أيها القتلة .. أنتم وراء مأساة هذا الطفل !

 


 

فضيلي جماع
29 April, 2022

 

لا أستثني أحداً كما قال الشاعر العراقي الثائر مظفر النوّاب. أشير بأصبع الإتهام لكل عسكر زمن الحيرة والمهازل ولكل النخب التي مارست العمل السياسي قولاً وفعلاً في هذا البلد المنكوب - إلا من رحم ربي! هو سؤال واحد: من الذي قتل أب وأم هذا الطفل بالبندقية أو بالتسويف أو بدفن الرأس في الرمال أو بالتآمر؟ جميعكم شركاء في الجريمة:
* الجنرال عبد الوهاب البرهان: أنت وزمرتك من ضباط مجلس حفظ النظام المباد ، كنتم الخنجر الذي انغرس في ظهر ثورتنا المباركة منذ أول يوم شاركتم فيه تحت غفلة ساسة زمن الحيرة. كنتم وما تزالون تمارسون دوراً رسمته لكم جيداً استخباراتكم واستخبارات دول الشر .. أن تقضوا على ثورة شعبنا التي غلبكم أن توقفوا مدّها كما وقف أمامها محتاراً أعداء شعبنا في الداخل والخارج. أنتم أبعد ما تكونون عن شرف العسكرية الحقة. أنتم لستم سوى قتلة!
* محمد حمدان دقلو (حميدتي): لن تقدر أنت وكل مليشياتك التي تدعمها بالمال والعتاد دول محور الشر، أن توقفوا المد الثوري لشعبنا. إنّ الدّمار والإبادة التي قمتم بها أنتم ومليشيا الأخوان المسلمين - المسماة زوراً وبهتاناً بالقوات المسلحة - في مجزرة الإعتصام أمام القيادة العامة وما تلاها من مجازر ، وآخرها مجزرة كرينك ، لن تهدَّ عضد شعبنا. لقد حاول المستعمر الفرنسي منذ قرن أن يبيد شعب سلطنة المساليت ، ليضمها إلى مستعمرات فرنسا ، لكنه - أي المستعمر الفرنسي - تلقى أكبر هزيمة في معارك دروتي ودرجيل بقيادة السلطان تاج الدين وابن عمه بحر الدين. إن شعباً يهزم فرنسا العظمى آنذاك بقوة إرادته وانتمائه لأرضه لا يمكن أبداً لكتائب الجنجويد من رعاة النيجر وتشاد وأفريقيا الوسطى أن تبيده وتحتل أرض أجداده. هذا مستحيل !
* شركاء الدم والإنقلاب المشئوم من حركات ما يسمى بالكفاح المسلّح من أبناء دار فور.. هل انتهى كفاحكم المزعوم بتقاسم السلطة في اتفاق جوبا الذي اتضح اليوم أنكم لم تجنوا من رائه إلا الصمت والتستّر على جرائم من أباد وما يزال يمارس الإبادة الجماعية والسحل والإغتصاب في مدن وقرى دارفور التي ادعيتم انكم حملتم السلاح لتحريرها؟ هل رأيتم صورة هذا الطفل الباكي ولم يبق معه من أفراد أسرته كلها إلا حذاء أمه البالي ؟ بربكم قولوا لي : كيف يغمض لكم جفن وأنتم لا تملكون غير الإدانة في حياء! هل انتهى نضالكم المزعوم عند مكاتب
القصر واقتسام أوهام السلطة مع الإنقلابيين؟ صحيح الإختشوا ماتوا

فضيلي جمّاع – لندن
29 ابريل 2022

fjamma16@yahoo.com

 

آراء