يعلم أن صاحبها الحقيقي موجود بين الحضور، وكانت فضيحة بجلاجل !
*وهنالك من تدكترهم وتبرفسهم الصحف واجهزة الاعلام بغرض التزلف والنفاق ومداعبة الجيوب، فيصدقون الوهم ويعيشون في الاحلام بانهم دكاترة وبروفيسيرات وقباطنة وكرادلة ولوردات وارباب، ويسيحون في الارض يمارسون أوهامهم واحلامهم المريضة على الناس، ويتبرفسون ويتدكترون عليهم!
* خمسة عشر عاما عشتها وعملت فيها في أكثر الدول تقدما ولم أقرأ أو اسمع لقب (دكتور) أو (بروفيسور) الا نادرا جدا ولم اسمعهما حتى داخل المؤسسات الاكاديمية والبحثية التي تضم بين جنباتها حاملي اعلى الدرجات والحاصلين على أرفع الجوائز العالمية في مختلف مجالات العلوم، حيث اعتاد الناس على مناداة الشخص باسمه الاول فقط، أو الاسم الاخير (اسم العائلة) إذا لم يكن بينهم وبينه معرفة أو زمالة أو صداقة، رغم كثرة الذين يحملون الدرجات الاكاديمية الرفيعة !
* المكان الوحيد الذى تسمع فيه كلمة (دكتور) هو المستشفى، أما خارج المستشفى أو في غير ساعات العمل فالطبيب مثل غيره، لا يستخدم إلا اسمه الاول فقط أو الاسم الاول واسم العائلة العائلة بدون الحاجة الى إستخدام اللقب الرسمي، وكذا الحال في المعاملات الرسمية غير ذات الصلة بمهنة الطب مثل استخراج رخصة قيادة او جواز سفر ..إلخ!
* أما في بلادنا، فلقد تحول كل المحتالين خلال الثلاثين عاما الماضية الى دكاترة وبروفيسيرات مزيفين، لدرجة انك عندما تستمع الى جهاز اعلامي او تقرأ مقالا أو تحقيقا في صحيفة، تظن انك في بلد العباقرة والعلماء والفقهاء والحكماء من كثرة ما تسمع لقبا اكاديميا رفيعا او تقع عينك عليه، وعندما تخرج الى الشارع لا ترى سوى الجهل والفقر والبؤس والقمامة، وتحتار فيما تسمعه في اجهزة الاعلام وما تراه في الشارع، وماذا يفعل هذا العدد الكبير من العلماء والبروفيسيرات والدكاترة والباشمهندسين وبلادنا بكل هذا الفقر والجهل والبؤس، وهنا تعود بك الذاكرة الى تلك الايام الخالدة التي كان الناس يلتفون فيها حول مرقصي القرود، ثم تتساءل .. أين اختفى هؤلاء، أم انهم اعتزلوا مهنة الترقيص الى هواية الظهور في اجهزة الاعلام، وصرنا نحن القرود ؟!
* لا تمر دقيقة في بلادنا إلا وتسمع كلمة بروفيسور أو دكتور، أو باش مهندس أو استاذ، وكأن السودان صار موطن العلم في العالم، بينما يعكس الواقع شيئا غير ذلك، حيث ينتشر الجهل والسطحية وعدم المهنية حتى في اعرق المؤسسات الأكاديمية دعك من (سوق الله أكبر)!
* لا ادري ما هى العلاقة بين (القرادتية) الذين يتكسبون من مهنة ترقيص القرود وبين أصحاب الألقاب المزيفة، ولكن منذ اختفائهم من شوارع السودان قبل حوالى ثلاثين عاما تقريبا، ظهر اصحاب الالقاب المزيفة بكثافة كبيرة خاصة البروفيسيرات وكأنهم هم نفس الأشخاص، مع شديد احترامي للقرادتية الذين كانوا يتكسبون من ابداعهم في السيطرة على القرود وترقيصهم وتسلية الخلق، عكس اصحاب الألقاب المزيفة الذين سيطروا على كل مجالات الحياة بالتزوير والنصب والاحتيال، وصاروا المصدر الاول للعكننة والتكدير وتسطيح عقول الناس وتجهيلهم وترقيصهم!
* لقد بلغ سوء الحال والاستهانة بالألقاب الأكاديمية في بلادنا مبلغا لا يوجد في اى مكان آخر في العالم من كثرة الذين يسعون للتخلص من العقد النفسية ومركب النقص بانتحال صفات والقاب لا يستحقونها وهم يتقمصون شخصية الدكتور والبروفيسور، ويخدعون غيرهم بأنهم كذلك، وينتشرون في المجتمع وأجهزة الدولة وأجهزة الاعلام والمواقع الرفيعة لنشر سمومهم كعلماء واساتذة ومتخصصين يطلقون الاستشارات والفتاوى والنصائح العلمية ويسافرون لتمثيل البلاد بالخارج أو للتمثيل بها وفضحها مثلما فعل أحد المتبرفسين عندما قدم ورقة في مؤتمر علمي بالخارج سرقها من مجلة علمية وهو لا يعلم أن صاحبها الحقيقي موجود بين الحضور، وكانت فضيحة بجلاجل !
*وهنالك من تدكترهم وتبرفسهم الصحف واجهزة الاعلام بغرض التزلف والنفاق ومداعبة الجيوب، فيصدقون الوهم ويعيشون في الاحلام بانهم دكاترة وبروفيسيرات وقباطنة وكرادلة ولوردات وارباب، ويسيحون في الارض يمارسون أوهامهم واحلامهم المريضة على الناس، ويتبرفسون ويتدكترون عليهم!
* خمسة عشر عاما عشتها وعملت فيها في أكثر الدول تقدما ولم أقرأ أو اسمع لقب (دكتور) أو (بروفيسور) الا نادرا جدا ولم اسمعهما حتى داخل المؤسسات الاكاديمية والبحثية التي تضم بين جنباتها حاملي اعلى الدرجات والحاصلين على أرفع الجوائز العالمية في مختلف مجالات العلوم، حيث اعتاد الناس على مناداة الشخص باسمه الاول فقط، أو الاسم الاخير (اسم العائلة) إذا لم يكن بينهم وبينه معرفة أو زمالة أو صداقة، رغم كثرة الذين يحملون الدرجات الاكاديمية الرفيعة !
* المكان الوحيد الذى تسمع فيه كلمة (دكتور) هو المستشفى، أما خارج المستشفى أو في غير ساعات العمل فالطبيب مثل غيره، لا يستخدم إلا اسمه الاول فقط أو الاسم الاول واسم العائلة العائلة بدون الحاجة الى إستخدام اللقب الرسمي، وكذا الحال في المعاملات الرسمية غير ذات الصلة بمهنة الطب مثل استخراج رخصة قيادة او جواز سفر ..إلخ!
* أما في بلادنا، فلقد تحول كل المحتالين خلال الثلاثين عاما الماضية الى دكاترة وبروفيسيرات مزيفين، لدرجة انك عندما تستمع الى جهاز اعلامي او تقرأ مقالا أو تحقيقا في صحيفة، تظن انك في بلد العباقرة والعلماء والفقهاء والحكماء من كثرة ما تسمع لقبا اكاديميا رفيعا او تقع عينك عليه، وعندما تخرج الى الشارع لا ترى سوى الجهل والفقر والبؤس والقمامة، وتحتار فيما تسمعه في اجهزة الاعلام وما تراه في الشارع، وماذا يفعل هذا العدد الكبير من العلماء والبروفيسيرات والدكاترة والباشمهندسين وبلادنا بكل هذا الفقر والجهل والبؤس، وهنا تعود بك الذاكرة الى تلك الايام الخالدة التي كان الناس يلتفون فيها حول مرقصي القرود، ثم تتساءل .. أين اختفى هؤلاء، أم انهم اعتزلوا مهنة الترقيص الى هواية الظهور في اجهزة الاعلام، وصرنا نحن القرود ؟!